مما لا شك فيه أن تربية الشباب ورعايتهم وتأهيلهم وتعليمهم وتوجيههم التوجيه الصحيح تشكل فى مجملها واجباً وطنياً واستثماراً قومياً يعد من الدرجة الأولي، ولم لا.. وهم عدة الوطن وذخيرته للمستقبل القريب.
وإذا كانت الأجيال المتتابعة قد تحملت أعباء العمل الوطنى الجاد، فإن الأجيال الحالية مطالبة باستكمال المسيرة الوطنية والحفاظ على المكتسبات واستكمال البناء وعلاج الأخطاء، وهذا -فى نظري- لن يتحقق إلا بمزيد من البرامج التعليمية والتربوية والبدنية والعقلية والروحية. وإذا كانت الأسرة هى النواة الأساسية، ونقطة الانطلاقة فى تربية الفرد وتنمية وعيه وتلقينه قيم المجتمع ومبادئه، وكانت المدرسة هى الموقع الأساسى لتعليمه وتزويده بمهارات مختلفة وإكمال دور الأسرة، فإن أجهزة الإعلام ووسائل الاتصال الحديثة، والثقافة ومراكز الشباب تقوم بدور لا يقل أهمية فى بناء الفرد وتنمية الوعى لديه وتوجيهه الوجهة الصحيحة وتصويب اتجاهاته الفكرية وتصحيح أخطائه، ولابد من تكاتف كل هذه الأجهزة مع المسجد والكنيسة وتكامل جهودهما وتنسيق ساستها، فلا يمكن أن تتحقق النتائج المرجوة إلابتكاتف وتعاون هذه الأجهزة مجتمعة.. وهذا ما شاهدناه ونشاهده دائما من إطلاق حملات بناء الوعى التى يتبانها الدكتور محمد مختار جمعة- وزير الأوقاف بين الحين والآخر بالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام ووزارة الشباب.. فشبابنا فى حاجة ماسة إلى غرس هذه الروح وتنمية الوعى فى كافة المجالات، وآخر هذه الحملات تلك الحملة التى أطلقها أمس د. مختار جمعة تحت عنوان «الدين يسر».. والتى تهدف إلى بيان سماحة الإسلام ويسر تعاليمه وكشف زيف دعاوى التشدد والتطرف شكلاً ومضموناً متضمنة ندوات وخطب وقوافل توعوية وبرامج للأطفال.
وقد عاشت «عقيدتي» سنين طوال من بداية صدورها، تجربة فريدة فى مجال نشر الوعى بالتنسيق مع وزارة الأوقاف والشباب والرياضة وإذاعة القرآن الكريم عن طريق الندوات والقوافل الشبابية والمسابقات الشهرية، وأشارت كل التقارير إلى نجاح التجربة نجاحاً منقطع النظير، وإلى تزايد التجاوب بين الشباب وبين هذه القوافل بفضل التعامل المباشر بين الشباب والعلماء.
هذه التجربة أكد استمرارها د. مختار جمعة وزير الأوقاف الأن من خلال ندوات عقيدتى بالتعاون مع الأوقاف فى كل مساجد مصر كان من أهم نتائجها التأكيد على أهمية تنمية روح الانتماء والوعى لدى الشباب وكذلك الاهتمام بالتربية الروحية والاجتماعية والصحية للنشيء وترسيخ القيم الدينية والأسرية وذلك بالتركيز على دعم القيم فى الندوات والمحاضرات.
ونحن فى «عقيدتي» استشعرنا منذ البداية هذه المسئولية ومن هنا كان ومازال وسيظل اهتمامنا الفائق بالمساهمة فى كل أنشطة التوجيه والتثقيف الدينى للشباب وثمة حقيقية واقعية نسجلها بكل صدق وشفافية وهى أننا وجدنا تعاوناً كبيراً فى هذا المجال من وزيرى الأوقاف والشباب وأجهزتها المعاونة وإن كنا نطمع فى المزيد.. وقد رحب الوزيران بكل فكرة وكل مقترح تقدمنا به سواء فى مجال الندوات الدينية أو المسابقات الثقافية وهذا ما سوف نراه فى الأيام المقبلة بإذن الله من نتيجة هذا التعاون المشترك.
والشكر كل الشكر لأصحاب الفضيلة العلماء ودعاة الأوقاف وأساتذة الأزهر الدين لم يبخلوا بوقتهم وعلمهم من أجل نشر الوعى الدينى الصحيح.
وختاما:
قال تعالي«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً»
صدق الله العظيم