عندما خلق الله تعالى آدم خلق له من نفسه زوجة، ليسكن إليها بقلبه، وليجد عندها راحته النفسية، ثم جعل بينهما المودة والرحمة لتكون أساس المعاملة فيما بين الأزواج والزوجات، تودد حال احتياجك إليه ، ورحمة حال احتياجه إليك، ونبهنا العليم الخبير أن الستر على العيوب هو الطريق إلى استقرار الحياة الأسرية، فيستر كل من الزوجين على الآخر عيوبه ونقائصه، بل يُجَمِّلَهُ أمام الآخرين ولذا وصف كل من الزوج والزوجة باللباس فقال “هن لباس لكم وأنتم لباس لهن” أما الحقوق المادية فقد جعل لها معايير محددة هي المعروف والفضل والعفو والتقوى فيسيرون بما تعارف عليه الناس في مجتمعاتهم (وعاشروهن بالمعروف) مع استحباب الفضل فيمن له الحق (ولا تنسوا الفضل بينكم) والعفو من سمات المتقين (وأن تعفو أقرب للتقوى)، ومن يتق الله يجعل له مخرجا ، ويرزقه من حيث لا يحتسب، ويكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا، وفي حال الكراهية والنفور ، حذر الله ورسوله من التسرع بالفراق، فقال الله تعالى:” فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم( لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا أحب منها آخر) ووضع الله تلك الحدود في الحقوق والواجبات الزوجية للحفاظ على الأسرة وقال ” تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ “
وصف من يتعد حدود الله في حق الآخر بالظالم لأن ما بينهما هو ميثاق غليظ، وعظم الله مسؤولية الرجل في الحياة الزوجية لأنه استحل فرج المرأة بكلمة الله واخذها من بيت اهلها بأمانة الله .
هذه هي القواعد والأسس التي اوجبها الله للمعاشرة بين الزوجين وأسس الحياة الزوجية في الإسلام فإذا كان هذا ديننا فمن أين يأتي ما نراه في مجتمعاتنا إلا من إهمال تلك الأصول العظيمة وعدم العمل بها إما جهلا بها وإما إيثارا لرضا النفس على رضا الله عز وجل؟!