لدينا كنوز وتاريخ “آيل للسقوط”.. ونطالب المسئولين سرعة التدخل لإنقاذنا
نناشد وزير الأوقاف سرعة صرف ريع أوقاف الجمعية بعد أنصاف القضاء لنا
نساهم في دعم خطط التنمية والتعمير من خلال الخرائط والدراسات وخبراتنا
بشرة خير: زيارة وزيرا الاتصالات والتضامن لنا مؤخرا لرقمنة كنوزنا
حوار – جمال سالم:
يقول المفكر الكبير جمال حمدان ” لا ثقافة بدون جغرافيا.. لا سياسة بدون جغرافيا.. لا تاريخ بدون جغرافيا..لا عمران بدون جغرافيا..لا اقتصاد بدون جغرافيا”.. لما لا هي قارئة شخصية الأقاليم والمدن، راسمة حدودها وملامحها، وواضعة الحلول لمشكلاتها، والناطقة بكل ما يحتويه بواطن الأرض من كنوز حتى يستفيد منها البشر الذين سخر الله لهم ما في الأرض والسماء.. من هنا تأتي أهمية الحوار مع الأستاذ الدكتور محمد زكي السديمي، رئيس الجمعية الجغرافية المصرية والعميد والسابق لكلية الآداب – جامعة طنطا حول تحديات الماضي والحاضر وآفاق المستقبل، والأهمية التاريخية والعالمية للجمعية لصرح جغرافي وتاريخي لمصر، وخاصة أن ما يدور في عالمنا المعاصر الآن هو ترجمة حقيقيىة لأمية الجغرافيا في تأصيل المشكلات السياسية وسعي للأمم المتحدة لإيجاد حلول لها بدلا من المواجهات العسكرية
** تستعد الجمعية لعقد مؤتمر عالمي خلال العام القادم تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، فما هي التفاصيل؟.
** بحلول 2025 سيكون قد مر مائة عام على أول كونجرس للإتحاد الجغرافي الدولي، عقد خارج أوروبا، وأمريكا الشمالية حيث تم عقده فى مصر وحضره الملك فؤاد عام 1925 ميلادية، بهذه المناسبة سوف تستضيف الجمعية الجغرافية المصرية هذا المؤتمر فى فبراير 2025 القادم بمناسبة الذكرى المئوية، وهذا سيكون مؤتمرا عالميا فريدا يحضره ضيوف من مختلف قارات العالم، ومن المتوقع أن يتراوح عدد ضيوف المؤتمر نحو ألفي جغرافي مما يمثل طفرة علمية وسياحية
تعود قصة المؤتمر العالمي أنه خلال شهر ابريل 2022 عرض رئيس الاتحاد الجغرافي الدولي ونائبه اقتراحا باستضافة مصر للمؤتمر وهذا مطلب تتصارع كل دول العالم لتنظيمه لأنه شرف عظيم لها، ولم تحظ دول عديدة ومن بينها اسرائيل باستضافة المؤتمر الجغرافي الدولي فيها، ولهذا فإن هذا المؤتمر بعد قرضة ذهبية لمصر، وقد أبدى الأستاذ الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة مشكورا على المشاركة في استضافة هذا المؤتمر بالتعاون مع الجمعية الجغرافية، وكلنا ثقة بنجاح هذا المؤتمر تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي
والحقيقة أن الأيام القليلة الماضية شرفنا بزيارة الجمعية كل من الأستاذ الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والأستاذة الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى، وبحضور الأستاذة الدكتورة هدى بركة، مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتنمية المهارات التكنولوجية وبحثوا معنا آليات دعم الجمعية، والتعاون فى رقمنة مقتنياتها ودعمها فى إعدادها للمؤتمر الجغرافى الدولى عام 2025، وهذه بشرة خير لنا، ونرجو أن يكون هناك بداية لمزيد من الاهتمام من مختلف الوزارات المعنية بالجمعية التي تحمل اسم مصر بما لها من تاريخ عريق
