تواجهنا الحياة يوماً بعد آخر، بآلامها وصعابها، بَيْد أنَّ الله عز وجل يُهون كلَّ ذلك على عبده المؤمن الذي يُدرك قيمة حياته التي هيأها الله له، عاملاً بجدٍ وإخلاصٍ منتمياً لدينه ووطنه وأمته بكل ما أوتي من عزيمة وإصرار لرفعة شأن ومكانة الدين والوطن.
يمر العمر.. وتنقضي أيامه.. ويبقى الأثر الطيب المرجوا من هذه الحياة هو عمارة الأرض وطاعة الله عز وجل يقول جل من قائل:”وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” فعبادة الله سبحانه تستوجب على الإنسان أن يكون مجتهداً في الطاعة والعبادة بصدق وإخلاص ويقين، وأن يكون دائم الصلة بالله وأن يسخر كل إمكانياته للاستفادة من خير الأيام المباركة والصالحة التي تعقب كل يوم يمر علينا في حياتنا.
تبقى الحياة بخيرها وظلالها تنثر الخير على الجميع، فهناك من يتغلب شره عليه بسوء فعاله، وهناك من يتأهب لها بصدق وعزيمة وخير، محباً مجتهداً في إرضاء الله بأفعاله قبل أقواله وهذا سلوك المؤمن النقي الذي لا يُحب الشر ولا يُريدُ أن يَخوض مع أهل البغي والفحشاء في أقوالهم وأفعالهم، ويجتهد قدر الاستطاعة في أن يقبضه الله على عمل صالح يلقى به الله عز وجل، فكم من أُناس كانوا بيننا بِشرورهم وسوء فعالهم، رَحلوا وبقي أثرهم!!
وختاماً: علينا أن نجتهد قدر الاجتهاد في الحياة وأن نُراعِي الله في النَّفَسِ الذي يَخرجُ من أفواهنا، وأن نَحْفظَ مصارف الأموال وطريقة اكتسابها حتى لا تَخُوننا أيامنا ونبتلى ثم نحاسب على ما لم نُحِط به خُبراً بِسبب ما اقترفناه من جلب أموال وقول أقوالٍ لا تُناسب ما أتُمِنَّا عليه من الله سبحانه، وهنا لا يسعني إلا قول الله تعالى :” فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور.