“ليلة القدر” مناسبة للتفكّر والتأمّل في حجم التغيير الهائل لرسالة الإسلام
نتطلّع إلى مواصلة الجهد المحمود لنشر العلم الدينى الوسطي الصحيح
كتبت- إسراء طلعت:
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن ليلة القدر قد اختصَّها بمزيد من البركات والفضائل، بأن أنزل فيها القرآن، لتصبح ليلة الأمن والأمان والسلام، ليلة الرحمة والنور والهدى، إن هذه الليلة العظيمة، تمثِّل لنا مناسبة طيّبة، للتفكّر والتأمّل، في حجم ومدى هذا التغيير الهائل، الذي انطلق برسالة الإسلام، مشيرا إلى أن طريقنا هو العمل الدؤوب، الكفاح المتواصل، الصبر الواثق، الإيمان المطمئن، وهو السبيل الحتمي، لمن ابتغى السداد والنجاح.
جاء ذلك في احتفالية وزارة الأوقاف بـ”ليلة القدر”، حيث قال الرئيس السيسى: “اسمحوا لي في البداية، أن أتوجّه لكم بالتحية وللشعب المصري العظيم بخالص التقدير والتهاني، بمناسبة احتفالنا اليوم بليلة القدر المباركة وبقُرْب انتهاء شهر رمضان الكريم، وحلول عيد الفطر المبارك.
كل عام وأنتم بخير، ومصر والأمتان، العربية والإسلامية، في أمان وسلام. واسمحوا لي أن أتقدّم بالتهنئة لأخواننا المسيحيين، كل عام وأنتم بخير.
أضاف الرئيس: كما أودّ أن أُرحِّب، بضيوف مصر الأعزاء، وأهنّئ أبناءنا، حفظة كتاب الله، من مصر وجميع دول العالم، متمنّياً لهم التوفيق والسداد، وأن يكون القرآن الكريم، رفيقاً لهم، في وجدانهم وسلوكهم الطيّب، بما يحقق المقصد الأسمى، من قراءته، وفهمه وتدبّره، والعمل بقِيَمِهِ العظيمة.
وأتوجّه بالتحيّة أيضاً، إلى رجال الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، الأئمة والدعاة والقراء، مُعرباً عن تطلّع الأمة كلها، إلى مواصلة الجهد المحمود، لنشر العلم الديني الوسطي، وتوضيح صحيح الإسلام، والتعريف بجوهره الحقيقي، كقوّة دفعٍ إنسانيةٍ هائلة، من أجل الخير، والتقدم، والازدهار.
أشار الرئيس إلى أن الله سبحانه وتعالى، قد اصطفى من بين ليالي شهر رمضان، ليلة اختصَّها بمزيد من البركات والفضائل، بأن أنزل فيها القرآن، لتصبح ليلة الأمن والأمان والسلام، وليلة الرحمة والنور والهدى، إن هذه الليلة العظيمة، تمثِّل لنا مناسبة طيبة، للتفكّر والتأمُّل، في حجم ومدى هذا التغيير الهائل، الذي انطلق برسالة الإسلام، وطال جميع أركان الدنيا، ومَسَّ جميع مناحي الحياة. تغيير هائل جذري، كان عماده العمل الصالح، المخلص النيّة لله ورسوله، والانطلاق نحو الجد والاجتهاد، بعزيمةٍ لا تلين، وإصرارٍ على تعمير الأرض، والصبر على المَكارِه، والتحمل في سبيل تحقيق الأهداف السامية.
أضاف الرئيس: “إن هذا الطريق.. طريق العمل الدؤوب، والكفاح المتواصل، والصبر الواثق، والإيمان المطمئن، هو السبيل الحتمي، لمن ابتغى السداد والنجاح. وهو الطريق الذي نهتدي به، ونمضي عليه، بثقةٍ في الله سبحانه وتعالى، وفي قدرات شعبنا العظيم وإمكاناته، وفي إيمان هذا الشعب، بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وأنه لا جزاء للإحسان سوى الإحسان.
