نظمت رابطة الجامعات الإسلامية مساء اليوم الأحد ندوة علمية بعنوان: “الأزهر ودوره في تنمية التعليم الإسلامي في دول آسيا –إندونيسيا أنموذجا-“.وذلك على هامش حفل إفطار جماعي… وقد شارك في هذه الندوة نخبة من العلماء َوالاساتذة ورجال الدولة.. حيث شارك فيها:
معالي أ.د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، معالي الوزيرة الدكتورة/ نبيلة مكرم -وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج- ، فضيلة أ.د. محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف- وفضيلة أ.د. شوقي علام مفتي الديار المصرية- ومعالي أ.د. محمد حسين المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر.
في البداية استهل الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية كلمته بتقديم واجب العزاء للإخوة المسيحيين شركاء الوطن في المغنم والمغرم، في حادثة كنيسة السيدة العذراء بالأسكندرية، حيث أكد ادانته لهذا العمل الأثيم ورفضه ونمقتُ فاعلَه؛ لأن ما بيننا وبينكم مودة وبر في القرآن مكتوب، وعلينا أمام الله محسوب.
ومن حسن الطالعِ، أن تتوافق هذه الندوةُ وموضُوعها مع ذكرى ميلاد مؤسسة الأزهر الذي فاق الألفَ عام بنيف وثمانين، ومناسبة احتفال مصر بذكرى العاشر من رمضان، التي أعادت ترابَ الأوطان وكرامةَ الإنسان المصري والعربي والإسلامي.
والأزهر منارة شامخة لنشر العلوم الإسلامية، ونشر الاعتدال والوسطية، حيث يلعب دورا مهما في تأليف القلوب ومحاربة التطرف فكرًا وقولاً وعملاً، ويُبغضُ الكراهية وينشر الحب والوئام.
فالأزهر الشريف كريمٌ نسبا ومولدا، وهو منارة علمية عريقة كريمة، حَمَلَت رسالة الخير إلى كل العالمين، جلس فيه أكابر العلماء وأساطين العلم يدرسون ويتدارسون العقيدة، والشريعة، واللغة العربية، وعلوم القرآن والسنة النبوية المطهرة ورد الشبهات.
إن رسالة الأزهر العالمية تحمل نور الإسلام للعالم كله على اختلاف أجناسهم وأفكارهم ولغتهم، والأزهر مؤسسة وطنية تَرَسَّخ وجودها في وجدان العالم الإسلامي، وهو منارة العلم وقِبلةُ المتعلمين، يحمل مشاعل الهداية واستنارةَ العقول ونشرَ الوسطية والاعتدال والسماحة، ويحمي الهوية الثقافية العربية الإسلامية، وينشر العلوم الشرعية والعربية، ويتصدى للتطرف والغلو بلا إفراط أو تفريط. فالأزهر جامعا وجامعة، هو أزهر الوطنية والوسطية والإنسانية.
وهو مركز الإشعاع الروحي، الذي يقوم بتأدية رسالة سامية ونبيلة للغاية تفيد كافة الدول في العالم الإسلامي عامة، ولا ينكر عاقل ولا مفكر ولا صاحب رأي سديد دورَ الأزهر الشريف في نشر قيم التسامح بين الناس جميعا ورعايتهِ للفكر الإسلامي المعتدل في مصر والعالم كله، وهو الهيئة العلمية الإسلامية الكبرى التي تقوم على حفظ التراث الإسلامي ودراسته ونشره، وتجديده دون تبديده، وحملِ أمانة الرسالة الإسلامية إلى كل شعوب العالم، والعملِ على إظهار حقيقة الإسلام ودوره البنَّاء في حفظ وتقدم البشرية والحفاظ على الأخوة الإنسانية، ورقي الحضارة بالحكمة والموعظة الحسنة.
والأزهر الشريف كأعظم جامعة إسلامية كان ولا يزال يقصده طلاب العلم من جميع أنحاء العالم، ليتعلموا فيه صحيح الإسلام الوسطي، وللتفقه في الدين وعلوم الدنيا.
