حشاد ورفاقه: القرآن أمانة فى أعناقنا.. ردع حازم لمن يخلط الراويات
محمد الساعاتي
أحسنت نقابة محفظى وقراء القرآن الكريم صنعا، حين فوضت نقباء المحافظات من أبناء مجلس الإدارة، من أجل مواجهة المتجاوزين فى تلاوة القرآن فى المناسبات ووسائل الإنترنت، حيث قام الشيخ محمد حشاد- شيخ عموم المقارئ المصرية، نقيب القراء والمحفظين- بتسليم نقباء المحافظات توكيلات موثقة فى مصلحة (الشهر العقاري)، فى اجتماع مجلس إدارة النقابة الأخير، وطالبهم بضرورة الحفاظ على كتاب الله الذى هو كلام الله المعجز المنزل على خير مولود عرفته البشرية، بواسطة أمين وحى السماء الأمين جبريل.
منبع التلاوة
وعقب اتخاذ هذه الخطوة، التى وصفها البعض بأنها هامة، حرصت “عقيدتى” على الالتقاء بقيادات نقابة محفظى وقراء القرآن ورموز أهل التلاوة بمصر للتعرف على مردود وصدى نجاحها من أجل أعادة الانضباط إلى البلد الذى ارتبط اسمه فى العالمين بأنه منبع وأصل أعلام تلاوة القرآن الكريم.
فقال الشيخ محمد حشاد: هدف النقابة الأسمى هو الحفاظ على القرآن، والنقابة لم تتوان لحظة واحدة فى اتخاذ إجراءات رادعة ضد المخالفين فى التلاوة، حيث قمنا باستحداث لجنة للقيم والتحقيقات بالنقابة، تضم العديد من رموز القرآن أمثال المشايخ محمود الخشت، الشيخ محمد عبدالموجود، د. محمد العوضى، الشيخ طه النعمانى وغيرهم، وأتينا بشاشة عرض كبرى لعرض التلاوات المخالفة (صوت وصورة) بهدف التصدي للقراء المخالفين لأحكام التلاوة، ومن أجل الحفاظ على كتاب الله من أدعياء القراء ومحبي الشهرة على حساب دولة التلاوة المصرية، وخصصت النقابة رقم (01116749619) “واتس آب” للإبلاغ عن القراء المخالفين لأحكام التلاوة، وبدأنا بالفعل فى تلقى العديد من الفيديوهات التى تدين العديد من المتلاعبين بكتاب الله، وأرسلنا فى استدعائهم، فمنهم من حضر، ومنهم من تخلف، وعقب مواجهة كل مخالف بالفيديوهات وعرضها على الشاشة فى حضور أعلام التلاوة والإقراء، أسفرت التحقيقات عن إحالة المخالفين بتهمة إزدراء القرآن للنيابة العامة، وحينما كنا نستشعر حسن نية أحد القراء الذى يؤكد أنه لن يعود لمثل ذلك ثانية، نقوم بأخذ تعهد كتابى عليه ونتركة، ونتابع تلاواته فيما بعد.
إجراءات رادعة
أضاف الشيخ حشاد: إجراءات النقابة في ردع القراء المخالفين لم تتوقف، حيث خاطبت النقابة مشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف والهيئة الوطنية للإعلام بأسماء كل من يتجرأ على كتاب الله في المحافل الخاصة والعامة، مهما كانت أسماؤهم ومراكزهم من المنتسبين لهذه الجهات لوقفهم عن العمل والقراءة على الهواء حتى لا يكونوا أسوة سيئة لمن يحاول تقليدهم من صغار القراء.