تحديات كبيرة
** على الرغم من اقتراب هذا المؤتمر العالمي إلا أن هناك تحديات عديدة تواجه الجمعية، فما أهم هذه التحديات؟.
** رغم تفضل فخامة الرئيس بقبول رعاية المؤتمر إلا أنه هناك بعض التحديات التي نواجه الجمعية فمثلا يعاني المبني التاريخي العريق للجمعية من الشروخ والتصدعات والمياه الجوفية، عدم وجود كاميرات، نقص المراوح، كلها مشكلات تؤرقنا لأنها تهدد الآلاف من المقتنيات الآثرية بالتلف والسرقة، وخاصة أن هناك كثير من الكنوز المهددة بالضياع إذا لم يتم إصلاح هذه العيوب القاتلة، ورقمنة وحفظ المقتنيات وتحسين عرضها المتحفي والمكتبي، ولك أن تتخيل أن الجمعية منذ أن أنشئت بمرسوم أصدره الخديوي إسماعيل عام 1875 لم يتم عمل أي ترميمات فى المبنى، وللأسف زلزال عام 1990 ميلادية تسبب فى تصدعات كثيرة فى أماكن يصعب أن تتكرر فى مصر مثل: القاعة الملكية التى كانت تحتوى على إثنى عشرة عامود من الزهر منقوش عليها العلم المصري القديم، مصنوع فى فرنسا ونقوش إسلامية بها تصدعات، وشروخ وتحتاج للترميم، كما كانت تضم تماثيل لأسرة محمد علي، فى البهو، وللأسف خوفا عليها من السقوط، تم وضعها فى المخازن
تاريخ مصر
** تمثل الجمعية الجغرافية المصرية جزء رئيسي من تاريخ مصر، وشاهد عيان على تاريخها، فما قصة إنشائها قبل قرابة القرن ونصف القرن؟.
** من باب العلم فإن الجمعيات الجغرافية – بوجه عام – ساهمت كثيرا فى الكشوف الجغرافية فى القرن التاسع عشر، فمثلا في باريس كانت الفكرة إنشاء أول جمعية جغرافية فى التاريخ عام 1821، وكانت الأولى من نوعها، ومن داخل مقرها تم اتخاذ قرار بإنشاء” قناة بنما”، ثم بعد ذلك توالى إنشاء الجمعيات الجغرافية فى العالم منها الجمعية الجغرافية الملكية بلندن، وألمانيا، والمكسيك، وفرانكفورت وغيرهم.
أما فى عالمنا العربي فإن الجمعية الجغرافية المصرية تعد أول حمعية جغرافية عربية، ففى عام 1875 أصدر الخديوي إسماعيل خديوي مصر مرسوما بإنشائها، لتكون تاسع أقدم جمعية جغرافية خارج أوروبا وأمريكا الشمالية من حيث التاريخ، تقع الجمعية في مبنى أثري عتيق داخل أسوار مجلسى النواب والشيوخ، ولا يوجد موقف سيارات خاص بها أو نظام دخول خاص بها، وتمثل بحق متحف فريد يجمع بين الجغرافيا والتاريخ والتراث الشعبى للشعب المصرى وافريقيا وخاصة بلاد أعالى النيل.
الأمن القومي
** تلعب دورا هاما في ترسيخ الأمن القومي المصري من خلال ترسيم الحدود بخرائط تاريخية، فما أهمها؟.
** بلا مبالغة تعد الجمعية نافذة مصر على العالم وأحد مصادر القوة الثقافية الناعمة، وأحد مصادر القوة القومية في تأكيد الأمن القومي المصري وترسيم الحدود مما يقلل مشكلات مصر مع جيرانها، فمثلا من الجمعية خرجت كل الخرائط لمحكمة العدل الدولية لحل مشكلة طابا بين مصر واسرائيل، وجعلت المحكمة تحكم لصالح مصر، وكذلك في مشكلة حلايب وشلاتين بين مصر والسودان تمتلك الجمعية خريطة جغرافية أصلية ل”جون بول” صاحب مشروع منخفض القطارة، وصاحب أقدم كتاب درس مصر، هذه الخريطة أعيد طباعتها عام 1930 وتظهر بها حدود مصر مع خط 22 ما يؤكد أن حلايب وشلاتين مصرية مائة بالمائة، بهذا المستند
