مصر الداعم الأول لفلسطين.. وحائط الصد عن الأمة عبر التاريخ
اقتصادنا نجح في اجتياز تحديات كبرى..ولا نضهة بدون بنية تحتية
متابعة – جمال سالم:
أكد الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة، عضو المجلس الأعلى للإعلام ، نقيب الصحفيين السابق، أن الاتفاقيات الإبراهيمية التي يؤمن بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ويسعى إلى تطبيقها في منطقة الشرق الأوسط، سلاح ذو حدين، يمكن بوحدة المواقف العربية الاستفادة منها، وعلى النقيض من ذلك ستكون خسائرنا، ومكاسب خصومنا، إذا لم يتم تغليب المصلحة العربية العامة على المصالح الذاتية للحكام والشعوب..جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها أكاديمية بيت الكاتب للثقافة والفنون والتدريب برئاسة الكاتب الصحفي والأديب أحمد عبد الكريم عن” التطورات الإقليمية والعالمية وانعكاساتها على المنطقة العربية والشرق الأوسط”، بحضور نخبة من المثقفين والقيادات السياسية والشعبية وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ بمحافظة القليوبية ، بإشراف اللواء عبد الرحمن راشد، أمين عام حزب الحرية المصرى، وأدارت الندوة الدكتورة داليا عبدالرحيم.
وأوضح أن الاتفاقيات الإبراهيمية من الناحية الدينية ليست لدينا مشكلة معها حيث يعترف الإسلام بالدين واليهودي والدين المسيحي، حيث يقول الله تعالى:” لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ. إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”، ولكن المشكلة في الأخرين الذين لا يعترفون بالإسلام كدين سماوي من عند الله كغيره من الأديان السابقة وخاتما لها
وطالب عبد المحسن سلامة الدول العربية بتوحيد رؤيتها واستراتيجيتها في التعامل مع هذه الاتفاقيات الإبراهيمية التي يتبناها الرئيس ترامب منذ فترته الرئاسية الأولى، فليست كلها شرا مطلقا كما يروج البعض، وليست كلها خيرا مطلقا لطرف دون الآخر، وإنما يتوقف استفادة أو تضرر طرف منها على استعداده ورؤيته للتعامل معها والإستفادة منها، وتقليل مخاطرها عليه، ومن الضرر جدا للجانب العربي أو يعملوا فرادي أو بحث كلهم منهم عن مصالحه الذاتية دون مصالح العرب كأمة، وخاصة أن الجانب الأمريكي والإسرائيلي سيبحان عن مصالحهما وخاصة أن هذه الاتفاقيات الإبراهيمية هي مفتاح التطبيع العربي – الإسرائيلي الشامل
وأشار إلى مصر تعد الداعم الأول للقضية الفلسطينية وخاضت من أجلها حروبا منذ 1948 حتى عام 1973، وحتى بعد توجهها للسلام ظلت داعمة للقضية في المحافل الدولية، وساعدة للشعب الفلسطيني، ورفضها للتهجير القصري ومشروع صفقة القرن، وتصديها لمخططات تصفية القضية ونقل الفلسطينيين إلى سيناء، ولهذا فإنه من المرفوض المزايدة على دور مصر بأي شكل، فقدر مصر أنها تتحمل أعباء الأمة العربية والإسلامية، وتتحمل تبعات العدوان عليها عبر التاريخ، ومن يقرأ تاريخ الحروب مع المغول والصليبين سيجد أن جيش مصر كان القاهر لها والمنتصر عليها ، ولم تتاخر مصر عن دورها التاريخي لأنها بمثابة القلب النباض للأمة العربية والإسلامية.
وحث عبد المحسن سلامة وسائل الإعلام المرئية المسموعة والمقرؤة على نشر الوعي لدى الرأي العام المصري والعربي بالتحديات الداخلية والخارجية، وخاصة أننا نعيش في عصر يلعب الإعلام ووسائل التواصل دورا كبيرا في استقرار الشعوب أو إثارة القلاقل فيه عن طريق نشر الشائعات والأكاذيب، وخاصة أن منطقتنا تتعرض لمؤامرات كبرى، وإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط
وأنهى عبد المحسن سلامة كلامه مؤكدا على أهمية البنية التحيتة التي أولتها القيادة السياسية بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي إهتماما كبيرا لأنه لا نهضة اقتصادية واستقرار سياسي بدون بنية تحتية قوية ومتكاملة تشجع على الاستثمارات الداخلية وتجذب رؤس الأموال الخارجية، وفي نفس الوقت فإن الاقتصاد المصري استطاع اجتياز تحديات كبيرة خلال الفترة الماضية ابتداء من جائحة كورونا والحرب الروسية – الأوكرانية، الحرب في غزة وما نتج عنها من ضرب الحوثيين لبعض السفن التي تعبر قناة السويس مما أثر سلبا على دخل مصر من القناة، وخاصة بعد افتتاح التوسعات الجديدة فيها، وكان يقارب العشرة مليارات دولار سنويا.