أطلقت وزارة الشباب والرياضة تحت رعاية وزيرها الهمام د. أشرف صبحى، “الحملة القومية لمكافحة الابتزاز الإلكترونى”، عبر الإدارة المركزية للبرلمان والتعليم المدنى، بقيادة المبدع أحمد عفيفى- وكيل الوزارة- تحت شعار “احمى نفسك”، بحضور عدد كبير من قيادات المجتمع من مختلف القطاعات والتخصصات، وقرابة 300 شاب وفتاة، والكشافة والمرشدات، بمقر نادى ضباط القوات المسلحة بالزمالك، بإشراف عميد تامر عبدالحميد، مساء الأحد.
تميّز اللقاء بالجمع بين المحاضرات النظرية، والتطبيق العملى، من خلال عمل جولة تعريفية لمقتنيات متحف النادى من لوحات جدارية تبيّن تاريخ وعظمة وتطوّر تسليح الجيش المصرى عبر العصور المختلفة، منذ عهد الفراعنة وصولا إلى العصر الحديث، وما تشهده مصر من مشاريع قومية وإنجازات عملاقة، فى مواجهة العمليات التخريبية للجماعة الإرهابية، وقد شرحت وقدَّمت المعلومات بكل دِقَّة وسلاسة “ندا شفيق”.
بدأ اللقاء- الذى قدَّمه الإعلامى هانى توفيق، عبر الهواء مباشرة بالقناة الثانية- بعقد “نموذج محاكاة للبرلمان” من مدارس مصر القديمة التعليمية بإشراف ياسر عمر، ناقش خلاله الطلبة قضية “الابتزاز الإلكترونى”، أسبابه، مخاطره، التشريعات القانونية لمواجهته، دور الآباء والإعلام والمجتمع.
المواجهة العملية
وصف المستشار أسامة الطنطاوى- رئيس محكمة الطفل، رئيس محكمة الجنح المُستأنَفَة- التعامل مع الإنترنت والشبكة العنكبوتية عامة، بأنها أصبحت وسيلة إجبارية وليست اختيارية، ما يفرض على الجميع التوعية والوعى بالحقوق والواجبات، حماية للنفس من مخاطرها وعدم إضرار الغير، مشيرا إلى التطوّر فى الملاحقة القانونية لتلك الجريمة حتى كان التتويج بالقانون 175 لسنة 2018م.
ووجَّه “الطنطاوى” كل من يقع مجنيا عليه فى مثل هذه الجرائم باتخاذ الخطوات التالية: الاحتفاظ بالمنشور المُسيئ قبل غلقه، تصويره وأخذ اللينك، التوجّه إلى مقر الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية بالعباسية “مباحث الإنترنت”، وهناك يتم اتخاذ اللازم.
حماية مصر
وأشار المستشار جعفر عبدالرحمن- نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية، مدير إدارة التحوّل الرقمى- إلى أن العالم الافتراضى أصبح جزءا من حياتنا، وكأى جديد نشطت معه العقلية الآثمة فظهرت الجرائم التقنية وما ترتّب عليها من آثار خطيرة على مجتمعنا المصرى الحريص تماما على صون وحماية مصرنا الحبيبة وقيمها.
وقبل الوقوع ضحية الابتزاز ينصح “جعفر” باتباع التالى: حصِّن أجهزتك ببرامج الحماية، اتخاذ كلمة سر قوية وصعبة، عدم ترك التطبيقات مفتوحة، لا تقبل صداقات غير معروفة، تجنّب نشر صور أو معلومات شخصية- حتى للأصدقاء فربما “تُهكَّر” أجهزتهم- إلا للضرورة القصوى. وأخيرا التأكيد على “التوعية والوعى” خاصة للأطفال الذين هم أكثر عُرضة للابتزاز، ما يستوجب تحديد عدد ساعات وبرامج معينة لهم وعدم ترك “الحبل على غاربه”، ثم يليهم الرجال، أما السيدات فهن أكثر تعرّضا للأضرار النفسية، مشيرا إلى أن الإحصاءات تكشف وقوع 556 مليون ضحية يوميا على مستوى العالم، 600 ألف حساب يتم اختراقه، مؤكدا أن مصر الرقمية متقدّمة فى المواجهة، مطالبا بمزيد من الرقابة على المواقع فهذه ليست رقابة أمنية- كما فى أذهان البعض- وإنما لتحقيق الأمن والسلم الاجتماعى، ومن هذا المنطلق تأتى خطوات الدولة فى تحقيق “الهوية الإلكترونية” من خلال الرقم القومى والهاتف بما يتيح الدخول على المنصة الرقمية، وقريبا سيتحقق ذلك بدءا بالتصويت الإلكترونى، فالمعركة الأساسية هى “الوعى”.
القيم المصرية
وقال النائب البرلمانى أيمن محسِّب- عضو لجنة الخطة والموازنة-: لم يعد “الوعى” مسألة رفاهية وإنما “حياة أو موت” ما يدفعنا للقتال فى مواجهة كل الأخطار، حماية لمجتمعنا ودولتنا، والحل فى التمسك بقيمنا المصرية الأصيلة، الدينية والحضارية والتاريخية، ولتكن البداية من الحكومة- التى اتخذت الكثير من الإجراءات- بوقوفها سندا لكل من يقع فريسة لتلك الجرائم.
مراحل متكاملة
من جانبه أكد د. طايع عبداللطيف- مستشار وزير التعليم العالى للأنشطة الطلابية- أن الوعى ليس مجرد نقل معلومات، والقرآن الكريم يوضح لنا هذا بدعوته إلى التفكّر والتدبّر والعمل والإيمان، لذا نريد الوصول إلى مرحلة المتابعة ثم الصقل، ومن تعلّم يُعلِّم غيره، وهذه رسالة دينية وطنية ومسئولية كل فرد منّا، لأن شبابنا مُستهدَف، وحمايته واجبنا، كما أن الحفاظ على كياننا ووجودنا يستوجب المحافظة على بعضنا البعض.
وأيَّده د. ماجد العزازى- رئيس اتحاد مراكز شباب مصر- مُركِّزا على أهمية “الوعى” كواجب دينى وطنى لحماية المجتمع كله من الوقوع فريسة أخطار الابتزاز الإلكترونى.
وأكد د. وائل الطناحى- أمين عام المجلس الوطنى للشباب- أن مصر متقدمة جدا فى المجال الرقمى وليس كما يدّعى الحاقدون، فمنذ 2014 وهى تتعاون مع الإنتربول الدولى فى هذا الإطار، وإن كان المطلوب مزيدا من “الوعى” العالمى وليس المحلى فقط، فهناك 70% تقريبا يستخدمون أجهزة الأندرويد فى مصر.
تجارب شبابية
واستعرض بعض الشباب تجاربهم مع الإنترنت، فدعا أحمد سعد- طالب بإعلام الأزهر- لوصول التوعية للآباء والأسرة فى كيفية الوقوف بجانب أبنائهم الضحايا وعدم مضاعفة إضرارهم.
وأشار محمد عادل- طالب ثانوى بمصر القديمة- إلى أن الشباب اتجه للإنترنت باعتباره متنفَّسَا أوسع وأكبر بحُرّيّة مُطْلَقة عن اللقاء المباشر مع الكبار.
واقترح عبدالعظيم محمود- المدير التنفيذى للكشافة- بتخصيص مادة إعلامية تثقيفية للتوعية من مخاطر هذه الجريمة، ونشرها عبر كل الوسائل المتاحة واللقاء مع الطلبة والشباب.