تعثر الموارد
** ما هي الموارد التي تعتمد عليها الجمعية في تمويل أنشطتها؟.
** الجمعية لديها مورد رئيسي يتمثل فيما وهبته أسرة محمد على 600 فدان وقف للجمعية، المفروض هذا الوقف يدر دخل سنوى للجمعية حوالى 4 ملايين جنيه، لم نستطع الحصول عليها من الأوقاف، رغم حصولنا على حكم قضائي نهائي بمبلغ 14 مليون جنيه متأخرات على الأوقاف للجمعية، وقامت الأوقاف مؤخرا باعطاء الجمعية مليونين لعمل منظومة إطفاء وكاميرات، أما بقية المبلغ فمازال في حوزة الأوقاف رغم حاجتنا الشديدة إليه للوفاء بمطلباتنا ومرتبات العاملين ومشروعاتنا العلمية والبحثية والميدانية، وناشدنا أكثر من مرة الأوقاف لإسترداد هذه المبالغ ونأمل أن يستجيب قي أسرع وقت
وقف خيري
** ما هي قصة الوقف الخاص بالجمعية الذي يعتبر العمود الفقري لتمويلها ؟.
** أنشأ المرحوم – بإذن الله – محمد راتب باشا بن قوبان بن طبة الجركسي، سردار الجهادية المصرية وقفا تم تدوينه في سجل قيد السندات الشرعية رقم 124 لمحكمة مصر الكبرى الشرعية بتاريخ 4 يوليو 1901رقم مسلسل 960، ويتألف الوقف من نوعين أولهما: أطيان زراعية مساحتها 689 فدانا،11قيراطا ، 12 سهما في قرية كتامة الغابة – بسيون- محافظة غربية، وثانيهما: عقارات كبينة في القاهرة مساحة 20569 مترا مربعا تتوزع في موقعين في حلوان والدرب الأحمر فضلاعن أطيان زراعية مساحة 105 أفدنة و13 قيراطا ، و16 سهما من أرض الوقف على عمارة المدفن الخاص بالواقف، وباقي أرض الوقف أوقفها على نفسه ومن بعده حرمه السيدة كليبري هانم الجركسية، وفي الحجة الشرعية التي أنشأتها السيدة كليبري حرم الواقف الأصلي بمحكمة مصر الشرعية
جذور المشكلة
** ماهي جذور المشكلة بين الجمعية والأوقاف؟
** من عام 1931 حتى عام 2003 واظبت وزارة الأوقاف – ناظر الوقف وزير الأوقاف بصفته- على دفع ما يخص الجمعية من ريع وقفها الخيري باستمرار وانتظام، وفي عام 2002 قامت عصابة أدعى معظم أفرادها أنهم أحفاد الواقف محمد راتب باشا وحصلوا على حكم قضائي ضد وزير الأوقاف استنادا إلى محررات مزورة بأحقيتهم في أعيان الوقف بزعمهم أنه وقف أهلي، وحاولت العصابة الاستيلاء على أعيان الوقف، وطعنت وزارة الأوقاف والجمعية الجغرافية قي ذلك الحكم وتم ايقاف تنفيذه، وتم تداول القضية بين محاكم الغربية وكفر الزيات والقاهرة، وفي 26 ابريل 2014 أصدرت محكمة شمال القاهرة الابتدائبة حكمها في القضية 4 لسنة 2004 وقف كلي شمال انتهت فيه إلى أن الوقف خيري ومازال خيريا، ولم تتغير صفته إلى وقف أهلي ، ومن ثم فليس للمدعين حق فيه سواء ثبت نسبهم إلى محمد راتب باشا أو لم يثبت، وقد تم تأييد هذا الحكم وصار نهائيا وباتا، وصدر حكم آخر من محكمة السيدة زينب الجزئية قي 17 سبتمبر 2015 في الجنحة رقم 3830 لسنة 2009 ينص على:” أن المدعين قاموا بتزوير إعلامات الوراثة، وأنهم قاموا بالتعدي على أرض مملوكة للدولة بموحب هذه المحررات المزورة مع علمهم بتزويرها، وأن هؤلاء المدعين غير مستحقين لأي من أعيان الوقف أو ريعه، ورد العقار وكذلك رد ما عاد عليهم من منفعة وقضت المحكمة بحبس المتهمين سنتين مع الشغل لكل منهم، وقضوا العقوبة بالفعل، وخلال فترة التقاضي توقفت وزارة الأوقاف عن سداد المستحقات السنوية من ريع الوقف الخيري للجمعية، وكان ذلك تحديا خطيرا في المورد المالي الرئيسي للجمعية أمكن – بفضل الله – تحمل تبعاته
