طـــــــارق عبـــــــدالله
حلت أمس الثلاثاء، الذكرى الـ13 على رحيل د. محمد المسير- أستاذ العقيدة والفلسفة جامعة الأزهر- الذي وصفته المشيخة بقولها:” حارب كل الأفكار الضالة والشاذة”.
“كان واضحاً مع النفس صادقاً معها، اتخذ الصراحة مبدأ ونبراساً طوال حياته، حارب كل الأفكار الضالة والشاذة، التي سادت عصره ومازال على فكره هذا حتى لقى ربه”. بهذه الكلمات وصف موقع الأزهر الراحل د. المسير الذي تحل ذكرى وفاته الخامسة عشرة هذه الأيام، حيث توفي 2 نوفمبر 2008. وكان من الأئمة المجتهدين الذين أوقفوا حياتهم للزود عن كتاب الله وسنة نبيه.
ولد د. محمد سيد المسير، بمنطقة الدرب الأحمر، بالقاهرة في 8 يونيو 1948م، لأسرة تعود بجذورها إلى قرية “طبلوها” مركز تلا، المنوفية، فوالده العالم الأزهري الراحل د. سيد أحمد المسير- رئيس قسم الدعوة بجامعة الأزهر- حفظ القرآن وهو في سن الحادية عشرة وتلقّى تعليمه الأولي في كتّاب قريته، ثمّ انتقل إلى الأزهر فكان الأول على الجمهورية في الشهادة الإعدادية عام 1964م، والسادس عشر في الشهادة الثانوية، التحق بكلية أصول الدين قسم العقيدة والفلسفة الإسلامية وتخرج 1973م ثم حصل على الدكتوراه في العقيدة والفلسفة ومقارنة الأديان 1978م، وعمل أستاذاً للعقيدة بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر.
مسيرة حافلة
أعير د. المسير أستاذاً مشاركاً ورئيساً لقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في كلية التربية فرع جامعة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة 1983-1987م، ثم أستاذاً للعقيدة والأديان في كلية الدعوة وأصول الدين جامعة أم القرى بمكة المكرمة 1993 -1998م. كما أنتدب للتدريس في كليتي التربية والعلوم- جامعة قناة السويس بالإسماعيلية، على مدى سنوات عدة، وقام بالتدريس في دورات معهد الإذاعة والتليفزيون بوزارة الإعلام، ودورات تدريب الأئمة ومراكز الثقافة بوزارة الأوقاف، ومعهد الدراسات الإسلامية بالزمالك التابع لوزارة التعليم العالي.
قام بالتدريس في دورات معهد الإذاعة والتليفزيون بوزارة الإعلام، ودورات تدريب الأئمة ومراكز الثقافة بالأوقاف، ومعهد الدراسات الإسلامية بالزمالك التابع لوزارة التعليم العالى. شارك في لجان الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية.
شارك في عضوية لجنة اختيار قراء القرآن بالتليفزيون 1989م، كما عمل مستشارا لوزير الأوقاف سنة 1992، وشارك بنشاط واسع في الإعلام المقروء والمسموع والمرئي بمصر والعالم الإسلامي.
تُرجمت بعض كتبة إلى لغات عدة منها: الإندونيسية والماليزية والألبانية. كما شارك في كثير من المؤتمرات العالمية والملتقيات الفكرية داخل وخارج مصر.
أطلق قبل وفاته حملة قومية لعودة “الحياء” إلى الشارع بعد انتشار ظاهرة العري والانحطاط الأخلاقي.
وشارك في لجان الاختبار لجائزة الملك فيصل العالمية، ولجنة اختيار قراء القران بالتليفزيون 1989م، وعمل وعضواً بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
شهادة طبيب
أثرى د. المسير المكتبة الإسلامية بأكثر من 40 كتاباً في شتى صنوف العلوم الإسلامية، منها:” الشفاعة في الإسلام، الرسالة والرسل في العقيدة الإسلامية، المدخل لدراسة الأديان، قضية التكفير في الفكر الإسلامي، وقضايا في الفكر الإسلامي، أخلاق الأسرة المسلمة، الإلهيات في العقيدة الإسلامية، الرسول صلى الله عليه وسلم وقضايا المجتمع.
رحل عن عمر ناهز الـ 60 عاماً بعد صراع مع مرض الكبد استمر نحو 15 عاما، وقد ذكر طبيبه المعالج أنه كان بجواره قبل وفاته بقليل فيقول:” كنت عند سريره عندما دخل في نزاع الموت وهى مرحلة يفقد فيها المخ التحكم على أعضاء الجسم ويفقد فيها المريض وعيه تماماً ويقشعر له بدني رؤيتي للسبابة اليمنى للشيخ فقد كانت العضو الوحيد الذي يتحرك كانت تتحرك كما لو كان في التشهد وكما لو كان مقام اللسان في نطق الشهادة أدرك وقتها أن جوارح الشيخ كانت في طاعة ربها على الدوام، فقد صدق قلبه وعقله ولسانه طوال حياته فصدقت جوارحه عند مماته”.