في إطار دور وزارة الأوقاف التنويري والتثقيفي، وغرس القيم الإيمانية والوطنية الصحيحة، ألقى معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف اليوم الجمعة 16/ 6/ 2023م خطبة الجمعة بمسجد “سيدي محمد شبل الأسود” بمدينة الشهداء بمحافظة المنوفية، بعنوان: “مفهوم العمل الصالح وفضائل العشر”، بحضور سيادة اللواء/ إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية، ومعالي اللواء/ هشام آمنه وزير التنمية المحلية، والأستاذ الدكتور/ شوقي علام مفتي الديار المصرية، والدكتور/ مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والأستاذ/ محمد إبراهيم موسى نائب المحافظ، واللواء/ عماد يوسف سكرتير عام المحافظة، واللواء/ وليد البيلي السكرتير المساعد، والعميد/ أحمد أبو الغار المستشار العسكري، والمستشار/ إبراهيم أبو زهرة رئيس محكمة شبين الكوم الابتدائية، والشيخ/ صبري ياسين دويدار مسئول ملف الاتصال السياسي بوزارة الأوقاف، والدكتور/ أشرف فهمي موسى مدير عام الإدارة العامة للتدريب بوزارة الأوقاف، والشيخ/ زكريا الخطيب مدير مديرية أوقاف المنوفية، والدكتور/ خالد عبد السلام وكيل مديرية أوقاف المنوفية، وجمع غفير من رواد المسجد.
وخلال خطبته أشار أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف إلى قول النبي (صلى الله عليه وسلم): “إِنَّ لِرَبِّكُمْ عزَّ وجلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أبدًا”، مؤكدًا أننا في أيام طيبة مباركة وقد تهيأ الناس لاستقبال أفضل أيام الدنيا أيام العشر وفيها يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “أفضلُ أيامِ الدنيا أيامُ العشْرِ”، ويقول سبحانه: “وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ”، وأهل العلم على أن الأيام المعلومات هي الأيام العشر الأول من ذي الحجة، وفيها يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “مَا مِنْ أيَّامٍ العَمَلُ الصَّالحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إلى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأيَّامِ العَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، ولا الجهادُ في سَبِيلِ اللهِ؟ فقال (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم): ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ، إلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ”، وذلك لأن فضل الله (عز وجل) على خلقه فيها عظيم للحجيج وغير الحجيج، فللحجيج سعيهم وطوافهم ووقوفهم بعرفة، وهديهم ونسكهم وصلاتهم في المسجدين، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): “صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ”، فعلى الحجيج أن يغتنموا الفرصة، فلا يضيعوا وقتًا، فلا تدري من يعيش لقابل، ومن يدري أتتهيأ له الفرصة مرة أخرى أم لا؟ فلا تنشغل إلا بالنسك وبأركان الحج، والحفاظ على الصلاة في المسجدين ما وسعك ذلك، على أن لا تؤذي أحدًا، والحرص كل الحرص على الصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي، ولا تجادل ولا تماري ولا تجهل، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): “منْ حجَّ فَلَم يرْفُثْ، وَلَم يفْسُقْ، رجَع كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ”.
مؤكدًا أن الله سبحانه وتعالى شاءت إرادته ألا يحرم أحدًا من الفضل، فأبواب الخير عديدة، فلغير الحجيج يوم عرفة وفيه يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ”، فمن الآن وطن نفسك على صوم عرفة، وكان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يصوم تسعًا من ذي الحجة والاثنين والخميس وثلاثة أيام من كل شهر، فإذا استطعت أن تصوم التسعة أيام الأول من شهر ذي الحجة فهذا فضل عظيم، واحرص على يوم عرفة، على أن الحرص على أداء الصلاة في وقتها في المسجد فضل عظيم، يقول الحق سبحانه: “وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ”.
كما أكد وزير الأوقاف أن التوسعة على الفقراء والمساكين في هذه الأيام المباركات من أهم وجوه البر والعمل الصالح، فقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول قبل العيد: “أغنوهم عَن طوافِ هذا اليومِ”، فمن الآن اكسرهم وأطعموهم وأغنوهم وأعطوهم، وكما يتوسع الناس من الصدقات في رمضان قبل عيد الفطر عليهم أن يتوسعوا من الصدقات في هذه الأيام، والإكثار من التهليل والتحميد والتكبير سواء من الحجاج أم من غيرهم، حيث يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): “ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميد” مع التوسعة على الفقراء والمساكين حتى لا يكون بيننا محتاج يوم العيد أو في هذه الأيام، مؤكدًا أن الأضحية سنة مؤكدة عن سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكما تجوز بالمباشرة تجوز بالصك الذي يصل إلى الأولى بالرعاية في عزة وكرامة في منظومة منضبطة.
وأكد وزير الأوقاف أننا في أشهر حرم وأيام مباركة، داعيًا كل الفرقاء في العالم لوقف الحروب ونزيف الدماء وبخاصة في هذه الأشهر الحرم، مذكرًا بقول سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حجة الوداع، وهي الحجة الوحيدة التي حجها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال فيها: “إنَّ دِمَاءَكُمْ وأَمْوَالَكُمْ علَيْكُم حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا، إلى يَومِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، ألَا هلْ بَلَّغْتُ؟، قالوا: نَعَمْ، قالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ ” ونحن الآن في الأشهر الحرم، و مقبلون على العشر الأول من ذي الحجة، “فإنَّ دِمَاءَكُمْ وأَمْوَالَكُمْ علَيْكُم حَرَامٌ” وها نحن يا سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نبلغ عنك كل فرقاء الإنسانية، اتقوا الله: “فإنَّ دِمَاءَكُمْ وأَمْوَالَكُمْ علَيْكُم حَرَامٌ”، اتقوا الله في الدماء، اتقوا الله في الدماء، يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “لا يزالُ المرءُ في فُسْحَةٍ من دينِهِ ما لم يُصِبْ دمًا حرامًا”، فاتقوا الله في الدماء، اتقوا الله في الأطفال، اتقوا الله في الضعفاء، اتقوا الله في كبار السن، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في دولكم، اتقوا الله في ممتلكات بلادكم، اتقوا الله في الإنسانية، اتقوا الله في الأيام الحرام، وفي الأشهر الحرام، اتقوا الله، فإننا جميعًا معروضون عليه ولا ندري لعلنا بعد ثوان أو دقائق أو ساعات سيقال لنا: “وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ”، فماذا أنتم قائلون لربكم عن دماء تسفك، بإمكانكم إذا أصلحتم ذات بينكم وجلستم إلى كلمة سواء أن تتفادوا سفك هذه الدماء، المصالح العليا للأوطان مقدمة على كل شيء، وحفظ الدم الإنساني حتم واجب أيًّا كان، بغض النظر عن الدين أو الجنس أو اللون أو العرق فكل الدماء محفوظة ومصانة.
وفي ختام خطبته وجه وزير الأوقاف تهنئة لأهالي محافظة المنوفية بعيدهم القومي، وبتطوير هذا المسجد في ظل دور الدولة المصرية واهتمامها بعمارة بيوت الله (عز وجل) مبنى ومعنى، وبخاصة المساجد الأثرية، ذات البعد التاريخي، ومساجد آل بيت سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في اهتمام غير مسبوق، وفي تنسيق وتعاون بين كل الجهات المعنية بذلك في الدولة المصرية.