عبارة مخيفة كنت كلما سمعتها أخاف وأبدأ البحث فى سجل حياتى وأفتش بداخلى عما أحمل للناس، هل أنا حقا ممن يعمل لله وحده أم من أجل أن أرضى الناس؟ هل أنت أيها القارئ تعمل لله وحده؟ هل تقضي حوائج الناس أم تقول نفسى نفسى؟ هل إذا قولت كلمة أو وعد تلتزم به وتنفذه وإلا هو مجرد كلام ليس به ورقة تلزمك بها؟ يا الله إنه لشئ مخيف؛ دعونى أخبركم بالعبارة المخيفة التى لطالما هزت كيانى (إذا أردت أن تعرف عند الله مقامك فانظر فيما أقامك) انظر فيما إستخدمك فى الحياة، لقد رأيت العديد من الناس تتهرب من بعضها عند طلب خدمة أو مساعدة وللأسف لم يعلم هؤلاء أن الله تعالى قد أعطاك فرصة ذهبية لتغتنم هذه الهدية، نعم فرصة ذهبية فهؤلاء الناس ما أرسلهم الله لك إلا لتقضى حاجتهم على يديك فتفوز بالأجر والثواب الكبير، إن هذا رزق قد ساقه الله لك وأنت فى مكانك كى تأخذ حسنات وحسنات، لقد قال حبيبى المصطفى (من كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته) بل قال أيضآ يحثنا على الوقوف مع بعضنا البعض (والله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه) فالإنسان إذا كان فى حاجة أخيه خصوصا اذا كانت حاجة ملحة وأعانه على قضاء دينه أو شفع له فى حاجة عند أحد أو ذهب معه إلى طبيب أو علمه معلومه ولم يبخل بعلمه، فهؤلاء وعدهم الله أن يكون معهم وفى حاجتهم فإذا طلبوا شيئا يعطيهم كما قضوا حاجة إخوانهم وليعلموا أن لهم أجرا فى ذلك كبير سواء فى الدنيا أو فى الآخرة، أيها العبد الفقير إلى الله إذا اصطفاك الله لقضاء حوائج الناس فلتعلم أنك من عباد الله الذين أختصهم سبحانه واصطفاهم لذلك فقد قال النبى (إن لله عبادا اختصهم الله بقضاء حوائج الناس حببهم فى الخير وحبب الخير اليهم هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة) أرأيتم من يقضى حوائج الناس أو يعلم علم أو يغيث ملهوف أو يعطى ولا يخشى الفقر أو يقضى حوائج من كان من أصحاب الهمم ذوى القدرات الخاصة، فأبشر يا من تفعل ذلك ابتغاء وجه الله وحده فقد قولت لك فى البداية (إذا أردت أن تعرف عند الله مقامك فانظر فيما أقامك)، فإذا كنت منهم فأبشر بالخير الوفير والفوز بالجنة والأمن يوم القيامة عندما يخاف الناس لأن من أحب الأعمال إلى الله قضاء حوائج الناس (وتعاونوا على البر والتقوى) وقد قيل للرسول: يا رسول الله أى الناس أحب إليك؟ قال: “أنفع الناس للناس”، قيل: فأى العمل أفضل؟ قال: “إدخالك السرور على المؤمن”، قيل: فما سرور المؤمن؟ قال: “إشباع جوعته، وتنفيس كربته، وقضاء دينه، ومن مشى مع أخيه فى حاجة كان كصيام شهر أو اعتكافه، ومن مشى مع مظلوم يعينه ثبّت الله قدميه يوم تزل الأقدام، ومن كفّ غضبه ستر الله عورته وإن الخلق السيئ يفسد العمل كما يفسد الخل العسل” عباد الله إن الحياة تتأرجح ما بين محن وإبتلاءات ومعروف وصدقة وفرح وحزن، فلينفِّس كل واحد منا كربة عن أخيه فى الدنيا حتى ينفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، فليغتنم كل فرد منا عطاء الله له حتى يعرف ما هى مكانته عند الله (فإذا أردت أن تعرف عند الله مقامك فانظر فيما أقامك).