“الشملة” ترسيخ للهوية الدينية والوطنية
كتب مصطفى ياسين
تشهد الطريقة الرفاعية حالة من الحراك الفكرى والروحى خلال السنوات الأخيرة بكثرة وتعدد أنشطتها الاجتماعية والثقافية على مستوى الجمهورية، بقيادة شيخها السيد طارق ياسين الرفاعي، ومعاونة نجله محمود، نائب عام الطريقة.
وتسعى “الرفاعية” لترجمة وتجسيد أهداف المبادرات الرئاسية المختلفة، التى يتبناها الرئيس عبدالفتاح السيسى، لتحقيق الحياة الكريمة وبناء الإنسان المصرى المؤهل للانطلاق نحو المستقبل، متسلحا بقيمه ومبادئه الدينية والوطنية، متمكنا من أدواته العلمية والتكنولوجية الحديثة.
وفى هذا الأسبوع تحديداً، تعيش الرفاعية، طريقة ومريدون ومتابعون، جوا من الوجد والتعلق بمؤسسها سيدى أحمد الرفاعي، وبالمكان فى مسجده بمنطقة الرفاعي بمصر القديمة، بمشاركة وحضور جميع مشايخ الطرق الصوفية الأخرى.
حيث يتم الاحتفال بذكرى مولده وما يتضمنه من فعاليات وأنشطة متنوعة بين الروحية والأخلاقية والتربوية والتعليمية والثقافية والاجتماعية، خدمة لأبناء الطريقة والمجتمع المحيط بالمسجد.
أسبوع الاحتفال
بدأ حفل افتتاح مولد سيدي أحمد الرفاعي، عقب صلاة الجمعة الماضية، ويستمر لمدة أسبوع كامل، بحضور السادة: علاء ابو العزائم، الطريقة العزمية، سالم الجازولي، الطريقة الجازولية، د. محمود أبو علي، الطريقة الضيفية، محمد التيجاني، الطريقة التيجانية، شريف مشينه، الطريقة السلامية الشاذلية، د. حسن البططي، الطريقة الدمرداشية، محمد يحيى، الطريقة المحمدية الخلوتية، شريف عواد، نائب عام الطريقة الأحمدية المرازقة، جمال مختار، شيخ الدسوقية المحمدية، عبدالحكيم مختار، وكيل عام الدسوقية المحمدية، أشرف علي عاشور، شيخ الطريقة البرهامية، علاء شمس الدين، وكيل عام الأحمدية المرازقة، فكري الفيتوري، شيخ العروسية الشاذلية، احمد حسن الزاهد، شيخ الزاهدية الأحمدية، كريم الشعيبي، شيخ الشعيبية الأحمدية، ولفيف من القيادات الدينية والتنفيذية، وأبناء الطرق الصوفية، بإشراف وزارة الأوقاف ممثلة فى إدارة المسجد.
وطوال فترة الاحتفال تشارك الطرق الصوفية المختلفة، شقيقتها “الرفاعية” دروس العلوم الشرعية والندوات وحلقات الذكر التى تقام عقب صلاة العصر وحتى الليل.
“الشملة الرفاعية”
وخلال الاحتفال ارتدى السيد محمود طارق ياسين الرفاعي، نائب عام الطريقة، “الشملة الرفاعية”، وهى رمز الولاية وتوارث الزعامة الصوفية، حيث تعتبر “الشملة” في الطريقة الرفاعية أكثر من مجرد قطعة قماش، فهي تحمل في طياتها تاريخاً عريقاً ودلالات روحانية عميقة. إنها رمز للولاية والزعامة الصوفية، ورابطة وصل بين الأجيال من الشيوخ.
يعود تاريخ “الشملة” في الطريقة الرفاعية إلى عهد الإمام أحمد الرفاعي، مؤسس الطريقة، وقد ارتبطت الشملة منذ ذلك الحين بالزعامة الروحية للطريقة، حيث يرتديها شيخ الطريقة في المناسبات الدينية والأعياد، وخاصة احتفال مولد الإمام الرفاعي.
ولهذه “الشملة” دلالات منها: أنها رمز الولاية: تُعد الشملة رمزاً للولاية التي يحملها شيخ الطريقة، وهي قدرة الشيخ على الإرشاد الروحي وتوجيه المريدين.
وأنها رابطة الوصل بين الأجيال: تتوارث “الشملة” من شيخ إلى شيخ، مما يعزز الشعور بالاستمرارية والانتماء إلى الطريقة الرفاعية.
كما أنها بركة الشيخ: فيعتقد الصوفية الرفاعية أن “الشملة” تحمل بركة الشيخ السابق، وأن ارتداءها يجلب البركة والخير للمريدين.
وأيضا التواضع والزهد: فعلى الرغم من رمزيتها، فإن “الشملة” تدل أيضاً على التواضع والزهد، حيث أن لونها الخرقي يرمز إلى التخلي عن زينة الدنيا والتركيز على القيم الروحية.
و لـ”الشملة” في الطريقة الرفاعية أهمية كبرى، فهى رمز للوحدة: تجمع المريدين حول شيخهم، وتعزز الشعور بالوحدة والانتماء إلى الطريقة. مصدر للبركة: فيعتقد المريدون أن مجرد النظر إلى “الشملة” أو لمسها يجلب لهم البركة والخير.
حقيقة “الشملة”
لم يرد ذكر صريح لـ”الشملة” في أقوال الإمام الرفاعي أو كبار مشايخ الطريقة، ولكن يمكن استنباط أهميتها من خلال النصوص الصوفية التي تتحدث عن الولاية والزعامة الصوفية. مثل أقوال بعض الباحثين في التصوف: فيرى العديد من الباحثين أن الشملة هي رمز مرئي للسلطة الروحية التي يحملها شيخ الطريقة، وأنها تعكس عمق العلاقة بين الشيخ ومريديه.
ويعتبر البعض الآخر أن “الشملة” هي وسيلة لتذكير المريدين بالتاريخ العريق للطريقة وبأهمية الاستمرار على نهج السلف الصالح.
وفى المجمل فإن “الشملة الرفاعية” هي قطعة تراثية تحمل في طياتها معاني سامية ودلالات روحانية عميقة. فهي رمز للولاية والزعامة الصوفية، ورابطة وصل بين الأجيال. وقد استمرت هذه “الشملة” على مر العصور لتكون شاهداً على استمرار الطريقة الرفاعية وتأثيرها على حياة الناس.