صرح أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بأن السائح ضيف كريم يجب إكرام وفادته ، وأن إكرام الضيف لا ينحصر في ضيف المنزل أو الأسرة ، فضيف الوطن أولى بالإكرام ، و أن إكرام ضيف الوطن يدل على أمرين :
الأول : كرم النفس وعظيم سماحتها .
والآخر : حب الوطن وقوة الانتماء إليه ، فحب الوطن ليس كلاما ، والوطنية ليست مجرد شعارات ترفع ، إنما هي عطاء وانتماء.
وذكر أن نظرية التعارف الإنساني التي أرسى قواعدها ديننا الحنيف في قوله تعالى : “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا” وما نملكه من تاريخ عظيم وتراث أثري لا مثيل له يقتضيان أن نترجم كل هذا الإرث الديني والحضاري إلى واقع ملموس في تطبيقاتنا لمفهوم التعارف الإنساني والتعايش الحضاري .
فمصر بلد مضياف ومكرام على مر التاريخ ، ألم يقل الحق سبحانه على لسان سيدنا يوسف (عليه السلام) : “أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنزِلِينَ” ، فكل من يدخل بلدنا بطريق مشروع سائحًا أو زائرًا أو عاملًا أو مقيمًا هو ضيف عزيز علينا .
والذي نفهمه من قول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ” (رواه البخاري ومسلم) ، هو أن إكرام الضيف لا يقف عند المعنى الضيق الذي قد يفهمه بعض الناس من شأن الضيافة الفردية التي تتمثل في استضافة شخص ما لآخر أو لآخرين في بيته ، ذلك أن إكرام الضيف أوسع من ذلك ، فكل من جاء بلدنا زائرًا أو سائحًا فهو ضيف كريم عزيز ، يجب علينا معاملته بإعزاز وإكرام وتقدير ، لكي نبرز للعالم كله الوجه الحضاري لديننا وبلدنا وثقافتنا وتاريخنا المجيد ، فإكرام الضيف أوسع من أن يكون في النطاق الفردي الضيق ، إنما يتجاوزه إلى كرم النفس على جميع الأطر والمستويات.
ويتطلب ذلك وعيًا مجتمعيًّا عاليًا يبدأ من تصرفاتنا من لحظة وصول السائح أو الزائر إلى بلدنا حتى مغادرته لها ، وعلى كل منا دور في ذلك من خلال تيسير وسرعة إنهاء إجراءات الدخول ، مع البسمة التي لا تفارق كل من يقوم بعمل في هذا المجال: سائقًا ، أو مترجمًا ، أو مرشدًا سياحيًّا ، أو بائعًا ، أو تاجرًا ، أو مديرًا لأحد الفنادق ، أو قائمًا على أمر غرف الإقامة ، أو المطاعم ، أو الحدائق ، أو غير ذلك ، إذ يجب أن يدرك كل منا أنه إلى جانب تأدية عمله أنه يؤدي دورًا وعملا وطنيًّا هامًا .
ويجب أن ندرك أننا نمتلك تراثًا تاريخيًّا وحضاريًّا وثقافيًّا وإنسانيًّا لا نظير له ، وأننا لو أحسنا التعامل معه ، وواصلنا استمرارنا في تطوير الخدمات التي نقدمها للزائرين والسائحين ، ودربنا جميع العاملين والمتعاملين مع السائحين تدريبًا فنيًّا ووطنيًّا متقدمًا وتزويدهم بالزاد الثقافي اللازم في ذلك لاستطعنا أن نكون في مقدمة الوجهات السياحية في العالم ، وأن نقدم صورة في منتهى الرقي لوطننا ، وهي الصورة التي يستحقها هذا الوطن ، ويقع على عاتقنا جميعًا التعاون لإبرازها .
ونؤكد أن القيام بذلك هو جزء من قضية بناء الوعي الرشيد التي طالما نادى بها وأكد عليها سيادة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ، وهي قضية نؤمن بها بقوة ، ونؤكد على أهميتها وعلى ضرورة التكاتف الذي يدعو إليه دائمًا سيادة الرئيس لبناء وعي مجتمعي عام رشيد .