بقلم الدكتورة فاطمة الجيوشي
استشاري الصحة النفسية وواعظة بالأوقاف
“لك من الآخر الظاهر والله يتولى السرائر”، ذكر الإمام النووي “أن الأحكام يُعمل فيها بالظاهر والله يتولى السرائر” فليس من سنة الله عز وجل كشف قلوب الناس بعضها لبعض.
وقد وجه النبي ﷺ الصحابة رضي الله عنهم إلى معاملة الغير بما يظهره من حاله وعدم العمل بالظن والقرائن غير الجازمة على باطن مخالف للظاهر.
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ – ﷺ – فِى سَرِيَّةٍ ، فَأَدْرَكْتُ رَجُلاً فَقَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ. فَطَعَنْتُهُ فَوَقَعَ فِى نَفْسِى مِنْ ذَلِكَ فَذَكَرْتُهُ لِلنَّبِىِّ – ﷺ – فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – ﷺ – : ” أَقَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَقَتَلْتَهُ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا قَالَهَا خَوْفًا مِنَ السِّلاَحِ قَالَ : “أَفَلاَ شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ أَقَالَهَا أَمْ لاَ ”
ولذا وجب العمل بالظاهر والتثبت من الحقيقة فلا تكون الأحكام بين الناس مبنية على ظنون وأوهام لا يملكون عليها بينات وهذا من رحمة الله وتيسيره على عباده.
فإن الحكم على الغير من حيث الباطن هو الظن وقد قال تعالى: (وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا), ومحاولة الكشف عن الباطن نوع من التجسس وقد قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا) .
وبذلك نعلم أن قاعدة الحكم بالظاهر قاعدة عظيمة إذا قمت بتطبيقها في جميع الميادين في معاملتك مع الناس والحكم عليهم لأثر ذلك أكبر الأثر في نفسيتك وسكينتك في حياتك مع الناس وأيضا في استقامة المجتمع ككل بإزالة البغضاء ونشر الأخلاق الفاضلة.