عادة ما يحرص الناس على اغتنام شهر رمضان المبارك والاجتهاد فيه بالطاعات وفعل الخيرات، وهو أمر يستلزم أن يكون المسلم في حالة صحية جيدة حتى يستطيع الصيام بالنهار والاجتهاد في القيام بالليل، ولعل من أكثر العوارض المرضية التي يخشى الناس منها خصوصًا في أيام المواسم هو “البرد” خاصة وأنه قد يتسبب عنه أعراض تحول دون ودون أن يستغل هذا الشهر العظيم في العبادات والطاعات.
والبرد كما يعرف القارئ الكريم هو أحد التهابات الجهاز التنفسي الشائعة جدًا، وهو من الأمراض التي تُصيب الجهاز التنفسي للكبار أو الصغار، ويحدث بسبب التعرض لبعض أنواع الفيروسات، ويُمكن أن يرتبط ببعض الفصول، مثل: فصل الربيع وفصل الشتاء وأيضا يحدث في الصيف وكما يقولون: (برد الصيف أحدّ من السيف) خاصة بسبب التعرض للتكييف والمراوح، حيث تؤدي هذه الفيروسات إلى التهابات في الأنف والبلعوم والحنجرة إن لم تُعالج بصورة جيدة قد تسبب مضاعفات لأماكن أخري في الجسم مثل: التهاب الأذن الوسطي خاصة عند الأطفال والتهاب الرئتين.
ويمكن أن يتعرف الإنسان على إصابته بالبرد من خلال مجموعة من الأعراض، وهي: العطس وهذا العرض يكون نتيجة التعرض للأجسام الغريبة المثيرة مثل الفيروس، سيلان الأنف: وهذا من أبرز أعراضه والذي يكون في بداية الأمر عبارة عن سائل مائي ثم يتحول إلى سائل مخاطي بالأنف وربما يتغير لونه عند تغير الاتهاب من فيروسي إلى التهاب بكتيري، أيضا من الأعراض انسداد الأنف: ذلك نتيجة احتقان الأغشية المخاطية والسيلان المتكرر والمخاط الموجود في مجرى الأنف، ويؤدي أيضًا إلى كثرة العطس، فضلًا عن التهاب في الحلق: هذا التهاب يتصاحب مع الإحساس بآلام أثناء البلع، وكذلك الإصابة بالسعال الجاف في بادئ الأمر، كذلك من هذه الأعراض آلام في الرأس والعضلات: وهذا يُؤدي إلى التعب الجسدي والإرهاق الشديد، بالإضافة إلى عرض ارتفاع درجة الحرارة: وهي من أبرز أعراض الإصابة بالبرد في حالته الحادة.
ولمواجهة هذا الفيروس وحتى لا يضيع علينا بقية الشهر فبمجرد أن يتعرف الإنسان على إصابته لا بد وأن يسعى للعلاج وهو ما يكون أولًا باستشارة الطبيب لوصف الأدوية المناسبة، وخاصةً عندما يصاب به الأطفال وذلك لعلو معدل المضاعفات فيهم عن الكبار، بالإضافة إلى الإكثار من بعض الأمور مثل: شرب كميات كبيرة من السوائل الدافئة، تناول الفاكهة الحمضية أو شرب عصيرها، مثل: الليمون والبرتقال، الحصول على الراحة الكافية، لأن الإرهاق يزيد من تفاقم البرد، وفي حالة الإصابة بارتفاع درجة الحرارة، يجب تناول خافض الحرارة وعمل الكمادات اللازمة حتي يتم العرض على استشاري الأنف والأذن والحنجرة.