متابعة – مروة غانم :
أصدر المؤتمرالعلمي الدولي الثاني لكلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر تحت عنوان ” الدعوة الإسلامية والسلام العالمي..تحديات الواقع ووآفاق المستقبل ” برئاسة الدكتور أحمد حسين عميد الكلية ، مجموعة من التوصيات الهامة بعد جلسات الهامة التي شارك فيها باحثون من مصر و60 باحثا من مختلف الدول العربية والإسلامية .
اتفق المشاركون على مجموعة من التوصيات الهامة كالآتي :
أولا:دعا المشاركون إلى أن يصبح مؤتمرُ الدعوة الإسلامية والسلام العالمي مؤتمرا سنويا يعقد في سائر المراكز البحثية المتخصصة في التوعية الفكرية والدراسات المعنية لمتابعة البقاء على مبدأ السلام وحمايته من تحديات التلبس بالصفات السباعية، والتصاريف الذئبية والوحشية.
ثانيا: صياغةُ رؤية مشتركة بين المؤسسات الدينية والمراكز البحثية والأكاديمية المحلية والإقليمية تعمل على الخروج بمبادرات مشتركة في مجال دعم السلام العالمي بكل منطلقاته ووسائله وصوره وقاية وعلاجا وتأهيلًا ، والتوسعُ في فتحِ مراكزِ لإبراز براءة الدعوة الإسلامية من التطرف النظري والعملي، سيما في ظل التحديات والدعاوى التي شوهت تاريخ المسلمين وسطرته بحوافرِ خيول الملاحم الزاحفة إلى بيت المرحمة الإسلامي الذي يصدح بالسلام في العالم قولا وتطبيقا، لا قولا وتعليقا.
ثالثا: ضرورةُ إنشاءِ مِنصة إلكترونية مركزية جامعة تَعرض إصداراتِ المراكز البحثية المعنية بدراسات السلام العالمي كافةً، وبيانِ أن الدعوة الإسلامية نادت الوجودَ كلَّه من الذرة إلى المجرة بمنهج يتناغم مع طبيعة الحياة فيه، ليستفيد الباحثون والمتخصصون في قضايا السلام وأنساقه.
رابعا: اعتبارُ الطروحاتِ العلميةِ التي ضمّتها أعمالُ هذا المؤتمرِ المباركِ نقطةَ انطلاقِ نظريةٍ لتطبيقاتٍ عمليةٍ واقعيةٍ تتضمنُها مخاطباتُ الدعوةِ وهي لا تحصى فنحصيَها ، ولا هي مما يستقصى فنختارَ بعضا من نواحيها
خامسا: التوسعُ في إنشاء مراكزَ للترجمة بكل لغات العالم لتصحح المفاهيم المغلوطة حول سماحة الإسلام وتعملُ في الوقت ذاته على تنشيط حجمِ المواد المترجمةِ حول مبادئ التعايش بين الأديان وزيادتِها من خلال المؤسسات المعنية بهذا الشأن في البلاد المختلفة.
سادسا: تفعيلُ التحولِ الرقمِيِ في خدمة الدعوة الإسلامية إلى السلام العالمي، تعطيلا لمحاولات التشويش على سماحة الإسلام فلا زالت طلائعُ سودٌ تطبق سهوب السماء خيلا ورجلا ، وكتائبُ غبراءُ ألحقت الوِهاد بالنِّجاد ، ومزقت الصدور بالسخائم والأحقاد ، لتلقيَ من وابلِ السحبِ الركامَ على سماحة الإسلام المظلوم ، وتغلق عن الأبصار منافذَ التاريخِ عند مطالعة ما تواري من عظمة الإسلام في دعوته إلى السلام العالمي، ولكن الحقَّ أبلجُ والباطلَ لجلجُ .
سابعا: وضعُ مناهجَ دراسيةٍ تجسدُ تصوراتٍ تنفيذيةً جاهزةً للتداولِ المعرفيِ بين العلومِ في ضوءِ الدراساتِ البينيةِ؛ وتوجيهُ ذلك في صياغةِ تصورٍ شاملٍ يُكَوّنُ عقلَ الداعيةِ، تيسيرًا لتعاملهِ مع واقعِ المستجداتِ الفكريةِ والاجتماعيةِ والعلميةِ.
