شهدت قرية الصنافين التابعة لمركز منيا القمح محافظة الشرقية، منذ ست سنوات، ميلاد مجموعة من الشباب الطاهر المتعلِّم المثقف الذي لا يعرف قلبه إلا الحب، ولا تعرف يده إلا العطاء، ولا تعرف عينه إلا النظرة التي تغير الواقع إلى الأفضل، فهذه المجموعة لم تسع في لحظة من اللحظات إلى الشُهرة ولكن الشُهرة هي التي سعت إليها، حينما أحبت وطنها الأكبر مصر ووطنها الأصغر قريتها قرية الصنافين، تلك القرية الطيب أهلها تحدثت عنها وسائل الإعلام.
هذه المجموعة من أبناء القرية وهي مكونة من ثلاثين شاباً وعشرين فتاة، أطلقوا على أنفسهم “لمسة خير” وأشهروها كياناً خدمياً فأصبح “جمعية لمسة خير” وتحوّل الاسم إلي صفة محببة لقلوب أهل قريتهم لما رأوا فيهم من الخير والعطاء، فالتفوا حولهم وأمدّوهم بما يحتاجون فأصبحت “لمسة خير” في كل مكان في القرية، بداية من قلوبهم وحتى شوارعهم وطرقاتهم، فأنشأوا مستشفى بالجهود الذاتية، ومركزاً تعليمياً بمختلف التخصصات، ومركزاً طبياً مكملاً لدور المستشفى، ويحتوي على أنواع الأشعة المختلفة، بجانب غرف الكشف والذي سيتم افتتاحه قريباً بإذن الله.
هذا بالإضافة إلي أربع محطات لمعالجة المياه موزعة في أنحاء القرية وتعمل بكفاءة عالية، وتشجير وإنارة الطريق وتزيين مداخل ومخارج القرية، وتنظيم حملات التثقيف والتوعية، وحملات التبرع بالدم والقوافل الطبية وبناء النقاط الأمنية ومعارض الملابس والرحلات الترفيهية للمتفوقين دراسياً، فضلاً عن المساعدات الإنسانية، الصحة والفقر والأيتام والكساء وزواج اليتيمات وغيره، ومتابعة هذه الحالات وتوفير عمل لبعض الحالات.
ولا تزال “جمعية لمسة خير” تبحث عن كل ما ينفع الناس وشعارهم كما يقولون عن أنفسهم: “مجموعة منكم، تلاقوا، عملوا، اجتهدوا، لينالوا رضا الله، وليتعاونوا على الخير، للإسهام في النهوض بأنفسهم وقريتهم”.
العمل الخيرى
يصف د. أشرف الحواط- الداعية الإسلامي واستشاري الموارد البشرية والتدريب- هذا العمل بأنه العمل المَشروع الذي يفعله النّاس ابتغاءَ وجه الله، دون انتظار الجزاء أو الشّكر هو العمل الخيري، وهذا مفهومٌ يفهمه المسلمون على تباين خلفيّاتهم العلميّة والثقافيّة، قال تعالى في الدّعوة لعمل الخير والمعروف: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) آل عمران الآية (104).