لشهر شعبان فضل عظيم، لأنه الاستعداد الروحي لشهر رمضان، وسُمِّي شعبان لأن الناس يتشعَّبون فيه للخير، وصدق القائل:
يا شهر الخير يا شهر النبي العدنان.
وشعبان شهر الصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله، فقد نزل فيه قول الله تعالي: “إن الله وملائكته يصلّون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما”.
وشعبان شهر تحويل القبلة، فقد صلي النبي ناحية المسجد الأقصى خمسة عشر شهرا أو ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا أو ثمانية عشر شهرا.
وكان صلى الله عليه وسلم، يتمني في نفسه أن يحوَّل إلي ناحية المسجد الحرام، فحقق الله أمنيته، وتم تحويل القبلة بأمر إلهي في ليلة النصف من شعبان، وأنزل الله تعالي قوله: “قد نرى تقلّب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره”. فتحويل القبلة جبرا لخاطر سيدنا رسول الله، وتحقيقا لرغبته ويستحب الإكثار من الصيام في شهر شعبان، فكان النبي يصوم شعبان إلا قليلا، عن أسامة بن زيد- رضى الله عنه- أنه سأل النبي: يا رسول الله، لم أرك تكثر من الصيام في شهر من الشهور إلا في شهر شعبان؟! فقال النبي: “ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وشهر تُرفع فيه الأعمال إلي الله عزَّ وجلَّ، وأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم”.
وختاما، فإن رجب شهر الزرع، وشعبان شهر سقي الزرع، ورمضان شهر حصاد الزرع، فاللهم بلِّغنا رمضان.