خلال افتتاح المسابقة العالمية للقرآن الكريم الثامنة والعشرين لحفظ القرآن الكريم “دورة الشيخ/ محمد صديق المنشاوي (رحمه الله) ” امس السبت 7 جمادى الأولى 1443هـ , الموافق ١١ / ١٢ / ٢٠٢١ م, أكد الأستاذ الدكتور/ نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية في كلمته نائبًا عن الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب شيخ الأزهر أكد أن من سنة الله تبارك وتعالى إرسال الرسل لهداية الخلق ، وقد أيد الله (عز وجل) الرسل بالمعجزات للدلالة على صدق نبوتهم ، فكانت معجزة كل نبي من جنس ما اشتهر به قومه ، وكانت معجزاتهم حسية لتقيم الحجة عليهم ، فإذا ما انقضى زمان الرسالة أرسل الله تبارك وتعالى رسولًا جديدًا ، حتى جاءت رسالة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رسالة عامة وخاتمة باقية إلى قيام الساعة ، وكانت له معجزات حسية ، لكن معجزة القرآن مستمرة ومتجددة شاهدة بصدق الرسول (صلى الله عليه وسلم) ، وكانت المعجزة المعنوية الخالدة القرآن الكريم كلام رب العالمين ، فالقرآن أعظم معجزة فاقت جميع معجزات الأنبياء ، لأنه معجزة عقلية موافقة لنضج الكمال البشري والعقلي ، كما أنه خالد بخلود الدهر باق ببقاء الناس ودلالته على صدق نبوة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) كدلالة الإبراء على الطب ، وإعجاز القرآن في ذاته شاهد ودليل على صدق الدعوة والرسالة معًا ، كما أن الله ( تبارك وتعالى ) قد تعهد بحفظ القرآن ، والذي تضمن جميع ما جاءت به الكتب والرسل ، ولا تتصادم حقائقه مع عقل صحيح ولا علم ثابت بيقين ، لأنه الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين ويديه ولا من خلفه ، كما أنه سريع الحفظ ، يأمر بمكارم الأخلاق وحسن الفضائل ، فالحديث عن القرآن في عصرنا مهم لما فيه من مستجدات تستوجب علينا مزيد اهتمام بالقرآن والعناية به من خلال حفظ الصدور والتدوين في السطور ، حيث كانت نظرة الإسلام في عقائده وأفكاره قائمة على الاعتدال ، فلا يحول بين الناس وبين القيام بواجبهم الذي خلقهم الله تبارك وتعالى من أجله باستخلافهم في الأرض وتوجيههم لعمارة الكون ، فالإسلام لا يقبل الإفراط ولا التفريط ووضع حلًا لمشاكل العالم كله ، وحث على ضرورة التزام الاعتدال ، وحسنًا فعلت وزارة الأوقاف حينما أعلنت عن مسابقة علمية عالمية دولية لحفظ القرآن الكريم ضمت محاور متعددة ، لعل من أولها وأولاها ما يتعلق بالفهم الوسطي الصحيح لمقصود الوحي الإلهي ، وهو أمر أراه ويراه غيري من الأهمية بمكان لأن البشرية في هذا العصر في أمس الحاجة إلى القرآن ليأخذ بأيديها إلى الطريق المستقيم وإلى الفطرة النقية ، فهو دواء لكل داء وشفاء من كل مرض .