زكي مصطفي
ولد عام 1920 فى بلدة دميرة، بطلخا، بالدقهلية، وانتقل إلى سوهاج مع أهله، ذاعت شهرته كمبتهل رائع أبهر الجميع وظهر لأول مرة كمنشد عندما قدمته الإذاعة ليقرأ الدعاء.
لم يُعرف اسمه فى القاهرة إلا وهو يقترب من سن الخمسين وبعد أن أصبح جدًّا وله أحفاد.
يعد النقشبندى أول من أنشد مرتين فى حفلات “أضواء المدينة” بالإذاعة، وفي لقاء معه قال: شاهدت القاهرة لأول مرة وعمرى 48 سنة ،وزرت بيت الله خمس مرات، تتلمذت بالسمع علي يد الشيخ محمد رفعت، والدى كان شيخا للطريقة النقشبندية، وآخر فيلم سينمائى شاهدته هو “الزوجة الثانية” لأن مقام السيد البدوى ظهر فى أحداث الفيلم.
ويقول النقشبندى أنه كان معجبا بالموسيقار محمد عبدالوهاب وبالذات في قصيدة: “لم أدر ما طيب العناق على الهوى حتى ترفق ساعدى خطواك”.
حفظ النقشبندي القرآن علي يد الشيخ أحمد خليل قبل أن يستكمل عامه الثامن وتعلم الإنشاد الديني في حلقات الذكر بين مريدي الطريقة النقشبندية. جد الشيخ سيد هو محمد بهاء الدين النقشبندي الذي نزح من بخارة بولاية أذربيجان إلى مصر للإلتحاق بالأزهر، ووالده أحد علماء الدين ومشايخ الطريقة النقشبندية الصوفية، وكان يتردد علي مولد أبو الحجاج الاقصري وعبدالرحيم القناوي وجلال الدين السيوطي، وحفظ أشعار البوصيري وابن الفارض.
في 1955 أستقر في مدينة طنطا وذاعت شهرته في محافظات مصر والدول العربية، سافر إلى حلب وحماه ودمشق لإحياء الليالي الدينية بدعوة من الرئيس السوري حافظ الأسد، كما زار أبوظبي والأردن وإيران واليمن وإندونيسيا والمغرب العربي ودول الخليج ومعظم الدول الأفريقية والآسيوية.
صوته الآخاذ والقوي والمتميز، طالما هز المشاعر والوجدان وكان أحد أهم ملامح شهر رمضان المعظم حيث يصافح آذان الملايين وقلوبهم خلال فترة الإفطار، بأحلى الإبتهالات التي كانت تنبع من قلبه قبل حنجرته فتسمو معه مشاعر المسلمين، وتجعلهم يرددون بخشوع الشيخ سيد النقشبندي.
هو واحد من أبرز من ابتهلوا ورتّلوا وأنشدوا التواشيح الدينية في القرن. وقالوا عنه وكان ذا قدرة فائقة في الابتهالات والمدائح حتى صار صاحب مدرسة، ولقّب بالصوت الخاشع، والكروان.
في 1966 كان الشيخ سيد النقشبندي بمسجد الإمام الحسين بـ القاهرة والتقى مصادفة بالإذاعي أحمد فراج فسجَّل معه بعض التسجيلات لبرنامج في رحاب الله ثم سجل العديد من الأدعية الدينية لبرنامج “دعاء” الذي كان يذاع يوميا عقب أذان المغرب، كما أشترك في حلقات البرنامج التلفزيوني في نور الأسماء الحسنى، وسجل برنامج الباحث عن الحقيقة والذي يحكي قصة الصحابي الجليل سلمان الفارسي، بالإضافة إلى مجموعة من الإبتهالات الدينية التي لحنها محمود الشريف وسيد مكاوي وبليغ حمدي وأحمد صدقي وحلمي أمين.
دخل الشيخ الإذاعة 1967م، وترك للإذاعة ثروة من الأناشيد والابتهالات، إلى جانب بعض التلاوات القرآنية لدى السمّيعة
وصية النقشبندي
كان الشيخ سيد النقشبندي صوتا متفردا لم يأت الزمان بمثله، يشدو فينقلك إلى عالم آخر وتشعر أنك تسمع كروانا من الجنة، يهتز قلبك حين تستمع إلى رائعته «مولاي إني ببابك» وتشعر بأنك تلمس قطعة من السماء حين تسمع أنشودته «الله يالله”
لوفاة قيثارة السماء الشيخ سيد النقشبندي قصة غريبة يحكى عنها حفيده سيد شحاتة النقشبندي، قائلا: «جدي توفى بشكل مفاجئ في (14 فبراير 1976)، وكان عمره (55 عاما)، ولم يكن مريضا، وقبلها بيوم واحد في (13 فبراير) كان يقرأ القرآن في مسجد التليفزيون وأذن لصلاة الجمعة على الهواء، ثم ذهب مسرعا إلى منزل شقيقه من والدته سعد المواردي في العباسية وطلب منه أن يحضر ورقة وقلما بسرعة، وكتب كام سطر وأعطاه الورقة، وقال له لا تقرأها إلا ساعة اللزوم ثم عاد إلى بيته في طنطا”. وكانت وصية كتبها الشيخ سيد يوصي فيها بأن يدفن مع والدته في مقابر الطريقة الخلوتية بالبساتين، وعدم إقامة مأتم له والاكتفاء بالعزاء والنعي بالجرائد، وأوصى برعاية زوجته وأطفاله.
وتابع: يوم شعر جدي ببعض التعب، فذهب للدكتور محمود جامع في مستشفى المبرة بطنطا، وحكى د. جامع عن هذه الواقعة، وقال له: «أشعر بألم في صدري، وفاضت روحه في غرفة الكشف خلال دقائق”.
كان متزوجا من ابنة عمته وأنجب منها 5 أبناء: «ليلى ومحمد وأحمد وسعاد وفاطمة»، وبعد وفاتها عرض عليه أبناؤه الزواج من سيدة من المنصورة، وأنجب منها ثلاثة أبناء: «إبراهيم ورابعة والسيد»، وتوفى قبل ميلاد ابنه الأصغر السيد.
كرَّمه الرئيس السادات 1979م بمنحه وسام الدولة من الدرجة الأولى، وذلك بعد وفاته. كما كرّمه الرئيس مبارك في الاحتفال بليلة القدر 1989م بمنحه وسام الجمهورية من الدرجة الأولى، وكرمته محافظة الغربية التي عاش فيها ودفن بها حيث أطلقت اسمه على أكبر شوارع طنطا والممتد من ميدان المحطة حتى ميدان الساعة.