إن للأزهر الشريف خريجينَ علماء ومتخصصين في شتى المجالات والتخصصات يملأون ربوع الأرض، ويحملون على عاتقهم الدفاعَ عن الإسلام، ويَنفونَ عنه غلو المغالين وانتحال المبطلين، وتفريط الكسالى والمرجئين، ودعاوى المرجفين الزائغين.
وإننا في رابطة الجامعات الإسلامية، والتي يستظل بمظلتها ما يربو على مائتي جامعة بالعالم، وامتدادا لدور الأزهر الشريف، الذي نعمل جميعا تحت مظلة منهجه التعليمي الوسطي المعتدل، لَنُكن كل الاحترام لكل الجامعات والمؤسسات الإندونيسية الأعضاء بالرابطة، وخاصة جامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية، مُتطلعين دائما إلى المزيد من التعاون واللقاءات العلمية والثقافية، التي تعود بالنفع على جامعاتنا بالعالم.
وفي نهاية كلمتي لا يسعني إلا أن أتوجه لكم جميعا بالتحية، مجددا الترحيب بكم، وكل عام والجميع بخير وفي خير، ورمضان مبارك عليكم جميعا.
وقال مفتي الجمهورية كان الأزهر الشريف ولا زال كعبة العلم وقبلة العلماء في المشرق والمغرب، لما يمثله الأزهر الشريف من مرجعية أساسية لجميع المسلمين في العالم وبخاصة أهل السنة والجماعة الذين ينتهجون نهج الوسطية والبعد عن التطرف والغلو والتشدد، وفي مقدمة الشعوب التي أحبت الأزهر الشريف وانتهجب منهجه الوسطي شعوب جنوب شرق آسيا الذين مثلوا القاعدة الطلابية الكبرى في الطلاب الوافدين للأزهر الشريف وبخاصة طلاب دولة أندونسيا الذي تميزوا بالجدية في التحصيل والانضابط في الأخلاق والسلوك فكانوا ولا ريب مثالا لطلاب العلم الجادين الذين حملوا رسالة الأزهر الشريف بكل جدية واقتدار وكانوا بحق سفراء مشرِّفين لبلادهم
وللأزهر الشريف أيضا، وقد كان التعليم في الأزهر الشريف يمثل حلقة وصل ثقافية وعلمية بين شعب مصر وأندونسيا وقد عاش بمصر من طلاب أندونسيا أعداد غفيرة من الطلاب كانوا محلا لاحترام وتقدير وحب الشعب المصري وعلماء الأزهر الشريف الذين لم يبخلوا على طلاب أندونسيا بعلم ولا معرفة ولا إرشاد، ونظرا لما يحمله الأزهر الشريف من قيم وسطية واعتدال وأيضا لما جبل عليه الشعب الأندونيسي من رقة طبع وسلامة عقل وبعد عن الغلو والتطرف والتزام بمنهج السادة الصوفية، فقد حدث عبر التاريخ توافق كبير بين الأزهر والشعب الأندونيسي ، وأصبح هناك تبادل ثقافي وعلمي كبير بين الأزهر وأندونسيا، وتخرج من أندونسيا في الأزهر الشريف كبار العلماء الذين أثروا الحياة العلمية والثقافية بالنشاط والمصنفات العظيمة أذكر منهم على سبيل المثل الدكتور أحمد نحرواي عبد السلام الأندونسي الذي لا زال كتابه عن الإمام الشافعي ومذهبه القديم والجديد ، من أهم الكتب التي يتداولها الطلاب في مصر والعالم الإسلامي، ولم يتقتصر الأمر على ذلك بل شارك علماء الأزهر الشريف في الكثير من الفاعليات العلمية والمؤتمرات الهامة والمناسبات الدينية التي عقدت في أندونسيا ، وكان استقبال الشعب الأندونيسي والحكومة الأندونسية لعلماء الأزهر فيه دلالة واضحة على القدر الكبير من المحبة والاعتزاز في قلوب شعب أندونسيا للأزهر الشريف ولعلماء الأزهر الشريف، ولا شك أن الأزهر وعلماءه يحملون لشعب أندونسيا ولطلاب العلم بها كل محبة وتقدير واعتزاز.
