بقلم الداعية د. نيفين مختار
قابلت كثيرا من الناس فى حياتى منهم من يتقى الله حقا فى كل شيء ومنهم من عنده أزمة شديدة وهى أزمة ضمير وتعجبت من تساهلهم فى أمور كثيرة ولا يبالى أحدهم هل حقآ هؤلاء يدركون أنهم سيقفون أمام الله فى موقف يشيب فيه الولدان ويفر فيه الأخ والأب والأم والزوجة والابن من بعضهم البعض كما قال سبحانه { یَوۡمَ یَفِرُّ ٱلۡمَرۡءُ مِنۡ أَخِیهِ (34) وَأُمِّهِۦ وَأَبِیهِ (35) وَصَـٰحِبَتِهِۦ وَبَنِیهِ (36) } أتدرون لماذا يفرون من بعضهم البعض لأنهم مشغولون بما اكتسبوا فى الدنيا، مشغولون بمعرفة مصيرهم بعدما سجلت الملائكة عليهم كل شيء فى الكتاب الذى سيأخذوه ثم يقرأوه ليعرفوا مصيرهم إلى أين ، اسمعوا ماذا قال عنهم الله سبحانه { لِكُلِّ ٱمۡرِئࣲ مِّنۡهُمۡ یَوۡمَئذࣲ شَأۡنࣱ یُغۡنِیهِ }.
بالطبع لا يفكرون فى أحد لأنهم استهانوا بمحرمات كثيرة فى الدنيا منها على سبيل المثال رمى التهم جزافا على الأخرين دون التثبت من الحقيقة، ومنها من يسلط بعض المجرمين على الشرفاء ليساوموهم على ما سرقوه منهم كى يعيدوه، ياويل هؤلاء أصبح صاحب الحق يدفع أمواله ليستعيد ما سرق منه، ومنهم من يأكل أموال اليتامى ظلما وعدوانا ثم يسعى جاهدا بكل الطرق لإقناع نفسه بأنه غير أثم وأن هذا حقه، ومنهم من يوقع بين زميله فى العمل وبين رئيسه كى يحصل على ترقية أو يحظى بالقبول أو ليحل محله، ومنهم من يفرط فى الأمانة التى بين يديه ولا يتقى الله فيها، لكن احذروا فعلى الباغى تدور الدوائر، أما من يحاول أن يحصل على سبق صحفى على حساب الأخرين ولا يبالى بماذا تحدث عنهم كى يحقق مأربه فهؤلاء أصبحوا كثر ولا يوجد عندهم ضمير يقظ يشعر بما أحدثه من وقع الأخبار الكاذبة على قلوب أصحابها، يا ليت هؤلاء جميعا يعلمون ماذا قال ربنا تبارك وتعالى {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}.
وليس هذا فحسب لقد ذم الله هؤلاء الكاذبون الذين يفترون على الأبرياء وماتت ضمائرهم ووصفهم بأنهم غير مؤمنين بما نزل الله من آيات محكمات فقال سبحانه {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} واسمعوا قول النبى صل الله عليه وسلم: (لا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا).
والله أصبحت على يقين أن أزمة فقدان الضمير سببها إنتشار الشر بين الناس وعدم الخوف من الله، إن الذين يظنون بالناس السوء دون التحقق من المعلومة التى تصلهم ثم يتحدثون عنها وينشرونها بين الناس ثم يتناقلونها بينهم دون التحقق من صحتها كلهم محاسبون ، كلهم مسئولون أمام الله ، وعلى الباغى تدور الدوائر ، نعم غدآ سيجدون من ينهش فى أعراضهم ويأكل لحومهم ، عباد الله الأبرياء عبر التاريخ كثر ولهم حق سيأخذوه من هؤلاء ولكن لا يسعنى سوى أن أقول أيها السيدات والسادة إنها أزمة ضمير!!!!!