وأنهى الرئيس كلمته قائلا: “شعب مصر العظيم، ختاماً، وفي هذه الأيام المباركة، ندعو الله أن يشمل مصر والأمتين العربية والإسلامية، والإنسانية كلها، بعنايته ورحمته. نرجوه سبحانه وتعالى، أن يهدي الإنسانية للرشد والتعقل، في جميع أمورها، وأن يُلهمنا جميعاً، الصواب والسداد، ويحيطنا بنفحات من حكمته ونوره، لتعيننا، على بذل المزيد من الجهد والعمل، بما يرضيه، ويحقق آمال شعوبنا في المستقبل الأفضل.أشكركم جميعا، وكل عام وأنتم بخير، ومصر والعالم الإسلامي والعالم كله في أمن وسلام، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
00000000000000000000000000
.. وشيخ الأزهر:
أدعو لحقن الدماء التي حرمها الله من فوق سبع سماوات
أعرب فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عن خالص دعواته بأن يكشف الله عن أمتنا وعن العالم كله ما نزل بساحتِه من حروب وقحط ووباء وغلاء، وأن يوفق ولاة الأمور والعلماء والحكماء إلى بر السلام والأمان، وحقن الدماء التي حرمها الله من فوق سبع سماوات، ودعا إلى حقن الدماء التي حرمها الله من فوق سبع سماوات، وحذر من سفكها رسولُه في قوله: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ»، وقولِه: «أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ الصَّلاةُ، وأَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ فِي الدِّمَاءِ»، وقولِه: «لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِن؛ لأَكَبَّهُمُ اللَّهُ فِي النَّارِ»، وقولِه:«إذَا التَقَى المُسْلِمَانِ بسَيْفَيْهِما فَالقَاتِلُ والمَقْتُولُ في النَّارِ، قيل: يا رَسولَ اللَّهِ، هذا القَاتِلُ، فَما بَالُ المَقْتُولِ؟ قالَ:إنَّه كانَ حَرِيصًا علَى قَتْلِ صَاحِبِهِ».
وأكد أن مما يرتبط بليلة القدر عبادة «الدعاء»، ويظن كثيرون أن «عبادة» الدعاء عبادة ثانوية، أو هي عبادة مأمور بها على سبيل الندب والاستحباب، وأن العبد مخير بين أدائها وتركها. وكل ذلكم ظن خاطئ، والحقيقة هي: أن الدعاء عبادة مأمور بها في آيات كثيرة من آيات القرآن، أُمر بها النبي كما أُمر بها المؤمنون سواء بسواء، من ذلك قوله تعالى مخاطبا نبيه ﴿وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ﴾، ﴿وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾، ﴿وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ﴾.
أوضح أن من ذلك أمره تعالى عباده المؤمنين بالدُّعاءِ، وآياتٍ كثيرةٍ تتَضمَّن أمرًا بالدُّعاءِ والتَّعَبُّدِ به، وبعضُها يُشير إلى صفة «الخشوع والضَّراعة» التي ينبغي أن يتَّصفَ بها الدَّاعي حال دُعائه، مع استحباب الخفاءِ في الذِّكْرِ وفي الدُّعاءِ لا يَعني ذمَّ الجَهْرِ بالدُّعاءِ أو النَّهيَ عنه، كيف! وكلُّ ما نُقِلَ لنا من أذْكَارِه -ﷺ- وأدعيتِه كان جَهْرًا، ولو أنَّه كان سِرًّا لما نُقِلَ إلينا شيءٌ منها، ومن شروط الدَّاعي أن يكون مَطعَمُه حلالًا، ومَلْبَسُه حلالًا، وأيضًا من شروطِه: ألَّا يَتَعجَّلَ الإجابةَ؛ أن يَستَنفِدَ العبدُ -مع الدُّعاء- كلَّ الأسبابِ اللازمة لنَيْلِ المطالب وبُلوغِ الآمال، والدليلُ على ذلك أنَّ القرآنَ الذي أمَرَ النَّبيَّ بالدُّعاء، وأمَرَ به المؤمنين مِن ورائِه هو القرآنُ نَفْسُه الذي أمَرَهم بأن يُعِدُّوا العُدَّةَ للأمر قَدْرَ الطَّاقة، وقَدْرَ المستطاع ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾. وهناك دعوات مُستجابة لا تُغْلَق في وَجْهِها أبواب السَّماء أبدًا، في مُقدِّمتها، بل على رأسِها: دعوةُ «المظلوم» ودعوة الوالد على وَلَدِه الذي يَعُقُّه ويُؤذيه ويَظلِمه، ثم دعوةُ الصَّائمِ حين يُفطر، ودعوةُ الإمامِ العادل، ودعاء العبدِ لأخيه بظَهْرِ الغيب، والولَدِ لوالديه، ودعاء الذين يَذْكُرون الله كثيرًا، ودعوةُ المريضِ والمُبْتَلَى وكثيرِ التعرُّف على الله في الرَّخاءِ والشِّدَّة، وحاملِ القُرآن.
00000000000000000000
“الطيب” يهدي “السيسي” نسخة فريدة من نوادر مصاحف الأزهر
أهدى فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، الرئيس عبدالفتاح السيسي، نسخة فريدة من مصحف الأزهر من نوادر المصاحف، استخدمت الزخارف الهندسية في هذه النسخة النادرة المستوحاة من المخطوطات القرآنية النفيسة التي ترجع للحقبتين الإيلخانية والمملوكية، مع مقاربة للألوان المستخدمة في التذهيب والزخرفة، وطُبع هذا الإصدار باستخدام أجود أنواع الورق المعمر المصنوع من القطن الصافي والخالي من الأحماض؛ للمحافظة على رونق الألوان زمنا طويلا.
استخدمت في هذا الإصدار من المصحف الشريف تقنية رقمية أعدت خصيصا لمواءمة الألوان التي تحاكي الألوان الطبيعية المشاهدة في المخطوطات المصحفية المحفوظة في المتاحف، وبدرجة عالية من الجودة باستخدام تقنية الطباعة بالأشعة فوق البنفسجية التي تسمح بالمحافظة على جودتها ورونقها بما يزيد على المائة سنة حسب التجارب المخبرية التي تمت عليها، كما استخدم في البطانة الداخلية الأنماط الزخرفية النباتية، استحضارا للتراث الفني الزخرفي الإسلامي الموروث من المخطوطات الفنية الإسلامية.
تم تحضير غلاف المصحف من جلد البقر الطبيعي الصافي المدبوغ نباتيا، تم صبغه وتركيبه ونقشه يدويا على طريقة الأقدمين، وعلى غرار المصاحف المملوكية المحفوظة في المكتبات والمتاحف المصرية، مستخدمين الأنماط الهندسية في التذهيب والنقش الحراري الغائر للتوريق النباتي، وتم تنضيده باستخدام خط الملك فؤاد، الذي أعيد تجديده آليا بواسطة برنامج خاص على الحاسوب، اعتمادا على ما كان كتبه الخطاط محمد جعفر بك، المتوفى سنة ١٩١٦م، واضع القاعدة النسخية للمطبعة الأميرية التي تمثل أبدع قاعدة خطية شهدها العالم الإسلامي، فكان أول مصحف أصيل مطبوع بالحروف المعدنية المنفصلة في مصلحة المساحة سنة ١٣٤٢هـ- ١٩٢٤م حتى كان غاية في الجمال.
تعد هذه النسخة الفريدة من نوادر المصاحف، واستغرق العمل فيه قرابة العشرين سنة، وقد طُبعت بدقة كبيرة تماثل ما كان يُعمل به قديما في دول وبلاد الإسلام، ويعتبر هذا العمل مفخرة من مفاخر الحضارة الإسلامية الموروثة عن الفنون الإسلامية الخاصة في عمل المصاحف كتابة وزخرفة وتجليدا.