إن التبادل الثقافي والعلمي بين دول جنوب شرق آسيا وبخاصة أندونسيا والأزهر الشريف قد أثمر ثمرات عظيمة في محاربة التطرف والإرهاب وأثر تأثيرا بالغا في انتشار قيم التسامح والمحبة، وكانت أندونسيا جنبا إلى جنب مع مصر في مقدمة الدول التي وقفت ضد الإرهاب وحاربت العنف والتطرف ، وكان للمنهجية الأزهرية المعتدلة أكبر الأثر في ذلك، وسوف تظل مصر ويظل الأزهر الشريف راعيا لطلاب العلم المجتهدين من شتى بقاع العالم، وستظل راية الوسطية التي يحملها الأزهر الشريف عالية خفاقة بإذن الله تعالى، فالأزهر الشريف مصري الموطن لكن مكانته وحبه وفضله في قلوب جميع المسلمين في العالم الإسلامي بلا استثناء، وسيظل الأزهر الشريف كعبة للعلم وقبلة للعلماء ، ومظلة ومرجعية لأهل السنة والجماعة ولأهل المنهج الوسطي المعتدل، وفي مقدمتهم طلاب العلم الكرام سفراء الإسلام من جنوب شرق آسيا ومن دولة أندونسيا الشقيقة حفظ الله مصر وحفظ أندونسيا وحفظ شعوب العالم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
أكد وزير الأوقاف محمد مختار جمعة إن مواجهة قوى الشر والإرهاب تتطلب المزيد من الجهد والعمل من أجل تثقيف الأشخاص والعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة.
وقال مختار جمعة – في كلمته بالندوة التي عقدتها رابطة الجامعات الإسلامية اليوم الأحد – إن الأزهر حمل لواء حفظ الدين على مدار تاريخه العريق في مختلف دول العالم، مشيرا إلى أن المسؤولية أصبحت الآن أشد نظرا لكونه في مقدمة المؤسسات التي تحمل لواء التجديد.
وأوضح أن على جميع المؤسسات العمل على نشر ثقافة قبول الآخر والعمل على غرس مفهوم الدولة وقيم المواطنة، وتكثيف الجهود إلى القرى والنجوع حتى يتم نشر ثقافة الاحترام بين كافة أبناء الدولة.
وقالت أ. د. أماني لوبيس رئيسة جامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية جاكرتا – إندونيسياإن الدعوة إلى تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات من أجل تعزيز السلام والاستقرار الاجتماعي وإقامة بيئة مناسبة للتفاهم المتبادل على المستوى العالمي وكذلك على كل من الصعد الإقليمية والوطنية والمحلية. معربين عن قلقهم العميق إزاء الأعمال التي تدعو إلى الكراهية الدينية وبالتالي تقوض روح الأخوة الإنسانية واحترام التنوع.
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بالإجماع يعلن يوم 4 فبراير بوصفه «اليوم العالمي للأخوّة الإنسانية» بهدف تعزيز التسامح الدولي ونبذ العنف والكراهية، ضمن
مبادرة قدمتها كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية، في إنجاز تاريخي واعتراف دولي بوثيقة «الأخوة الإنسانية» التي وقّعها الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي يوم 4 فبراير 2019.
ويمثل الاحتفال لأول مرة باليوم العالمي للأخوّة الإنسانية حدَثاً إنسانياً تاريخياً عميق المغزى، ورسالةَ سلام ودعوة مفتوحة لكافة شعوب العالم لنبذ التعصب وخطاب الكراهية، خاصة في ظل الجائحة التي تجتاح العالم وتتوالى موجاتها في أكبر تحد يواجه البشرية، حيث تظهر بالفعل حاجتنا للأخوّة الإنسانية في زمن وباء كورونا والتضامن الإنساني مع ملايين البشر العاجزين عن مواجهة وباء يهدد حياتهم بسبب أوضاعهم الهشة التي تحول دون توفير سبل الرعاية الصحية اللازمة لهم، كاللاجئين أو المشردين في مناطق النزاعات وكذلك شعوب الدول الفقيرة التي تعجز حكوماتها عن توفير الاحتياجات الأساسية لشعوبها.
