فى الوقت الذى ازدحم فيه الحرم المكى عن آخره بأكثر من ستة ملايين معتمر وافد ومقيم قصدوا بيت الله الحرام فى الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان المعظم وهم يبتهلون إلى الله أن يدركوا ليلة القدر وهم فى رحاب البيت الحرام.. فى هذا الوقت وفى نفس البقعة انعقدت ثلاث قمم عربية وخليجية وإسلامية بحضور رؤساء 57 دولة إسلامية وعربية وخليجية.. يبتهلون إلى الله أيضا أن يكلل جهودهم بالنجاح والحفاظ على مقدرات بلادهم وتوحيد صفوفهم ولم شملهم ..
أن انعقاد القمم الثلاث فى هذا المكان المبارك وفى هذا التوقيت بالذات له دلالات روحية ورمزية مهمة فهى تذكير بأهمية الإلتزام بالقيم الإسلامية السمحة ودعم قيم التفاهم بين شعوب هذه الدول .. فمكة المكرمة هى أقدس المدن الإسلامية.. والمملكة باستضافتها القمة فى مكة فى العشر الأواخر وفى ليلة السابع والعشرين من رمضان هو بمثابة رسالة سلام ومحبة وتضامن وتعاون إلى العالم من مهبط الوحى ومن جوار بيت الله الحرام هى أكبر دليل على جهود المملكة لتوحيد الصف ولم الشمل وتجاوز الخلافات والاختلافات أمام من يتربص بمقدرات هذه الأمة .
بجوار الكعبة المشرفة وفى البلد الأمين اجتمع زعماء الدول الإسلامية والعربية والخليجية فى هذا الظرف الدقيق والتحديات الجمة التى تحتم عليهم التضامن والتكاتف والتآذر لمواجهة الأخطار الكبيرة المحدقة بهم, بحثوا العديد من الملفات المهمة وعلى رأسها قضية القدس الشريف ودعم اللاجئين الفلسطينيين والأخطار التى تواجه الأمة ووضع استراتيجية جديدة لمواجهة الجماعات التكفيرية والارهابية المتطرفة وجماعات الإسلام السياسى وفضح الدول الممولة لهم ورصد ظاهرة الإسلاموفوبيا والعديد من القضايا الهامة الأخرى .
وما تمخض عن هذه القمم من بيانات ووثائق وتوصيات مهمة وقابلة للتنفيذ أثبت بمالا يدع مجالا للشك توافق الشعوب والحكام والعلماء والمفكرين والعقلاء لوضع استراتيجية لمواجهة كل هذه التحديات واحباط مشروع أدلجة الإسلام واختطافه من قبل الجماعات التكفيرية وفضح الدول التى تمولهم وتدعو إلى الفتنة من خلال الإعلام المأجور لتاجيج الشعوب واثارة الاضطرابات والفتن .
أن الأمم والشعوب العريية والإسلامية تنظر بعين التفاؤل لما صدر عن هذه القمم من قرارات وتوصيات ,فالمرحلة التى نمربها حاليا بالغة الخطورة ولابد من استثمارهذه القمم وهذه التوصيات فى مواجهة الأخطار والتحديات باتفاقيات وقرارات تكون على مستوى المسؤلية وقادرة على حماية أمن دولنا العربية واستقرارها واستقلالها.
وختاما
قال تعالى : «قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون .»
صدق الله العظيم سورة يونس آية 58