بعد الحكم القضائي
** ماذا بعد الحكم القضائي لصالحكم واسترداد وزير الأوقاف نظارة الوقف الخيري؟.
** بعد مطالبات عديدة لوزراة الأوقاف وعشرات الطلبات والتردد عليها طوال القترة من 2015 إلى 2021 للحصول على مستحقات الجمعية من ريع وقفها الخيري ولا مجيب، لذا تم اللجوء إلى كبار المسئولين في الدولة بداية من رئيس الوزراء السابق ثم الحالي، وصعودا في النهاية إلى فخامة رئيس الجمهورية أفرجت وزارة الأوقاف عن بعض مستحقات الجمعية وقامت بتحويل معظمه لحساب الجمعية في البنك الأهلي، وذلك في الشهور الأولي من عام 2022، وهكذا استردت الجمعية وقفها الخيري بعد جهود مضنية استمرت سنوات، وبعد الحريق الأخير في وزارة الأوقاف أرسلت الوزارة إلينا مليوني جنيه لعمل منظومة حريق وأمن صناعي وكاميرات للمحافظة على مقتنيات الجمعية التي تعد كنوزا فريدة وتراثا لا يقدر بمال
الموقف الحالي
** ماهو الموقف الحالي من ريع الوقف وخاصة أن الجمعية من المفترض أنها تستعد لمؤتمرها العالمي العام القادم؟.
** لدينا لدى وزارة الأوقاف متأخرات ريعها يصل إلى حوالي 16 مليون جنيه، وقمنا بارسال خطابات لمعالي الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة نرجوه سرعة صرف مستحقات الجمعية لتمويل هذا المؤتمر العالمي الذي يعقد تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأخر خطاب جاء فيه بالنص:” يتشرف مجلس إدارة الجمعية الجغرافية المصرية بتوجيه خالص الشكر والتقدير لمعاليكم على التعاون الصادق معنا في الحصول على ما أرسل إلى الجمعية من جزء من المستحقات إمكانية تنقيذ منظومة الإطفاء والكاميرات راجين من سيادتكم التكرم باتخاذ اللازم مستقبلا في اتمام مستحقات الجمعية للعمل على الإرتقاء بالمبنى والمقتيات الموجودة في الجمعية مع خالص الشكر لمعاليكم”
ثقة في العدل
** ماذا تتوقع بعد هذا الخطاب؟
** نحن على ثقة تامة في سرعة تلبية معالي وزيرالأوقاف الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة لطلبنا، وخاصة أن موافقة رئاسة الجمهورية على رعاية المؤتمر العالمي مر عليها أكثر من عام حيث جاءت إلينا الموافقة بخطاب من الأمانة العامة لمجلس الوزراء بتاريخ 31 اكتوبر 2022، وفي نفس الوقت نسعى مع وزارة الآثار حتى يتم الترميم للمنبي التاريخي على أساس علمي، وخاصة إذا علمنا أن الجمعية ثاني وأقدم المؤسسات الرسمية العلمية والثقافية في مصر بعد المجمع العلمي المصري، فقد انشأها الخديوي اسماعيل عام 1875 وخصص لها مبناها الحالي الذي تم إعداده في طراز معماري إسلامي رفيع، والمسجل في عداد الآثار الإسلامية عام 1995، كما نناشد وزارة التعليم العالى وأكاديمية البحث العلمى ووزارة الثقافة أن تولى الجمعية مزيد من الإهتمام بوجه عام لأن الجمعية واجهة مشرفة لمصر ولها تاريخ عظيم يفخر به كل مصري.