000000000000000000000
د. مختار جمعة:
تكريم أهل القرآن.. يؤكد اهتمام الدولة بخدمة كتاب الله وإكرام أهله
أكد د. مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن احتفاءنا السنوي بليلة القدر وتكريم أهل القرآن لَيؤكِّدُ اهتمام الدولة المصرية بخدمة القرآن الكريم وإكرام أهله وإعلاء كلمة الحق كتابًا وسنة، حيث يقول نبينا: “تركتُ فيكم ما إن اعتصمتُم به لن تَضِلُّوا أبدًا، كتابَ اللهِ، وسُنَّتي”، فالقرآن كتاب الله الذي “لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ”، فهو أصدق الحديث وأعذبه وأبلغه وأجمله “وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا”، “وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا“.
أضاف: “لم تلبث الجن إذ سمعت القرآن أن قالوا: “إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا”، ويقول نبينا: “إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاسِ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، من هُم؟ قالَ: هم أَهْلُ القرآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ”، ويقول “إنَّ من إجلالِ اللَّهِ إِكْرامَ ذي الشَّيبةِ المسلِمِ، وحاملِ القرآنِ غيرِ الغالي فيهِ والجافي عنهُ، وإِكْرامَ ذي السُّلطانِ المقسِطِ”.
فتكريم الرئيس اليوم لأهل القرآن إنما هو من إجلال الله وتعظيم شعائره، فنسأل الله أن يديم عليك هذه النعمة وأن يجزيك عنا وعن القرآن وأهله خير الجزاء.
تابع الوزير: “إن عنايتنا بالقرآن لم تقف عند حدود حفظه وتجويده إنما هي عناية بكل ما يتصل بالقرآن حفظًا وتفسيرًا ودراسة وفهمًا، وإن المسابقة العالمية التاسعة والعشرين التي نظمتها الوزارة والتي يَشرُف أوائلها بتكريم سيادتكم لهم اليوم تضمنت عدة محاور أساسيةٍ تتعلق بتفسير القرآن وفهم معانيه ومقاصده السامية، فالنص ثابت مقدس، وهو معطاء إلى يوم القيامة، وعلينا أن نبذل أقصى طاقتنا في فهمه فهمًا صحيحًا وتطبيقه تطبيقًا دقيقًا يسهم في صنع الحضارة وترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية، ويصل بنا إلى سبيل النجاة بإذن الله، يطيب لي سيادة الرئيس أن أتوجّه باسمي واسم جميع أئمة الأوقاف والعاملين بها بخالص الشكر والتقدير والامتنان لسيادتكم على عنايتكم الكريمة بعمارة بيوت الله- مبنى ومعنى- لتصبح مناراتٍ عظيمةً لنشر صحيح الدين، تسهم في بناء الإنسان والأوطان، وتدعم حق العيش الإنساني المشترك.
كما نشكر جميعًا حرص سيادتكم الدائم على تحسين الأحوال العلمية والمالية للأئمة- ومن بينها وليس آخرها إن شاء الله- تلك الزيادة التي وجّهتم بها في بدل صعود المنبر وتم تطبيقها من أول مارس 2023م، فلطالما وجهتم سيادتكم بالتحسين الدائم لأحوال الأئمة المالية كلما استطعنا أن نعظّم موارد الوزارة الذاتية، فجزاكم الله عنَّا وعن الأئمة والعلماء والخطاب الديني وعمارة بيوت الله خير الجزاء.
وأنهي الوزير قائلا: اسمحوا لي سيادة الرئيس أن أشرف بإهدائكم نسخة عظيمة من كتاب الله، سائلا الله أن يحفظنا وإياكم ومصر وأهلها ببركة القرآن.