عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ؛) كثرت ابواب الخير فى ديننا الاسلامى وتنوعت وكان من الصعب على المسلم الإلمام بكل أبواب الخير فمنهم يجد نفسه يجتهد فى اداء النوافل وصيام التطوع وغيره ينشط فى ابواب الخير من العطف على المسكين وإغاثة الملهوف وفك الكربات وآخر يسهل عليه قضاء حوائج الناس ومنهم من يجد نفسه فى تلقى العلم وتعليم الناس الخير ومنهم من يجد نفسه فى حفظ القرءان وتعلمه
كن لك فى كل طاعة باب واكمل التقصير فى الباب التى تجد همتك فيه
فإن الحسنات يذهبن السيئات
فقد كان الإمام أحمد من أبرز طلاب الإمام الشَّافعي وكان يحبُّه حباً كبيراً، وكان دائم الثناء عليه أمام النَّاس وأمام أبنائه، فلمَّا قام الإمام أحمد باستضافة الإمام الشَّافعي في بيته، كانت ابنة الإمام أحمد متشوِّقة إلى رؤية الشَّافعي وعبادته. ولمَّا وُضع الطعام أكثر الشَّافعي من تناول الطَّعام، ثمَّ ذهب لينام، وقام فصلَّى بهم الفجر بدون وضوء، فذُهلت ابنة الإمام أحمد لما رأته، ولم تطق صبراً، فسألت أباها عن ذلك إذ كيف يمكن أن يصدر هذا من إمامٍ بوزن الشافعي؟. فدخل الإمام أحمد إلى الشَّافعي وسأله عن تلك الأمور، فقال له الإمام الشافعي: أمَّا الطعام فما أكثرت منه إلَّا لأنِّي أعلم أنَّ طعامك حلالٌ، وطعام الصَّالحين شفاءٌ، فما أكلت جوعاً إنَّما أكلت تداوياً. وأمَّا نومي بعد الطعام وعدم قيامي لليل فوالله ما نامت عيني وإنَّما كنت أتفَّكر في مسائلَ من الفقه، فاستنبطت اثنتين وسبعين مسألةً ينتفع بها المسلمون، أمَّا صلاتي بكم الفجر بدون وضوء، فما نمت حتى أتوضأ، إنَّما كنت مستيقظاً
طول الَّليل فهنا نجد أن الإمام الشافعى استعمله الله فى التفقه فى الدين وتعليم الناس ولا ننسى ماحدث فى عهد رسول الله
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً مع أصحابه ودخل الصحابى الجليل عبد الله بن سلام رضي الله عنه، وعندما أشرف عليهم قال صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ هَذَا الْبَابَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ “* فَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ}{1}
فدخل وألقى السلام وجلس، ثم قام بعد لحظات، فقال صلى الله عليه وسلم: {قام عنكم الآن رجلٌ من أهل الجنة}* وكان عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما شابٌ نشأ على طاعة الله؛ يُحيى الليل كله فى التهجد والصلاة لهن، وجعل أيامه كلها صيامٌ لله، ويتلو القرآن فى كل ثلاثة أيامٍ مرة من أوله إلى آخره، فقال فى نفسه: ما العمل الذى زاد به هذا الرجل عنى والذى وصفه به النبى صلى الله عليه وسلم أنه من أهل الجنة؟ فأراد أن يستكشف هذا الأمر فزاره فى بيته وطلب منه أن يبيت عنده على أنه حدث خلافٌ بينه وبين أبيه، وهو فى الحقيقة يريد أن ينظر إلى عبادته وطاعته لله.
وبعد صلاة العشاء انتظر أن يقوم الرجل فلم يقم وظل نائماً، وفى النصف الثانى من الليل وجده يقظاً يتقلب ويتململ ولكنه لا يقوم، فلما إقترب الفجر قام وتوضأ وقال: هيا يا عبد الله نصلى الصبح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفى النهار وجده مفطراً غير صائم، فقال: لعله هذه الليلة كان مجهداً ومتعباً، انتظر ليلة ثانية فوجده فى الثانية على هذه الهيئة، وفى الثالثة على هذه الكيفية، فقال: لابد من إخباره بالأمر
فقال: يا أخى سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول وأنت داخل وأنت خارج أنك رجلٌ من أهل الجنة، فأحببت أن أطلع على العمل الذى فزت به بهذه المنزلة، فلم أجدك زدت عن الفرائض المفترضة شيئاً، فسكت الرجل ثم قال له: لا أزيد عما رأيت، فلما نظر إليه ووجده متعجباً، قال له: {غير أنى أبيت كل ليلة وليس فى قلبى غلٌ ولا غشٌ ولا حقدٌ ولا حسدٌ لأحدٍ من المسلمين، قال: فبذاك ) أى بهذه الطاعة الواحد بلغ هذا المبلغ فهنا نجد أن الصحابى عبد الله بن سلام اصطفاه الله بنقاء السرير
فكن لك من كل طاعة نصيب وركز على مااصطفاك الله له فكل امرىء ميسر لما خلق له.