عاش أعضاء الاتحاد العربي للشباب والبيئة، ليلة إيمانية وطنية بساحة السيد احمد مرتضى بقرية الزناقطة، بالأقصر، لتكون خير ختام للمنتدى الـ ١١ والذي عُقد في الفترة من ٣- ١٠ ديسمبر الجارى، بعنوان “المدن التراثية والتاريخية والحفاظ عليها من تأثير التغيّرات المناخية”، ما بين محافظتي أسوان والأقصر، برعاية محافِظَىّ الإقليمين، اللواء أشرف عطية، المستشار مصطفى ألْهَم، حيث وصف محمد عبدالقادر خيرى- نائب محافظ الأقصر- المنتدى بأنه توقّع للمستقبل ومواجهة علمية وصحيحة للآثار والسلوكيات الضارة بالبيئة والحياة، بما يتطلب ويفرض تغيير السلوكيات اليومية بما يحافظ على مكتسباتنا وثرواتنا، مشيرا إلى أن الأقصر سبَّاقة فى الاستعداد لمواجهة ظاهرة التغيّرات المناخية والحفاظ على البيئة والمدن التراثية من خلال التوسّع فى إقامة محطّات الغاز الطبيعى وتحديث البنية التحتية والصرف الصحى الخاص بالفنادق العائمة وتطوير كورنيش النيل، وجارى حاليا التوسّع فى استخدام الأعمدة الحرارية، فكل هذه المشاريع تصبّ فى صالح البيئة وحمايتها من التغيرات المناخية، وأيضا التغيّرات المكانية المتمثّلة فى البناء على الأراضى غير المخصصة لهذا الغرض، وقد نجحنا فى إعادة وتأهيل طريق الكباش- مثلا- والتصدّى للتغيّرات المكانية، بما يشجّعنا على تكرارها مستقبلا.
حب مصر
وحفلت الليلة بأجواء إيمانية وطنية في حب مصر وقيادتها الرشيدة، تزامناً مع توجّهات الدولة المصرية الجديدة للاهتمام بذوى الهِمَم والمبادرة الرئاسية “قادرون باختلاف”، حيث بدأ اللقاء بالسلام الجمهورى، وافتُتِح بآيات الذكر الحكيم للقارئ الشيخ محمد صالح، وقصائد وطنية لفرقة ساحة المرتضى للإنشاد، مثل: إنها مصر أرض الكنانة والسفينة الأمينة، آه يا جماله سيدنا النبي يا جماله.
وتفاعل الحضور مع تلك الأجواء بشكل تلقائي، وسط تصفيق متكرّر للرجال وزغاريد النساء، لدرجة أن مدير شئون الطلاب بمعاهد العبور- مصطفى البلاسى- أعلن تبرّع إدارة المعاهد، بقيادة د. عبدالله الدهشان- رئيس مجلس الإدارة- ود. وليد الدهشان- الأمين العام، ممثل شباب الجامعات والمعاهد المشاركة- بـ ٢٠ منحة دراسية، مناصَفة بين الطلبة والطالبات، من مختلف المراحل التعليمية “العامة، الأزهرية، الدمج”، فضلاً عن الهدايا التذكارية العينية التي وزَّعتها المعاهد على المُكرّمين من ذوي الهمم.
ضم اللقاء عدداً كبيراً من ذوى الهمم المكرّمين، وأداره الإعلامي خالد النوبى- المذيع بقناة طيبة- وترجمه إلى لغة الإشارة إبراهيم عبدالجواد.
إكرام الله لمصر
واستهلَّه السيد احمد مرتضى بتقديم الشكر والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسى، على اهتمامه ودعمه المتواصل لذوى الهِمم، وإنجازاته الكثيرة في كافة المجالات، بما يؤكد إكرام الله لمصر وأهلها بالنعم العظيمة وعلى رأسها الأمن والأمان والاستقرار، فهى مصر التى ورد ذكرها فى جميع الكتب السماوية، وأحبّها الله ورسوله والصحابة، فكانت مقرًّا ومأوى للكثيرين منهم.
ساحة شاملة
من جانبه وصف د. ممدوح رشوان- أمين عام الاتحاد- ساحة المرتضى بأنها توعوية تنويرية وطنية، تشع طاقة إيجابية، ودورنا مكمّل لدورها، من هنا جاء المنتدى الـ ١١ للتحذير من التغيّرات المناخية على المدن التراثية والتاريخية، موضحا أنه تم اختيار الشيخ احمد المرتضى كأفضل شخصية دينية فى المنطقة العربية- العام الماضي- كرمز شبابى دينى توعوى سابق عصره.
كشف د. رشوان أن كل فرد لديه مخلّفات إلكترونية، “بيكيا” إلكترونية، ما بين ٦- ٨ كيلو، وما ينتج عن ذلك من أخطار وأضرار صحية وبيئية عديدة، وأعلن إرسال حاوية إلى الساحة لجمع تلك المخلّفات، والاتفاق مع شركة متخصّصة فى تدويرها.
الرئيس الأب
وقالت د. ناهد الرواس- عضو مجلس الاتحاد، الأستاذ بالجامعة اللبنانية-: أعجز عن التعبير عمّا تقدّمه الساحة الدينية من خدمات متنوّعة للأهالي. وبصوت حزين تسبقه الدموع، أضافت: جئتكم من بلاد الأَرْز وهى تئن وتنزف بوفاة ٢٢٠ شهيدا وجرح ٧ آلاف نتيجة انفجار مَرْفَأ بيروت، الذى يمثّل كارثة إنسانية وبيئية، فهو ثالث أكبر انفجار في العالم، وقد نزل الشباب دون توجيه لمساعدة أهلهم بلا غطاء أو دعم حكومي.