القراءات للمُجاز
من جانبه قال الشيخ محمود الخشت- نائب نقيب القراء-: عقوبة وقف العضوية تنتظر القراء المخالفين، لأن النقابة حينما أنشئت فى 1983م، لحماية المحفظين والقراء والمحافظة على كتاب الله، ومسألة أن نسمع أو نرى قارئا يتعمد أن يقرأ بروايات القرآن سماعا، دون دراسة، فهذا ما لم ولن ولا تقبله النقابة أبدا، ولن يسمح لأى قارئ بأن يتلو بالقراءات إلا (للمتخصص.. الدارس.. المجاز)، فالله تعالى يقول فى كتابه العزيز: “لا تبديل لكلمات الله”
تحذير شديد اللهجة
وقال الشيخ صديق محمود المنشاوى -أمين عام النقابة-: اتخذت النقابة العديد من الإجراءات الرادعة من أجل التصدى للمخالفين فى تلاواتهم، وها هو مجلس إدارة النقابة ينجح فى تكليف مجموعة من نقباء المحافظات والإدارات القانونية، بسرعة اتخاذ ما يلزم من أجل الحفاظ على كتاب الله، ثم تم عمل توكيلات سلمت للمستشارين القانونيين، من أجل التصدى للقراء المخالفين على مستوى الجمهورية، مما يمكننا من إبلاغ النائب العام عن كل من لم يمتثل بصحيح التلاوة، والتى تتمثل فى القراءة السليمة المنضبطة بالأحكام.
وأكد صديق: نحن ماضين فى الاتجاه الذى يعيد لدولة التلاوة هيبتها، فليحذز كل قارئ وكل من يعتلى تخت التلاوة فى أى محافظة، وخاصة من لم يقم بالخلط فى الروايات ولا يراعى الترتيب والوقف والابتداء.
واختتم: ندعوا الله أن يؤدى هذا الإجراء إلى ضبط عملية التلاوة بصورة أسرع، لحين إصدار التغييرات فى قانون النقابة، الذى يمكن النقابة من تحقيق كامل الانضباط لدولة التلاوة.
القادم أفضل
ويرى الشيخ عبدالباسط عمارة -أمين صندوق النقابة- أن مستقبل نقابة القراء فى القادم أفضل بإذن الله، فيقول: الحكمة تقول: (لا يضيع حق وراءه مطالب)، ونحن لا نطالب إلا بإعطاء كلام الله حقه، من التوقير والخشوع من أجل مرضاة الله، وأرى أنه فى ظل تتبع القراء المخالفين، حتما سيأتى اليوم الذى لا نرى فيه ولا نسمع عمن يخالفون فى تلاوة القرآن، وهذا أملنا وحلمنا الذى نطمع من ربنا أن يتحقق، وانى على يقين كبير من ربى بأن يتحقق ذلك، “وما ذلك على الله بعزيز”.
ومن جانبه هدد الشيخ محمد عبدالموجود بنشر أسماء القراء المخالفين على جميع وسائل التواصل الإجتماعى إذا لم يلتزموا، ونشر تلاواتهم المخلة عبر صفحات النقابة العامة والفرعية (بالصوت والصورة) وعلى وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى، وهذا فى محاولة من النقابة بأن ينزجر هؤلاء ومن وراءهم، أما من ينضبط منهم ويقر بخطئه فلا مانع من مساندته ودعمه تشجيعا له ولغيره طالما أنه قد عاد إلى صوابه وحرص على أن يسلك المسار الصحيح.
الدستور السماوى
وقال د. محمد العوضى: النقابة عازمة على المضى فى طريق الإصلاح وعدم التراجع، وأن النيابة والقضاء هما الفيصل للانتصار للقرآن، وكان نقباء المحافظات قد أبلغوا بمخالفات قام بها بعض القراء الذين تجرأوا على الدستور السماوى (القرآن الكريم) الذى يجب الحفاظ عليه من البشر وهذه رسالة سماوية سامية لا يمكن التزيد عليها أو مخالفتها، ورغم ذلك فإننا نرى هؤلاء يخلطون القراءة، مع أن إذاعة القرآن تلتزم بقراءة حفص فقط حتى لا يحدث خلل مع عرض أكثر من رواية، والنقابة تلزم الجميع بـ”حفص”، خشية حدوث بلبلة.