ثامناً: أهاب المؤتمر بالمؤسسات الوعظية والدعويةِ بضرورة بيانِ التأصيل الِجذري للسلام في شرعة الإسلام، وأنه ليس بدعةً مستحدثةً فيه، ولا فكرةً مستهجنةً تجاريه، فباستعراض تقاريرِ رِقابة محكمة السمع والبصر والفؤاد الضاربة في عمق الزمان والمكان، لم يسمع طنين ولا أنين ولا عويل ولا بغي من الإسلام على طول تاريخ الأنام
تاسعا: إنشاءُ مواقعَ إلكترونيةٍ خاصةٍ بتقديمِ شرحِ مقاصدِ الإسلامِ وغاياتهِ العظمى في تحقيق السلام العالمي، قطعاً لطريقِ من يحاولُ تشويهَهُ ممن انقضوا على تزييف الوعي حول دعوة الإسلام للسلام انقضاضَ البُزاة على طرائدها، وسارعوا إلى تحقيق مآربهم مسارعةَ العِطاش إلى مواردها، وتغطيةً لكافةِ مساحاتِ الخروجِ على النص، والتعاملِ مع القراءاتِ المغلوطةِ لمعانيهِ وتفسيراتهِ، ضماناً لتطويرِ كفاءاتِ الدعاةِ، والإفادةِ منها في مجالِ الدعوةِ إلى اللهِ تعالى.
عاشرا: الانضواءُ تحتَ مَظلّةِ الأزهرِ الشريفِ، والاصطفافُ حولَ ما يقومُ به من دورٍ فاعلٍ يهدف إلى التوصلِ لمرتكزاتِ العيشِ الإنسانيِ المشتركِ بين أنساقِ البشريةِ للاستمرارِ في دفعِ عجلةِ التناغم والانسجام ونِشدانِ الإخاء الإنساني تسنما لمعنى قوله تعالى “لتعارفوا“
حادي عشر:صياغةُ مشاريعَ خطابيةٍ منطقيةٍ وفلسفيةٍ عبرَ طروحاتٍ علميةٍ تستأنسُ بالقواسمِ السلمية المشتركةِ بين الشرائعِ السماويةِ، تعملُ على بناءِ منظومة لترسيخ مفهوم السلام، وذلك مما تُناط به كلية سيد الدنيا والآخرة؛ التاجِ المعلى للأزهر الشريف راعي السلامِ العالمي على الصعيدين المحلي والعالَمي.
ثاني عشر: إنشاءُ مراكزَ تتَبّعٍ ورصدٍ لقياسِ تطورِ الوعيِ لدى الشبابِ ، ووضعِ حلولٍ مناسبةٍ تعززهُ إذا انتكسَ، وتعالجُ علتَهُ إذا ارتكسَ، كذلك ترجمةِ الواردِ إلى ثقافتِنا وتحليلِه والتعاملِ معه على غِرارِ ما يقومُ به مرصدُ الأزهرِ الشريفِ.
ثالث عشر:مناشدةُ الباحثين النابهين بضرورة التنقيب في تراثنا المجدِّد عن كنوز النظر المستنير الداعم لمفهوم السلام الإنساني والكوني في كافة العصور، والتأكيدِ على أن أسلافنا الأماجد لم يكونوا بمعزلٍ أبدًا عن غايات الشرع ومقاصده في ترسيخ مفهوم السلام.
رابع عشر:إنشاءُ لجانٍ تنفيذيةٍ متخصصة لمتابعة تنفيذ هذه التوصيات سيما التوصيةُ الأولى بجعل المؤتمر الدوري ملتقيً جامعا للمراكز البحثية العاملة في مجال دراسة سبل نشر السلام في العالم ومكافحة البغي والإرهاب؛ ضمانةً لنقل توصيات المؤتمر من حيز التنظير إلى حيز التطبيق.
وفي نهاية جلسات المؤتمر أعلن المشاركون أن عنوان المؤتمر القادم لكليةِ الدعوةِ الإسلاميةِ – بمشيئةِ اللهِ تعالى- سيكون بعنوان(الدعوةُ الرقْميةُ المقوماتُ . المخاطرُ ـ الآفاقُ).