عن زيد بن أسلم، أن موسى- عليه السلام- قال: يا رب، كيف أشكرك؟ قال له ربه: “تذكرني ولا تنسانى، فإذا ذكرتني فقد شكرتني، وإذا نسيتني فقد كفرتني”، وهذا مصداق قوله “فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون”.
وعلَّق الربيع بن أنس: “إن الله يذكر من يذكره ويزيد من شكره”.
يا سادة، فكيف لا تذكروا وتشكروا وهو الذى وهبكم الأسماع والأبصار، وحماكم من الأخطار، وكيف لا تذكروا وتشكروا وقد منحكم الأموال والأولاد وأغدق عليكم الأرزاق، وأحب أن أذكّرك بشئ “لئن شكرتم لأزيدنَّكم”.
قال الحسن البصري: “تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة وفي الذكر وقراءة القرآن فإن وجدتم وإلا فاعلموا أن الباب مغلق”.
أحب الأعمال: لأن بداية الطريق لمن أراد الحياة الهانئة والعيش الرغيد والخاتمة الحسنة ولا لبركة الوافرة هى هذه الكلمة الرائدة “أحب الأعمال إلى الله أن تموت ولسانك رطباً بذكر الله” (حسن: انظر صحيح الجامع).
وارتشف هذه الجرعة “الذكر نور للذاكر في الدنيا ونور له في قبره ونور له في معاده يسعى بين يديه على الصراط فما استنارت القبور بمثل ذكر الله تعالى”، ذلك لأن شمس الذكر إذا أشرقت بقلبك بددت ظلمات الغفلة، وهنا عاتبه السلف “ما أقبح الغفلة عن ذكر من لا يغفل عن ذكرك” وتعليق لـعون بن عبدالله “ذاكر الله فى غفلة الناس كمثل الفئة المنهزمة يحميها الرجل لولا ذلك الرجل هزمت الفئة؛ ولولا من يذكر الله فى غفلة الناس هلك الناس”.
السابقون.. السابقون
قال (صلى الله عليه وسلم): “سبق المفردون” قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: “الذاكرون الله كثيرا والذاكرات” (صحيح مسلم). ذلك لأن الأرض تحتهم تكبر، والسماء فوقهم تسبح، والجمادات حولهم تستغفر، والماء بين أيديهم يقدس، فانساقوا مع التيار، ولم يخالفوا سنة الحياة،
ويعينك على السباق الحبيب (صلى الله عليه وسلم): “ألا أعلمكم شيئاً تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا أحد يكون أفضل منكم إلا مثل ما صنعتم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ” (صحيح: انظر صحيح الجامع).
فهل ستقدم استمارات اللحاق، وتدرك حلقة السباق؟!