رمضان هو شهر الرحمة ومضاعفة الأُجور والتكفير عن الخطايا والذنوب، فالرابح فينا من اِغتنمه في أداء الطاعات والعبادات، وإنَّ من أفضل ما يتقرّب فيه العبد إلى ربّه في هذا الشهر المبارك هي صدقةٌ ترفعُ مقامه وزكاةً تُطهّر روحه وماله.
عن أنس رضي الله عنه، أن النبي قال: «أفضل الصدقة صدقة في رمضان». عن اِبن عبّاس رضي الله عنهما قال: كانَ رسولُ الله ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيُدارسه القرآن، فالرسول ﷺ أجودُ بالخير من الريح المُرسَلة.
كما أن الصدقة طريقٌ لتوبة المُذنبين وعودة الغافلين، إذ قال تعالى: (أَلَمۡ یَعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ یَقۡبَلُ ٱلتَّوۡبَةَ عَنۡ عِبَادِهِۦ وَیَأۡخُذُ ٱلصَّدَقَـٰتِ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِیمُ) [التوبة: 104].
الصدقة في الإسلام هي ما يدفعهُ المسلم رغبةً وتطوّعاً لوجه الله، دون أن يتبعها بالمنِّ والأذَى، فالصدقة ليست واجبة ولا حرج على من لم يؤدّيها، إنما ينالُ فاعلها فضلاً وأجراً عظيماً في الدنيا والآخرة.
أداء الصدقة في رمضان هي تدريبٌ عمليّ على التحرّر من سيطرة الشهوات والملذَّات، إذ تساهم في تنمية الزهد في المال وإيثار مساعدة الفقراء والمحرومين والتغلّب على سطوة النفس البشرية.