د. حسين بودى: “عقيدتى” أكثر الصحف الدينية مواجهة للأفكار المغلوطة
د. حسين منازع: تفعيل ميثاق الشرف الصحفى.. يوقف الانفلات
مصطفى ياسين: الإصلاح مسئولية مجتمعية مشتركة
أشاد علماء الأزهر الشريف بالدور الذي تقوم به جريدة “عقيدتى”، في مواجهة الأفكار المغلوطة والمفاهيم الخاطئة، ونشر الوعي وقيم ومبادئ الدين، منذ إصدارها، وعلى مدى ثلاثين عاما، حيث أنها تستقبل عامها الواحد والثلاثين، مشيرين إلى أنها من أوائل الصحف التى دخلت في حروب فكرية وثقافية مع التيارات المتطرفة والمتشددة سواء في الدين أو التحلل منه، إفراطا أو تفريطا. مؤكدين أن الإعلام هو خط الدفاع الأول لحماية القيم والأخلاق المجتمعية والإنسانية.
جاء ذلك خلال الجلسة قبل الختامية للمؤتمر السنوى الثاني، لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر فرع أسيوط، بالتعاون مع مجمع البحوث الإسلامية بالازهر، برعاية فضيلة الإمام الأكبر، د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، اللواء عصام سعد، محافظ أسيوط، د. سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، بعنوان «دور المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية والإعلامية في الحفاظ على القيم المجتمعية»، حيث شهدت الجلسة، برئاسة د. أحمد عبدالحى، العميد الأسبق للكلية، مناقشات ومداخلات حول دور المؤسسة الإعلامية فى الحفاظ على القيم والأخلاق المجتمعية، بمشاركة د. أحمد عبدالعليم، مقرر المؤتمر، د. أسامة عرفات، وكيل الكلية، نائب رئيس المؤتمر، د. حسين منازع، الأستاذ بالكلية، حيث قال الزميل مصطفى ياسين، مدير تحرير “عقيدتى”: ربما تكون هناك صور وجوانب تقصير وخلل فى بعض، بل جانب كبير، فى دور وسائل الإعلام المختلفة، غير أن هذا، فى جانبه الأكبر، يعود إلى الجمهور ذاته المستقبل للرسالة، فالاعلام مرسل ومستقبل وبينهما رسالة، وللأسف الشديد فإن هذا الجمهور، فى أغلبه، لا يحتاج ولا يدعم ولا يشجع وسائل الإعلام الجادة أو الهادفة! وهذا ما يعرف بمصطلح “الجمهور عاوز كده”! بل على العكس وللأشف الأشد، يدعم الوسائل غير الجادة، ولو بشكل غير مباشر، من خلال المتابعة والترويج والشراء! فيما يعرف بالتريند أو المشاهدات أو اللايكات والتوزيع!
من هنا فإن العلاج يكمن بداية فى يد هذا الجمهور أو المجتمع الذي يمكنه إجبار الوسائل الإعلامية على الالتزام بالقيم والمبادئ والأخلاق.
وأيضا على وسائل الإعلام إبراز النماذج المشرفة والجيدة باعتبارها قدوة ومثلا يحتذى، وفى المقابل، تجاهل النماذج السيئة والتافهة، وبهذا يقضى عليها، فضلاً عن تحرير وتحديد المفاهيم والمصطلحات وعدم خلطها أو تشويهها، فقد صورت وسائل الإعلام خلق الطيبة والكرم بأنه هبل وتغفيل! التسامح والمحبة والعفو بأنه ضعف وقلة حيلة! والعكس صحيح مع السلوكيات الشاذة والخاطئة فصورت البلطجة بأنها شجاعة! الفهلوة ذكاء! وغيرها من الصور والمفاهيم المغلوطة والواجب تصحيحها.
مسئولية مشتركة
وخلص الزميل ياسين، إلى التأكيد على أن إصلاح وسداد وسائل الإعلام، على اختلافها، هو في يد مسئوليه والقائمين عليه أولا، ثم المجتمع ذاته المستقبل للرسالة، من خلال التقويم والتوجيه، بالمنح أو المنع، أى دعمه والترويج له، أو الامتناع عن منحه قبلة الحياة المتمثلة فى الدعم المالي أو المعنوى بالمقاطعة.
استطرد قائلاً: إن العاملين فى مجال الإعلام أنفسهم يشكون مر الشكوى مما وصل إليه حال وسائل الإعلام، لكنهم تحت ضغط الحاجة للدعم والترويج والمساندة، يضطرون إلى “مسايرة الموجة أو ركوب التريند”، وللأسف الشديد فإن هذا يتعارض فى كثير من جوانبه مع القيم والأخلاق المجتمعية التى ننشدها جميعا لمجتمعنا وبلادنا وأمتنا.
وفيما يتعلق بدور المؤسسة الدينية لدعم القيم والأخلاق المجتمعية، ذكر الزميل ياسين، بموقف فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الأسبق رحمه الله الشيخ جاد الحق، وكيف تصدى لما أريد تمريره فى مؤتمر السكان الذى عقد بالقاهرة، ما جعل القاعة تضج بالتصفيق الشديد.
دور عظيم
وتدخل د. حسين عبدالحميد بودي، أستاذ العقيدة والفلسفة المساعد بكلية أصول الدين والدعوة باسيوط، مؤكدا أنه إذا كان المتلقي والقارئ لوسائل الإعلام المقروءة عليه مسؤلية؛ فإن علي وسائل الإعلام الدينية المقروءة (عقيدتي، صوت الأزهر، اللواء الإسلامي) وغيرها من الصفحات التي تعني بالفكر الديني فهي أيضا عليها مسئولية عظيمة والتي من أهمها:مواجهة المتغيرات الحديثة من الناحية الإعلامية كالسوشيال ميديا وغيرها، فقد نري كلاما لا قيمة له ولا وزن ومع ذلك يحقق تأثيرا كبيرا امام الرأي العام وقد يحصل علي مشاركة وإعجاب او ما يسمي (التريند) والسبب في ذلك هو غياب مثل هذه الصحف العريقة سالفة الذكر عن هذا الميدان مما جعل مثل هذه الأفكار الهشة تطفو علي السطح وتؤثر في الرأي العام!!
ميثاق الشرف
واعترف د. عبدالفتاح بهيج العوارى، عميد كلية الشريعة والقانون ، بندرة الأبحاث العلمية المقدمة من المؤسسات الإعلامية، متمنياً تواجدها الفاعل مستقبلا في مثل هذه المؤتمرات، خاصة وأنه طلبها من بعض المختصين فتقاعسوا!
وطالب د. حسين منازع، الأستاذ بالكلية، بتفعيل ميثاق الشرف الصحفى وتطبيق القانون الحاكم للخروج الصحفي والإعلامي عن السياق العام لاداب وقيم ومبادئ المجتمع.
واشاد د. احمد عبدالعليم، مقرر المؤتمر، بالمداخلة، داعياً لإدراجها ضمن أوراق عمل وبحوث المؤتمر.
فى حين اقترح إبراهيم أحمد محمد، الطالب بالفرقة الرابعة قانون، بالوصول بمثل هذه المؤتمرات إلى الشباب الأكثر احتياجا وتعطشا للمفاهيم والثقافة الدينية وعدم اقتصارها على طلاب الأزهر والقاعات المغلقة.