احتفلت وزارة الأوقاف بليلة النصف من شعبان وتحويل القبلة اليوم الأربعاء ١٣ من شهر شعبان ١٤٤٣هـ ، الموافق ١٦ مارس ٢٠٢٢م عقب صلاة المغرب بمسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) بمحافظة القاهرة ، بحضور معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، ومعالي اللواء/ خالد عبد العال محافظ القاهرة ، ومعالي أ.د/ محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر ، وفضيلة أ.د/ شوقي علام مفتي الجمهورية ، وأ.د/ أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء ، وأ.د/ يوسف عامر رئيس اللجنة الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ ، وأ.د/ محمد أبو هاشم وكيل لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب نائبًا عن سماحة الدكتور/ عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية، وأ.د/ أسامة العبد أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية ورئيس جامعة الأزهر الأسبق ، والسيد/ محمود الشريف نقيب السادة الأشراف ، والدكتور/ هشام عبد العزيز علي رئيس القطاع الديني ، ولفيف من القيادات الدينية بوزارة الأوقاف ، والقيادات التنفيذية والشعبية ، مع الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية والوقائية.
وفي كلمته وجه أ.د/ أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء الشكر لوزير الأوقاف على حرصه على إقامة هذا الاحتفال في رحاب مسجد السيدة زينب (رضي الله عنها)، والتي ضربت أروع الأمثلة في التقوى ، مشيرًا إلى أن ليلة النصف من شعبان مناسبة لها قدرها وجلالها ، حيث خصها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالعبادة ، مع خصوصية شهر شعبان ، حيث سأل الصحابي الجليل أسامة بن زيد (رضي الله عنه) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: قلتُ يا رسولَ اللهِ لم أرَك تصومُ من شهرٍ من الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ ، قال : “ذاك شهرٌ يغفَلُ النَّاسُ عنه بين رجبَ ورمضانَ ، وهو شهرٌ تُرفعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمين ، وأُحِبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ” ، مؤكدًا أن لليلة النصف من شهر شعبان قدر عظيم ، حيث يقول صلى الله عليه وسلم: “إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول ألا من مستغفر فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مبتلى فأعافيه، ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر”، واذا كانت لهذه الأيام تلك الخصوصية في رفع الأعمال ، فإن مناسبة أخرى حدثت في شهر شعبان لها أهميتها وهي تحويل القبلة، وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصلي بمكة إلى بيت المقدس والكعبة بين يديه، فلما قدم المدينة وُجِه إلى بيت المقدس ، وقد كان يقلب وجهه في السماء راجيا من الله سبحانه أن يصرف وجهه في الصلاة إلى بيت أبي الأنبياء إبراهيم (عليه السلام)، فأنزل الله تعالى : “قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ”، وقوله تعالى: “فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا” يبين مدى حرص رب العزة على رضى حبيبه (صلى الله عليه وسلم) ، فمنحه الله (عز وجل) وحقق له ذلك ، وكان في توجيهه (صلى الله عليه وسلم) إلى بيت المقدس لفت انتباه إلى أهمية هذا المسجد القبلة الأولى ومسرى الرسول (صلى الله عليه وسلم) :
أنا القبلة الأولى ومهد العبادات
أنا المسجد الأقصى وبيت النبوات
لقد بارك الرحمن حولي فهل
صنتموا وحي وسرتم بآياتي
هنا صخرتي ثكلى هنا قبلتي بكت
فقد دنس الشذاذ أرضي وساحاتي
لقد احرقوا عرشي وقد أهرقوا دمي
وكم أطفأوا نوري وداسوا قداستي
فيا أمتي إن لم تذودوا وتدفعوا
فلا كنتموا أهلا لتلك الرسالات
وفي صلاة الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالأنبياء توثيق العلاقة بين النبوات والتمسك بمعالم هذا الدين.
مختتمًا كلمته بتهنئة الشعب المصري بهذه المناسبة العطرة ، سائلا الله أن يصون أمتنا وأن يبارك في مصرنا العزيزة.