إنها رسالة سلام انطلقت من أبوظبي إلى العالم باستضافتها في فبراير 2019 المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية الذي نظمه مجلس حكماء المسلمين بهدف الحوار حول التعايش والتآخي بين البشر والتصدي للتطرف واحترام الاختلاف وتعزيز العلاقات الإنسانية بين أهل الأديان والعقائد المتعددة. وقد أسفر المؤتمر عن توقيع وثيقة الأخوّة الإنسانية وسلسلة مبادرات أخرى. وخلال سنتين على تبني الوثيقة، ترجمت دولة الإمارات بنود هذه الوثيقة إلى حقائق على الأرض عبر إطلاق عدة مبادرات دولية، مثل إنشاء صندوق زايد العالمي للتعايش، فضلا عن تأسيس بيت العائلة الإبراهيمية.
لتعزيز التسامح والاعتدال في أنحاء العالم، واستجابة لمطالب تمكين أواصر التنسيق والتعاون بين العلماء في إفريقيا وآسيا وشتى بلاد المسلمين، هناك خطوات من المقترح لا بد أن تتبع.
١) الانفتاح الفكري والوجداني على المسائل التي تواجها الشعوب في العالم وخاصة من الفئات المتدينة لا بد عن طريق مراعاة متغيرات الزمن والالتزام القيم الإنسانية، والعلماء أكدوا على منهج المحافظة على القديم الصالح والأخذ بالجديد الأصلح.
٢) رسالة التسامح في أنحاء العالم تؤكد على أن الوسطية
في كل شيء فرصة البشرية الوحيدة للدفاع عن قيم السلم والأخوة الإنسانية، أيا كان – الإنسانية في مواجهة الفقر والجهل والحروب أو موجات التطرف في الدين، وفي التصدي لكل خطاب مصدره- يبرر التعصب والكراهية ورفض الآخر بسبب دينه أو عرقه أو جنسه أو جذوره الثقافية. إن رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام أسس من خلال “وثيقة المدينة” المواطنة تستوعب الناس جميعا بغض النظر عن أديانهم وأعراقهم.
٣) إن المؤسسات الإنسانية والجامعات والمنظمات الدينية وقادتها المسلمين والمسلمات وجميع أصحاب الظيلنات المختلفة حاولوا القضاء على الفكر التشددي، علما بإن هذه الهيئات والجامعات والمنظمات فاعلة في مساعدة الحكومة في نشر الوسطية ومواجهة تحديات العصر والتأكيد على أهمية التغير الثقافي.
٤) وعلى نطاق الدبلوماسية العامة هذه الجمعيات والمنظمات ترسل أعضائها إلى المنتديات الدولية للاشتراك في حفظ السلام واستدامته على المستوى الوطني والعالمي. وفي هذا الصدد قد اتخذت الحكومة الإندونيسية إجراءات عديدة لمكافحة التشدد والإرهاب من طرائق الشدة باستعمال القوى العسكرية والقوى اللينة واتسمت
مواجهة التشدد في إندونيسيا بالسماحة والتيسير .
لا بد لإدراك معنى الحديث عن الوسطية في الإسلام تطبيقيا. اعتماد منهج الحوار السلمي المجتمعي بين الثقافات والحضارات ، وعلى المسؤولين من الساسة والحكماء والعلماء والمجتمع المدني العناية بذلك من خلال الآتي:
١) تعليم الشباب والجيل الصاعد أن هناك قيما مشتركة بين الحضارات، ومراعاة الخصوصيات الثقافية في سبيل تحقيق تعايش آمن.
٢) لتأكيد على ضرورة تحقيق السلم الذاتي . لتحقيق السلم المجتمعي ثم الإقليمي والدولي.
وبهذه المناسبة الثمينة فكلنا آذان صاغية وضمائر واعية لنداء رسالة التسامح ووسطية الاسلام. إنها لفرصة عظيمة إقامة الندوة في مدينة الحركة والتضامن القاهرة، وإن شاء الله نستفيد من الندوة بحضور لفيف من العلماء والخبراء والقيادات باستخراج القيم الإنسانية المشتركة للتحقيق السلام والوءام العالميين.
