تمت ظهر اليوم مناقشة الباحث عبد الله عبد الفتاح عبد العزيز محمد في دراسته التي جاءت بعنوان:” النهضة الحضارية بين فكر الكواكبي وشكيب أرسلان “حيث تكونت لجنة الحكم والمناقشة من: أ.د/ محمود محمد عبد الرحيم الصاوي. الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بكلية الدعوة، والوكيل السابق لكليتي الدعوة والإعلام أ.د/ عادل محمود عبد الخالق محمد. أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بالكلية، ورئيس قسم الثقافة الإسلامية، ، أ.د سعيد محمد اسماعيل الصاوي، أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية المتفرغ بكلية أصول الدين والدعوة بطنطا، وعضو في اللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة والأساتذة المساعدين بجامعة الأزهر الشريف، أ.د/ طلعت محمد عفيفي سالم أستاذ الدعوة الإسلامية المتفرغ بكلية الدعوة وعميد الكلية الأسبق، ووزير الأوقاف الأسبق
واوصت اللجنة يمنح الطالب درجة دكتوراه الثقافة الإسلامية بمرتبة الشرف الأولي
استهدفت الدراسة التعرف على العوامل والأسباب التي تأخر الأمة وتراجعها الحضاري في رؤية كل من المفكرين الكبيرين عبدالرحمن الكواكبي وشكيب أرسلان ، وكذا التعرف على عوامل النهوض الحضاري للأمة في كافة المجالات الحياتية من خلال رؤية المفكرين النهضويين عبدالرحمن الكواكبي وشكيب أرسلان
وقد توصلت الدراسة إلى نتائج من أهمها:
1) تناول الكثيرُ من أعلام المفكرين والنهضويين سوى الكواكبي وأرسلان قضيةَ التأخرِ وقاموا بتقديم العلاجِ والحلولِ لها، ومنهم من قد سبقَ الكواكبي وأرسلان وعاصرهُمَا ،ومنهم من آتى بعدهُما، إلا أن كتاباتِ الكواكبي وأرسلان كانت أكثر تميزًا وحازت القبولَ لدي الكثيرِ من الباحثين والعلماءِ .
2) أن لله تعالى سننًا كونيةً لا تتغيرُ ولا تتبدَّلُ ولا تُحابي أحدًا كائنًا من كان، ويظهرُ ذلك واضحًا في تأخرِ المسلمين وتراجُعِهِم لمَّا تركوا الأخذَ بأسبابِ النهوضِ، وتقدُمِ غيرِ المسلمين لمَّا أخذوا بأسبابِ النهوضِ.
3) أن دراسة كل من الكواكبي وأرسلان لعِلل ضعف الأمة وتأخرها، ليس من قبيل أن الضعف والتأخر طبيعة فيها، وإنما هي حالة مرضية عارضة، جاءت نتيجة تخليها عن أسباب وعوامل النهضة الحضارية.
4) -تقدم الأمة ونهضتها مرهون بالعودة إلى الدين الصحيح، والأخْذ من منابعه الصافية بعيدًا عن التشدد والجمود والتعصب في رؤية كل من الكواكبي وأرسلان.
5) إمكانية الاستفادة من رؤية هذين المفكرين في العصر الحاضر من خلال طريقة كل منهما في تشخيص العِلل وتوصيف الدواء.
6) تميز وتفوُّق كلٌ من الكواكبي وأرسلان عن الآخر في تقديم بعض الأطروحات والحلول الناجعة التي تستأصل داء التأخر والتراجع الحضاري.
وقد وأوصت الرسالة بما يأتي:
1)تُوصي هذه الرسالة أفْرادَ الأمةِ الإسلاميةِ بالعودةِ إلى الدينِ الصحيحِ، والأخْذِ من منابعهِ الصافيةِ بعيدًا عن التشددِ والجمودِ والتعصبِ؛ فإن ذلك طريقُ نهْضَتِها وتقَدُمِهَا.
2)تُوصي هذه الرسالة بتقديرِ العلماءِ واعطائِهِمْ مكانَتَهْم اللائقةِ بهم، فهم مصابيحُ الدُجَى تُنيرَ للأمةِ الطريقَ، وتُخْرِجُهم من ظلماتِ التيهِ والضلالِ إلى نورِ الهدى والحقِ، كما أنهم عقلُ الأُمةِ المدبرُ، وقَلْبُهَا النابضُ، ولسانُها الناطقُ، الذي لا يألو جُهدًا ولا يَدَّخِرُ وُسْعًا في تقديمِ النصائحِ والتوجيهاتِ، وعرضِ الرؤى والحلولِ للخروجِ بالأمةِ من آفةِ التأخرِ والضعفِ إلى الارتقاءِ والنهوضِ؛ لترتقي إلى حياةِ كريمةٍ وغدٍ مشرقٍ في ظِل التقدمِ والنهوضِ الحضاريِ.
3)تُوصي هذه الرسالة في تناول موضوعات النهضة بأن تجمع بين ثلاثة محاور:
أ)الاعتبار بالماضي. ب)استنهاض الحاضر.
ج)استشراف المستقبل.
4) تُوصي هذه الرسالة عند الحديث عن تأخر الأمة وتراجعها الحضاري ألا نُعوِّل على غيرنا في ذلك فقط، بل يكون جُل اهتمامنًا في البحث عن العِلل والأمراض التي ترجع إلى المسلمين أنفسهم.