صدر حديثا..كتاب الدولة وأمنها القومي في عالم الذكاء الاصطناعي وتشابكاته للدكتورة هبه جمال الدين الاستاذ المساعد بمعهد التخطيط القومي عن مؤسسة دار المعارف في أبريل ٢٠٢٣.
يقدم الكتاب طرحا مهما حول اشكالية تأثير الذكاء الاصطناعي والامن السيبراني والسياسة الحيوية علي اركان الدولة ووظائفها وما تحمله من تحديات للأمن القومي وآشكاليات تتعلق بالنظام الدولي ومقدرات القوي.
وقد طرح الكتاب عدة اشكاليات مهمة دارت حول غياب اتفاق دولي حول اخلاقيات العلم، وما يحمله من تهديد صريح للأمن القومي، بل وبقاء الدول ذاتها. فبين النهم العلمي تاتي المخاطر فقد أصبحنا على حافة الحرب دون سابقة انذار أو مقدمات مسبقة، ودخلنا سباق تسلح غير معلوم الفاعل والمستفيد. وأضحي الهجوم السيبراني مشروعا؛ تطلع به دول بذاتها وتنافسها الأفراد، والشركات وزادت مشروعيته لاختراق الجسم البشري، فتهديد السيادة ليس فقط على الدول، وأنما تمتد للأفراد وحياتهم. في ضوء منظومة من الردع السيبراني الذي يعد ركيزة تستند على العقل والمعرفة والفكر فالمحدد هو امتلاك القدرات البشرية والعقلية القادرة وليس فقط التقنية، فقد تهزم دول عظمي في ساحات الحرب السيبرانية التي تخلو من السلطة العليا المنظمة التي تشبه الآن حرب الكل ضد الكل وكأننا نعيش في حالة الطبيعة الأولي. فهذه الحالة التي نشهدها في ظل علم الجينات السياسية الذي عمل على تغير طبيعة السكان فظهر السايبورغ والبيوروبوت، وأنترنت الأجسام الذي غير من طبيعة البشر، وعلاقتهم. وبالتبعية القوانين المنظمة لتفاعلاتهم وما يتضمنه ذلك من تهديدات للأمن القومي بمختلف ركائزه؛ التي تمتد للسيادة ، وممارسة السلطة على إقليمها بحدوده السياسية المتعارف عليها ، والتي أضحت محل تهديد في ظل تطويع التكنولوجيا الجديدة للإستيلاء على الارض كذريعة للتوسع والاستعمار.
ومع هذا العلم والتطور يقتضي على المشرع والسياسي الوقوف على أبعاد العلم الجديد، وتأثيره على الأمن القومي والتأهب عبر القوانين والتشريعات، والاتفاقات لتقليل آثارها وما تحمله من تهديدات تمس سيادة الدول واستقراراها ،وفي الوقت ذاته مع الحرص على امتلاك التكنولوجيا والقدرات البشرية القادرة على النهضة العلمية للأمم، فالعالم أصبح يقاس بالقدرة التكنولوجية وامتلاك المعرفة جمبا إلى جمب مع القدرة العسكرية والاقتصادية والبشرية للأمم.