أدوار وطنية
** قامت الجمعية – ومازالت تقوم- بأدوار وطنية متميزة فما أهمها؟.
** أدت الجمعية منذ نشأتها رسالتها حيث أسهمت قي الكشوف الجغرافية لمنابع النيل ولصحارينا، وأرسلت البعثات العلمية المتتالية من مختلف الجنسيات، ونشرت بحوثها القيمة وأعمالها الأصيلة في دورياتها العلمية حتى الآن وخاصة ما يتعلق بجهودها مع المؤسسات العلمية المرموقة في مختلف قارات العالم لأنها عضو مؤسس للاتحاد الجغرافي الدولي، وسبق أن استضافت المؤتمر الجغرافي الدولي عام 1925، وما زالت تقوم بدورها الرائد في كل ما يتوفر عليه المجتمع الجغرافي الدولي من نشاطات علمية قس مختلف المجالات، كما قامت الجمعية بدراسات لمختلف المحافظات المصرية، ونسهم في كل ما فيه خدمة البلاد والعباد، وخاصة ما يتعلق بخطط التنمية في الصحراء الغربية والشرقية وسيناء، وخاطبنا الجهات الرسمية للمساعدة في تنفيذ مشروع ” حياة كريمة” بما لدينا من خرائط تفصيلية ودراسات عن مختلف المحافظات
كنوز أثرية
** تؤكد أن الجمعية بها كنوز تراثية لا تقدر بمال، فما أهم مما تقتنيه؟.
** تضم الجمعية مجموعة متميزة من المقتنيات أهمها: قاعة القاهرة ويتوسطها المحمل النبوي الشريف وهو من عصر الملك فؤاد الأول وكانت مصر ترسله للحجاز مع أستار الكعبة الشريفة مصنوع من الحرير الثقيل، كما تضم قاعة القاهرة قاعة تضم “العادات والتقاليد” وبها أدوات الزينة، والحلى للمرأة المصرية، وأواني الطهي، أدوات السحر، والحي البلدي عبر العصور القديمة، كما يوجد بها التختروان وهو قطعة فنية نادرة من النوع المستعمل فى القرنين السابع عشر والثامن عشر، مصنوع من الخشب النادر المطعم بالعاج والصدف، فى أشكال هندسية وإسلامية غاية فى الروعة، فيه كانت تزف العروس حسب التقاليد الشرقية، حمام العروسة، الأزياء الشرقية قبل 1952، صور الأمشجي، بائع حب العزيز الشادوف، بالإضافة إلى مقتنيات دول حوض النيل من تماسيح وسن الفيل وغيرها. والقاعة الثانية خاصة ب” الحرف والصناعات” تشمل مجموعة من إنتاج الحرف والصناعات المصرية الأصيلة مثل الخط العربي صناعة النحاس، والصناعات الحديدية الزجاج ،والمكوجي، وعصارة القصب، وأدوات البناء.
أما “القاعة الثالثة فهي” قاعة أفريقيا” وتضم كافة المقتنيات التى أهداها إلى الجمعية مختار باشا، رئيس هيئة أركان الجيش المصري وعدد من الرحالة الذين شاركوا فى أنشطة الجمعية، وتشتمل مجموعة كبيرة من الحراب، السيوف الخناجر، الدروع أدوات الموسيقى الأفريقية عامة وكا يتعلق ببلاد منابع النيل خاصة، القاعة الرابعة هي” قاعة قناة السويس” ففى عام 1930 أهدت شركة قناة السويس محتويات هذه القاعة إلى الجمعية، وتحتوى على عدد كبير من الوثائق والصور، والخرائط والمجسمات، التى تلخص تاريخ القناة منذ بدء حفرها، وتضم تمثال للمهندس ديليسيبس مصمم القناة، وصورة زيتية بالحجم الطبيعى للخديوي إسماعيل فى فترة افتتاح القناة، كما يوجد بها مجسم حفل افتتاح القناة، ويشمل مقدمة السفينة الإمبراطورية “النسر” وعليها “أوجيني” إمبراطورة فرنسا وبجانبها المهندس ديليسبس يشرح لها مراحل حفر القناة
مكتبة فريدة
** تضم الجمعية قاعة المكتبة الكارتوجرافية التي ليس لها مثيل في العالم، وتحتاج لتوثيق رقمي مثلها مثل مكتبات الجمعية التي تحتوي على إصدرات قديمة نادرة ومعاصرة، فماذا تضم مكتبة الخرائط؟.