من مهمات الجامعة الإسلامية تجاه اللغة العربية التعرف على الموروثات الثقافية العربية والفنون الشعبية التي هي كلها ثمرة للحضارة الإنسانية. لا يخلو قوم في زمن من الأزمان من الثقافة والتي تتوارث شعبها في الحفاظ عليها وتعبر وسيلة لقضاء حاجة الناس من الإشباع بالملكة اللغوية لدى محبيها التي تمكن من أداء التواصل باللغة العربية وتدعم التبادل الثقافي بين الشعوب، فضلا عن عملية التعليم والتدريس للغة العربية للناطقين بغيرها. اللغة تعتبر جسرا من جسور الدبلوماسية الشعبية التي تقرب الشعوب بعضها بعضا. لذلك قامت هيئات وجمعيات كثيرة تهتم باللغة العربية وفي الفروع بجميع المحافظات الإندونيسية. لقد شهدت إندونيسيا تقدما في الاهتمام باللغة العربية ويرجع ذلك إلى دعم الحكومة والحكومات المحلية لتشجيع محبي اللغة العربية لمواصلة الابداع والانتاج، ليس فقد لكسب الخبرات التعليمية وزيادة الدخل الاقتصادي ولكن للحفاظ على الثقافة العربية والتواصل بين الشعوب ونتاجا عن تلاقح ثقافي بين المجتمعات حتى تظهر الفنون والثقافات التقليدية بهذا الشكل من الجمال والابتكار والإبداع في كل البلاد. لابد من الحفاظ على اللغة العربية وطرق تدريسيها لأنها الهوية والموروث الثقافي الإسلامي ومستقبلها والقيم الاجتماعية الثمينة المتداولة في كل مكان حتى لا تتلاشى في المستقبل، بإذن الله تعالى.
وقال الأنبا أرميا الاسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي على ضرورة قبول الآخر والتعريف به بصورة حقيقية غير مشوهة، مشيرا إلى أهمية تغيير ثقافة الشعوب لمواجهة الفتن من الجذور قبل انتشارها .
وقال أرميا – في كلمته خلال الندوة التي عقدتها رابطة الجامعات الإسلامية بعنوان ” الأزهر ودوره في تنمية التعليم الإسلامي في دول آسيا ، اندونيسيا أنموذجا” – إنه يجب على الجميع مواجهة جذور المشكلة، والتعلم من التجارب المريرة، ومواجهة كل من يحرض على ارتكاب الجرائم ، مع نشر ثقافة قبول الآخر والمواطنة، مشيرا إلى أن مصر تعيش
أجواء آمنة ومستقرة لم نشعر بها على مدار عقود سابقة.
وأشار إلى أن مصر تعد نموذجا فريدا في هذا الشأن، حيث عملت الدولة على تغيير ثقافة الشعب، ودعت لتكاتف الجميع لتحقيق نقلة ثقافة من أجل قبول الآخر والتعريف به بصورة حقيقية غير مشوهة، موضحا أن من حق كل إنسان التمسك بإيمانه، ولكن يجب عليه احترام الآخر .
ولفت إلى أن الإرهاب يبدأ بإزدراء الآخر وتحقيره، موضحا أهمية التعاون والتكاتف في نبذ العنف والتعصب والإرهاب والسير نحو التقدم مشيرا إلى قول الله عز وجل ” وتعاونوا على البر والتقوى”.
وقال إن الأديان أرسلت من أجل تنظيم علاقة الإنسان بربه ودولته وأخيه وبلده، وإن هناك ارتباطا بين الدين والوطن، وأن الأديان جاءت من أجل إسعاد الإنسان، مشيرا إلى دور المؤسسات الدينية في تصحيح المفاهيم المغلوطة لدى البعض.
وقدم أرميا في ختام كلمته التهنئة للمسلمين في مصر والعالم بقدوم شهر رمضان، موجها الشكر لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف على تقديمه واجب العزاء في حادث مقتل القمص أرسانيوس وديد، كاهن كنيسة السيدة العذراء وماربولس بالأسكندرية.