بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف
العلماء الأجلاء
الحضور الكرام
ضيوف مصر الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يطيب لي ونحن نحتفل معًا بهذه المناسبة المباركة ليلة القدر التي أنزل الله فيها القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان أن أتوجه بالتهنئة إلى شعب مصر العظيم، وكافة شعوب الدول العربية والإسلامية بهذه المناسبة العظيمة، داعيًا إلى استلهام روح هذا الشهر الفضيل في ترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية؛ لنحيا كما أراد الله لنا، أُمةَ القيم ومكارم الأخلاق.
كما يسرني أن أرحب بضيوف مصر الأعزاء، مهنئًا حفظة كتاب الله (عز وجل) من مصر ومختلف دول العالم من أبنائنا الفائزين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم الثامنة والعشرين بهذه النعمة التي منّ الله بها عليهم، ومؤكدًا على ضرورة فهم معاني القرآن الكريم ومقاصده السامية، التي تدعو إلى مصلحة البشرية جمعاء.
ولا يفوتني في هذه المناسبة الكريمة أن أتوجه بالتحية والتقدير للعلماء المخلصين من رجال الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف متطلعاً إلى رؤية جيل واعد من شباب العلماء والأئمة المفكرين يساهمون في معالجة قضايانا الراهنة في إطار فهم واقع العصر ومستجداته وتحدياته، مع الحفاظ على ثوابت الشرع للدين الحنيف.
ومن هذا المنطلق أقول لكم: واصلوا جهودكم الجادة ومساعيكم المحمودة لنشر صحيح الدين وتصحيح المفاهيم الخاطئة، والتعريف بجوهر الإسلام الحقيقي الذي يحمل كل معاني الرحمة والتسامح والتعاون والعمل والبناء وإعمال العقل في فهم النص ومنهاج الله (عز وجل) في تسيير هذا الكون الفسيح، بما يسهم في عمارة الأرض.
شعب مصر العظيم
لا شك أن الخطاب الديني الواعي المستنير يعد أحد أهم عناصر المواجهة مع الفكر المتطرف الهدام، ولذا فإننا نأمل في بذل مزيد من الجهد والعمل المستمر لنشر الفهم والإدراك السليم بقضايا الدين والوطن من أجل تحقيق مستقبل أفضل لنا ولأبنائنا وللأجيال القادمة، بما يعزز من هدفنا الأساسي وهو الحفاظ على جوهر الدين وتوعية النشء والشباب، وذلك لإدراك مخاطر الفكر المتطرف من جهة وحجم التحديات من جهة أخرى.
وفي هذا السياق فإنني أدعوكم جميعاً لنواصل بقوة معًا بناء مستقبل هذا الوطن، في ظل فهم مستنير لمقاصد الدين وعظمته وسماحته، وتأكيده على حتمية العمل الجــــاد والاتقان والإخلاص والتعاون والتراحم والتكاتف الوطني، وعلينا أن نستلهم من هذا الشهر الكريم وهذه الليلة المباركة روح الإخلاص والمثابرة والعمل من أجل تحقيق مستقبل أفضل لمصرنا العزيزة في كافة مناحي الحياة.
وختامًا،
نتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء أن يسدد على طريق الخير والبناء خُطانا، وأن يمدنا بمزيد من قوة الإيمان والإرادة، ويقظة الضمير الأخلاقي والإنساني في جميع جوانب الحياة، والعمل الدؤوب من أجل وطننا الغالي ومن أجل الأجيال الحالية والمستقبلية.
ونسأل الله تعالى أن يكلل عملنا وجهدنا بالنجاح والتوفيق، إنه نعم المولى ونعم النصير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.