** توجد بها آلاف الخرائط، والأطالس النادرة، التى لا مثيل لها فى العالم وتضمها الجمعية مما يؤكد أهميتها العلمية والتاريخية فمازال ما سجلته الجمعية فى إصداراتها، من نتائج لكشف القارة الإفريقية، يمثل مصدر لكل الباحثين عن الحقائق الجغرافية والتاريخية بالقارة الإفريقية ومصر، وسجلت مجلة الجمعية بحوثا وتقارير مطولة حررها رحالة مصريون ومسلمون إلى آسيا، بصفة خاصة بلاد الحجاز فى مكة، والمدينة المنورة، فالجمعية موئلا للجغرافيين وغيرهم من المصريين والعرب، وكافة أنحاء العالم، الجميع يقصدونها للإستفادة من مكتبتها، كما تضم خرائط نادرة لقارة أفريقيا وغيرها من بلاد العالم، وأطلس الأمير”عمر طوسون” وأطلس الحملة الفرنسية، وللأسف فإن قاعة الخرائط، والمتاحف كلها أماكن بها تصدعات، وشروخ وتحتاج إلى ترميم عاجل، وخاصة أن أرض الجمعية تعاني من المياه الجوفية، التى نخشى أن تؤثر على الكتب، وخاصة أن الجمعية بها نفائس من الكتب القديمة والنادرة، التى ترجع إلى فترات الكشوف الجغرافية فى القارة الإفريقية، وفى أعالي النيل بصفة خاصة، كما تشتمل هذه الكتب على عدد كبير من الكتب التى صدرت عن جغرافية العالم العربي، والأقطار الإسلامية، وتضم ذخائر من الخرائط، والمصورات القديمة ومن الخرائط القيمة التى نشرتها الجمعية، ولدينا خريطة رسمت فى عام 1877 ميلادية بناء على رغبة من الخديوي إسماعيل، وتشتمل على الكشوف الجغرافية الواسعة التى تمت فى عهده، وتبين الطرق التى سلكها المكتشفون، وطبعت هذه الخريطة بمقياس 1:6000000 ومن الخرائط النادرة أيضا التى تقتنيها الجمعية نسخ من هيئة أركان حرب الجيش المصرى، مثل خريطة دار فؤاد التى رسمها بوردى باشا، وخريطة كبيرة رسمها محمود باشا الفلكي، وخريطة جوردون باشا، التى رسمها للنيل، بالإضافة إلى أطلس الأمير يوسف كمال، تحت عنوان “Monumenta cartographica Africae et Egypti”.، وتضم الجمعية 14,500خريطة نسخ أصلية منها نسخة وصف مصر، ومقتنيات آثرية نادرة، يضاف إلى ذلك مئات الأطاليس المحلية والعربية والعالمية، ومع ذلك تفتقر لنظام أمن يحميها من السرقة حيث لا توجد كاميرات بالمبنى، ويوجد مشكلة في التهوية وعرض المقتنيات الأثرية الهائلة متحفيا نظرا لضيق حيز الجمعية عن استيعابها.
مشكلة الترميم
** لا يقل ترميم مبنى الجمعية أهمية عن استرداد وقفها الخيري، فماذا تم بشأنه؟.
** يعاني المبنى الذي عمره قارب 160 عاما من التصدع والفواصل والشقوق خاصة بعد زلزال ،1992وعوامل الزمن، ولهذا دأبت الجمعية خلال أكثر من عشرات سنوات وبالتحديد من عام 2012 على مخاطبة وزارة الآثار باجراء ترميم هذا المبنى العتيق باعتبارها المسئولة عن الآثار وصياناتها وترميمها، في 15 يوليو 2012 ، جرت معاينة المبنى بناء على طلب الجمعية، وتوصت اللجنة بادراج المبنى ضمن مشاريع الترميم في أقرب وقت ممكن، وكانت المفاجأة أن طلبت أن يتم الترميم على نفقة الجمعية وتحت إشرافهم، وأخبرنا الآثار أكثر من مرة أن الجمعية ليس لديها موارد تفي بذلك، وخاصة أن تكاليف الترميم حسب دراسات شركة المقاولون العرب حوالي 140 مليون جنيه، ولهذا قمنا بعمل حملة إعلامية للتحذير من عواقب ذلك، وأوصلنا الموضوع لمجلس النواب، وأرسلنا مناشدة بالبريد المسجل بعلم الوصول لفخامة الرئيس باتخاذ ما يلزم للحفاظ على المبنى والحيلولة دون انهياره، كما قمنا بوضع المناشدة في صفحة الرئيس في الفيس بوك وكلنا أمل في انصاف فخامته وسرعة تلبية طلبنا