كتب مصطفى ياسين
أعرب مشايخ ومريدو الصوفية عن شكرهم للرئيس عبدالفتاح السيسى، لتوجيهاته ودعمه بتجديد وتطوير مساجد ومقامات آل البيت والتى شملت مساجد سيدنا الحسين والسيدة نفيسة والسيدة زينب رضى الله عنهم أجمعين، وقريبا يشمل مساجد ومقامات الصحابة والتابعين والصالحين والمساجد التاريخية مثل الإمام الرفاعي والسلطان حسن وغيرها.
جاء ذلك خلال تلبية دعوة د. عبدالهادي القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، زعيم الأغلبية في مجلس النواب، لمشايخ الصوفية ومريديها بزيارة مسجد المشيرة أم هاشم بعد افتتاح الرئيس السيسى لأعمال تطويره وتجديده.
اشاد “د. القصبي” بجهود الدولة المصرية الحديثة في خدمة الدعوة وتجديد الخطاب الديني، بجانب تحديث وتطوير مساجد مصر كافة، والتاريخية خاصة، وعلى رأسها مساجد آل البيت والصحابة والتابعين والصالحين. مؤكداً أن مصر والمصريين لم يتوانوا لحظة في خدمة الدين والوطن، وفى القلب منهم الصوفية، طوال تاريخهم المجيد.
وقال السيد طارق يس الرفاعي، شيخ الطريقة الرفاعية: ما شهدته المساجد في الفترة الأخيرة من تجديد وتحديث فى المبنى والمعنى لم يكن ليتم لولا توجيهات واهتمام الرئيس السيسى بضرورة نشر الوعى وتصحيح المفاهيم وتفنيد ودحض الأفكار المتطرفة والمغلوطة.
وأكد السيد سالم الجازولى، شيخ الطريقة الجازولية، أن اهتمام الدولة المصرية الحديثة بمساجد ومقامات آل البيت يضاعف من مسئولية الطرق الصوفية فى القيام بواجبها الدعوى والتنويرى لنشر صحيح الدين، والتعريف بالمنهج الصوفي الذي نشر الإسلام في ربوع الوطن وأفريقيا.
مصر أم الدنيا
نفس المبدأ أكده المحتفلون بمولد سيدى مصطفى الشريف وزوجته أم الرجال، والذى أقامه أبناؤهم ومريدوهم من أبناء الطريقة الرفاعية، بمنطقة الأندلس بحى المرج، بحضور شيخ عموم السادة الرفاعية، السيد طارق يس الرفاعي، السيد احمد يحيى الزينى، وكيل عام الطريقة الرفاعية، وعدد كبير من العلماء والدعاة، تلبية لدعوة السيد إبراهيم مصطفى الشريف الرفاعي، وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية.
فأشاد د. احمد البوصيلى، الأستاذ بجامعة الأزهر، بجهود الدولة المصرية وتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بتطوير وتحديث مساجد ومقامات آل البيت ومسارهم فى مصر، ما يبرز دور مصر الكبير في دعم وخدمة الدين والدعوة.
قال البوصيلى: التاريخ يعيد نفسه وتقف مصر مع أشقائها النازحين من مختلف الدول العربية والإسلامية، وكما استضافت عددا من آل البيت والصحابة والتابعين، ها هى تستضيف أبناء الوطن العربي الذين يعانون ظروفا سياسية أو اقتصادية أو غيرها، بلا تمييز أو تفرقة بينهم والمصريين، لذا سميت أم الدنيا.
وطالب البوصيلى باستثمار وسائل التواصل الاجتماعي والاعلامى الحديثة في مزيد من التقرب إلى الله وخدمة الدين والدعوة والمجتمع وليس الإلهاء وإضاعة الوقت والجهد والمال فيما لا يفيد.
ودعا الشيخ يسرى عزام، إمام مسجد سيدي عمرو بن العاص بمصر القديمة، لضرورة إحياء مثل هذه المناسبات بتذكر سيرة أصحابها والتعريف بالمنهج النبوى الشريف والمدرسة الصوفية فى تربية وإعداد الأجيال على حب الله والوطن، وركيزتها الأولى حب سيدنا رسول الله.
أوضح السيد إبراهيم الشريف، أن الاحتفال بمولد سيدى مصطفى الشريف وأم الرجال يحضره المريدون والمحبون من مختلف أنحاء الجمهورية، وتتحول فيه المنطقة إلى تجسيد عملى لأخلاق الدين الحنيف فيما بين الحضور والسكان من تعاون وتعاطف وتراحم ومحبة وكأنهم أسرة واحدة.
واجب دينى وإنساني
ولم يقتصر الدور الصوفى، دينيا ووطنيا، على القضايا المحلية المصرية فقط بل شملت الإقليمية والدولية، السياسية والإنسانية، ففي المؤتمر الشعبي الأول من نوعه في مصر، والذى أقامته مشيخة الطريقة العزمية، برئاسة السيد علاء أبو العزائم، بعنوان الصمود الفلسطيني ويقظة الضمير الإنساني)، شدد علماء الدين وشيوخ الطرق الصوفية على ضرورة السعى نحو تشكيل لجان من شتى بقاع الأرض ومن الشرائع كافة لبحث كيفية استغلال حالة الغضب العالمي من الإجرام الصهيوني، لتبصرة الشعوب بضرورة دعم الشعب الفلسطيني واستئصال هذا الكيان الإرهابي من داخل العالم عامة، والمنطقة العربية خاصة.
وطالبوا بعقد مؤتمرات وندوات وورش عمل تناقش نظرة الصهاينة لغيرهم فى أى مكان فى العالم، بغرض تعريف الجميع بخطورة هذا الكيان وأفكاره ومعتقداته، وتوصيل النتائج إلى أعلى مستوى يمكن الوصول إليه من أجل التنفيذ.
ودعوا أحرار العالم وشرفاءه بالضغط على الحكومات المتعاونة مع الكيان الصهيوني بعدم تقديم أي مساعدات أو معدات عسكرية تساعد الكيان على زيادة جرائمه.
وطالبوا المجتمع الدولي بنظرة عادلة ومتوازنة تكون أساسًا للسلام العادل لحل القضية الفلسطينية، والتفرقة بين المقاومة المشروعة للمحتل والعنف.
كما دعوا مفكري الأمة الإسلامية والعربية بتوثيق الثقافة الفلسطينية والعربية والإسلامية في الأراضي المحتلة، والترويج لها عالميًّا، نظرًا لتعمد المحتل محو أي أثر ثقافي للفلسطينيين، بهدف محو ذكرهم من الأرض.
وإطلاق حملة (إنسان لا حيوان) على المستوى العالمي بمشاركة قطاعات من مختلف الشعوب والشرائع، بهدف الرد على وزير الدفاع الصهيوني الذي وصف أهالي غزة بأنهم (حيوانات على صورة بشرية)، وتركز الحملة على فضح نظرة الصهاينة لغيرهم، وخطورة تحقيق مخططاتهم بحكم العالم.
وطالبوا بتحويل القضية الفلسطينية من قضية شعب فلسطين فقط إلى قضية كبرى للأمتين: العربية والإسلامية، ينصرونها بالنفس والنفيس؛ حتى تعود الأرض المقدسة إلى أهلها الذين ينشرون منها السلام والأمن لأصحاب الشرائع كافة.
كما طالبوا بتوثيق أعماله في كتيب يتم نشره، ليكون وثيقة للتاريخ أن الطريقة العزمية أول جهة شعبية تقوم بعقد هذا المؤتمر في مصر في ظل حرب الإبادة الدائرة في فلسطين الآن.