كثيرا فى هذه الأيام أرى رسائل عديدة يرسلها بعض الناس يقولون في مضمونها نعتذر منكم وأرجوا أن تسامحونا ولقد سامحنا كل إنسان أساء إلينا، معقول بهذه البساطة بعدما وقعتم فى عرض بعض وأكلتم أموال بعض وهتكتم ستر بعض وتخليتم عن بعضكم البعض فى أشد المواقف وأصعبها، الأن ينتهى كل ذلك برسالة إعتذار عامة عبر مواقع التواصل وتتصوروا أنكم بذلك قد تخلصتم من حمل ثقيل كان جاثما على قلوبكم ثم تنامون بعد كلمة واحدة مرتاحى الضمير وكأن شيئاً لم يحدث ، والله لو كان الأمر كذلك لكان أسهل شيء فى هذه الحياة هى كلمة الإعتذار ولأصبحنا جميعا لا نخاف الحساب يوم القيامة ، ولا وقوفنا بين يديه سبحانه يسألنا عن القليل والكثير ، ذلك لأننا بنفس البساطة الشديدة التى اعتذرنا بها أصبحنا نتصور أن الأمر إنتهى ولم يعد علينا حقوق لأحد، أتدرون لماذا؟ لأننا اعتذرنا !!!!! أتعجب كل العجب من هؤلاء الذين ينهون كل شيء بكلمة إعتذار عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛؛ هيهات هيهات أن يكون الأمر ليس إلا إعتذار ،لو كان الأمر كذلك ما كان هناك يوم القيامة مظالم كثيرة للعباد بيننا جميعا يأخذ فيها كل صاحب حق حقه ممن ظلمه، ممن اغتابه أو تسبب فى جرح أليم له، أو نهش فى عرضه، أو أكل ميراث أخواته، أو أكل أموال اليتامى ظلما، هل تتصورن حقا أنها كلمة بسيطة تقولونها تستطيع أن تجبر كسر الخواطر الذى شعر معه صاحبه بأن نياط قلبه يتمزق ألما من قهر الناس له، هل حقا الأمر هين فليس إلا أعتذار، وإن افترضت أن الأمر كلمة إعتذار نقولها للناس، فماذا سنقول لرب الناس؟؟؟؟؟ عندما تقفون بين يديه سبحانه يسألكم عن تلك الحقوق، أرجوكم لا تنسوا أن تكون اجابتكم( اعتذرنا ) وأين الحقوق؟ قولوا اعتذرنا !!! وإين أموال الناس؟ قولوا اعتذرنا !!! فالأمر لم يكن يستدعى غير كلمة عابرة تسمى ( إعتذار) أعتقد أعزائى القراء أن الأمر أكبر من ذلك فهو يحتاج إلى أن نأتى بأصحاب الحقوق هؤلاء ونحاول أن نسترضيهم ونتحلل مما فعلن بهم ولا نتركهم إلا بعد أمرين، أولهما أن نرد لهم مظلمتهم ، والثانية نستسمحهم بقوة حتى يخبرونا بأنهم قد سامحونا لأن مظالم العباد شيء خطير جدا جدا، ولن يقدر على هذه المظالم أحد يوم القيامة، فتحللوا من بعض الأن قبل أن يأتى يوم يعض الظالم فيه على يديه مما فرط فى حق الله وحق العباد، اليوم عندنا بعض الوقت للاعتذار الشديد لكل من أسأنا لهم ثم نبتهل ونحن على أبواب الخير والرحمات أن يتقبلنا الله تعالى ويغفر لنا ذنوبنا واسرافنا فى أمرنا وندعوا بقوة وكلنا رجاء فى عفو الله وأيضا خوف ألا تقبل معذرتنا فلم نرد الحقوق لأصحابها وتهاونا كثيرا، وأرجوكم ألا يكون التضرع إلى الله أيضاً ليس إلا كلمة إعتذار.