ووجّهت حديثها للحضور والمصريين عامة، قائلة: أنتم لديكم رئيس حقّق الإنجازات الكبيرة في كل المجالات، ويدعم الشباب، وكل بلد عربي يتمنى أن يكون لديه رئيس مثله، فهنيئاً لكم برئيس يُعتبر أبًا لكل المصريين.
وترجمة لدور الإعلام في التوعية، حذّر الزميل د. محمود بكر- مدير تحرير الأهرام- من الاستخدام السيّئ للتكنولوجيا الحديثة مثل الهاتف المحمول الذى يضر أصحاب السمّاعات الطبية ومنظِّمات القلب، ناصحاً بألا تتجاوز مدّة المكالمة ٦ دقائق وللضرورة فقط.
مجموعة وزارات
ووصف الخبير الجيولوجى د. عباس شراقى- رئيس قسم المياه، كلية الدراسات الأفريقية العليا، جامعة القاهرة- عمل ساحة المرتضى بأنه مجموعة وزارات ومؤسسات مجتمعة، وطمأن الحضور والشعب المصري من خلفهم، بأن نهر النيل سيظل يجرى ولن يستطيع أحدٌ أيًّا كان إيقافه، ولن يعطش مصرى، ولن يبور قيراط واحد، وهذه حقائق وليست أمانى، وما حدث مؤخّرا يؤكد أن الله لن يخذلنا ولن يضيّعنا، فإذا كانوا يبنون سدّ النهضة فقد جاء الفيضان هذا العام بزيادة عن المتوسط السنوى تقدَّر بـ ٣٠% حوالى ١٢ مليار متر مكعب.
مصرى وأفتخر
والتقط خيط الحديث د. عبدالعزيز صلاح- رئيس قسم الآثار الإسلامية، كلية الآثار بجامعة القاهرة- قائلا: اجتمعنا على حب مصر وقيادتها ورموزها، فهى أم الدنيا، ولنا أن نفتخر بأننا مصريون، بلد الحضارة الإنسانية، وبشارة الرسول بفتحها، وإذا كان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد قال بأنها “أم الدنيا وستكون أد الدنيا”، فقد وعد وأوفى، والانجازات الكبرى التي تتحقق يوميا على أرضها تؤكد ذلك، وقد ورد ذكرها فى جميع الكتب السماوية وستظل بلد الأمن والأمان والاستقرار.
ووصف د. عيسى الشملان- عضو مجلس الاتحاد عن البحرين- ساحة المرتضى بأنها ساحة فقه وعلم وحضارة وثقافة دينية وعامة، عامرة بأهلها وزوارها.
حوار بالإشارة
ثم دار حوار مفتوح مع عدد من ذوي الهمم مع الحضور، وأجمعوا على تقديم شكرهم للرئيس عبدالفتاح السيسي، متمنّين لقاءه، مشيرين إلى أنهم تعلّموا الاستقامة وحبّ الوطن والإيمان فى ساحة المرتضى.
واستعرضت د. سالى محمد فريد- الأستاذ بكلية الدراسات الإفريقة العليا، جامعة القاهرة- فى اللقاء الذى أدارته باقتدار د. ناهد الرواس، الأستاذ بالجامعة اللبنانية، لـ”الآثار الاقتصادية لتغيرات المناخ على الدول العربية”، مشيرة إلى أن اقتصادات الدول العربية تعتمد بدرجة كبيرة على قطاعات تتأثر بوجه خاص بالتغيرات البيئية مثل الزراعة والصيد والسياحة. ويتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة شدة حالات الجفاف، والفيضانات، وغيرها من الظواهر الجوية شديدة الخطورة، مما سيزيد من الضغط على الموارد المائية، والأمن الغذائي، والصحة.
تعاون متعدد
يُذكر أن المنتدى جاء تنفيذاً لقرار مجلس وزراء الشباب العرب بجامعة الدول العربية، بالتعاون مع وزارات: الشباب والرياضة، البيئة، الرى والموارد المائية، منظمتى الإيسيسكو، واليونيسيف، الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، وفرعيها بأسوان والأقصر، برنامج المنح الصغيرة بمرفق البيئة العالمي، بمشاركة برلمانية متميّزة من د. جيهان البيومى، د. مجدى علام- أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب- وعدد كبير من الجامعات والمعاهد المصرية والعربية، على رأسها المعهد العالى للدراسات السياحية والفندقية بدمياط الجديدة، حيث لفت الأنظار إلى تميّز أبنائه، بما يُنبئ بتخريج أجيال واعدة تساهم فى تنمية الوعى المجتمعى وتنشيط السياحة الداخلية وتحقيق التنمية المستدامة، بقيادة د. إيهاب محمود عيد- رئيس مجلس الإدارة- الذى أشار إلى أنه رغم مشاركتهم الأولى فى الاتحاد إلا أنهم أثبتوا جدارتهم بشبابهم المتميز.
وتدخَّل العميد أحمد ضيف- الأمين العام- مؤكدا أن شباب المعهد اشتركوا فى كل الفعاليات العلمية والعملية والتطوعية لخدمة المجتمع، فغرسوا الشجر فى الغابة الشجرية، وكان لهم دور بارز وتواجد مميّز فى ورش العمل والمحاضرات والجولات السياحية المختلفة، معلنا عن جائزة لأفضل تقرير مُصوَّر يكتبه المشاركون من أبناء المعهد عن المنتدى.