بشهادة خبراء أمريكيين .. الإيمان يحصن صاحبه من الأمراض النفسية
المراهقون يعانون ضغوطا نفسية صعبة .. وعلى الأسر الانتباه جيدا في التعامل معهم
حوار – إيهاب نافع:
أكد الدكتور خالد كمال، الخبير النفسي والتربوي، أن الإنسان بطبعه يتأثر بمحيطه المجتمعي، والمجتمع المصري أصبح كتابا مفتوحا، وأن إدمان مواقع التواصل الاجتماعي أظهر في المجتمع جرائم جديدة منها الابتزاز الالكتروني الساعي لتشويه السمعة والنيل عادة من الشرف بغرض الانتقام، وأن الحب والقتل نقيضان لا يجتمعان، وأن نرجسية بعض الشخصيات تدفعها للانتقام حال تعرضها لجرح نفسي أو معنوي، وأن الإيمان الحقيقي يحصن النفس من الأمراض يقينا وبشهادة كبار علماء النفس الأمريكيين.
أضاف في حواره لعقيدتي حول انتشار ظواهر مرتبطة بالعنف المجتمعي أن المراهقون يعانون معاناة كبيرة بسبب التحولات الفسيولوجية والهرمونية التي يتعرضون لها، وأن الأسر عليها عبء كبير في استيعابهم وتفهم الظرف الوقتي الذي يعانون منه.. موضحا أن غالب حالات الانتحار تحدث بسبب الاكتئاب، وعلى المجتمع الإنتباه جيدا للاشارات النفسية التي قد تصدر منه ومراعاته.
بداية كيف تقيم نفسيا حوادث العنف المجتمعي الأخيرة ؟!
يتأثر الإنسان بصفة عامة بمحيطه الاجتماعى بصفة عامة على المستوى الضيق المتمثل في الأسرة والعائلة والشارع أو الحارة وعلى المستوى العام المتمثل في المجتمع المصرى كله الذى أصبح كتابا مفتوحا لبعضه البعض فما يحدث في قرية صغيرة أو نجع مغمور تابع لأى مدينة في أنحاء الجمهورية يصلنا في لحظات عبر وسائل السوشيال ميديا ووسائل الإعلام العامة والشخصية ..
ونلاحظ انتشار ترندات جرائم القتل المختلفة الدوافع البشعة احيانا
هل بالفعل من الممكن أن يتم القتل بإسم الحب؟
الحب الحقيقي لا يمكن أن يؤدى إلى القتل أو الإضرار بالمحبوب لكن مايحدث أن تتحول العلاقة إلى شكل من أشكال الانجراح النرجسي أو التقليل من شأن والاختبار لأحد الطرفين آنذاك تتحول طاقة الحب إلى رغبة في السيطرة والإخضاع واذا فشلت يكون الانتقام بأي شكل مثل الاغتيال النفسي والمعنوي أو حتى القتل بطرق بشعة في محاولة أخيرة لمحو الإهانة التى يعتقد أنها لحقت به.
برأيك هل نحن نعاني في المجتمع من أمراض نفسية واجتماعية مستجدة؟!
بالطبع هذا الانفتاح المعرفي المهول على الاخر الناتج عن انتشار وسائل السوشيال ميديا وعدم القدرة على التحكم في سيولة المعلومات سواء كانت صحيحة أو خاطئة أدى بشكل ما إلى انتشار أشكال جديدة من الجرائم مثل الابتزاز الالكترونى ..
وأدى أيضا إلى زيادة التقليد في ارتكاب أشكال بشعة من الجرائم فأنت تلاحظ التشابه بين جريمة قتل شاب لجاره في الإسماعيلية ذبحا منذ عدة شهور وارتكاب جريمة طالب المنصورة وارتكاب جريمة مؤخرا في مدينة الزقازيق وهكذا يستخدم ضعاف النفوس من الشباب والمراهقين والمرضى النفسيين أنماط السلوك المنحرف من السوشيال لينفذوها حين تسنح الفرصة.
انتشرت مسألة الانتحار لأسباب مختلفة .. اين الأزمة برأ يك وكيف يكون الحل؟!
السبب الرئيسى في الانتحار هو مرض الاكتئاب الذى يعانى منه نسبه كبيرة من المجتمع المصرى تتخطى الخمسة بالمائة طبقا لإحصائيات الأمم المتحدة وهناك 15بالمائة من المصابين بمرض الاكتئاب يحاولون الانتحار كل يوم ليتخلصوا من معاناتهم المتمثلة في قلة النوم القلق وعدم القدرة على العمل والانجاز ومشاكل التكيف الاجتماعى ..
وهذا الأمر قديم ليس حديث لكننا شعرنا به مؤخرا بسبب وجود السوشيال ميديا وظاهرة الترند .
فيجب على شخص مصاب بأعراض الاكتئاب يذهب إلى طبيبي نفسي ومعالج سلوكي ليساعده من أدوية معينة تطرد الأفكار الانتحارية.
ويجب أن نأخذ كلمات معينة يرددها اى شخص مقدم على الانتحار بعين الاعتبار (مثل نفسي أموت) (حد يخلصني من حياتى ) ونقدم كل الدعم والإطراء والمساعدة الطبية الممكنة فورا لنحد من هذه الظاهرة.
كيف يمكن الحفاظ علي الشباب والفتيات من أمراض المراهقة وانعكاساتها على مستقبلهم؟
المراهقون يتعرضون لضغوط كبيرة بسبب شعورهم بالوحدة في مواجهة التغيرات الهرمونية السيدة وتحول شخصياتهم من مراحل الطفولة وعدم تحمل المسئولية. إلى مرحلة النضج والشباب وتحمل المسؤولية لذا يجب على الأسر أن تثقف نفسها بكيفية التعامل مع هذه المرحلة من خلال تقديم الدعم النفسي والاجتماعى لابنائهم لتجاوز هذه المرحلة الصعبة بسلام.
الأسر كيف تستوعب الأبناء في تلك المرحلة الحرجة من حياتهم؟
على الأسر أن تعيد جلسات الطاولة المستديرة التى كان يصنعها اهلنا قديما بمنتهى الإدراك الفطري لأهمية الحوار الأسري والاجتماعي يجب أن يتوقف الأب عن الركض خلف مشاغل الحياة وعلى الأم أن تتوقف عن متابعة السوشيال ميديا والتركيز أكثر مع ابنائها.
هل علي الأسر الذنب الأكبر في مراعاة الآثار الجانبية لتلك المرحلة العمرية الخطرة؟
لم يعد دور الأسرة هو الأكثر تأثيرا كما اتفق علماء الاجتماع مثل أوجست كونت وأميل دوركايم في القرن الماضى فأصبح الأطفال منذ سن عامين يحملون موبيل يتأثرون بما يقدمه اليوتيوب والفيس بوك وغيرها بشكل يكاد يكون يتساوى مع تأثير الأسرة وهنا تكمن الخطورة في عملية التربية ماعدا بعض الأسر الفقيرة وهذه لها مشاكلها هى الأخرى
الدين جزء من ثقافة أبناءنا .. كيف نحصنهم بالتدين في مواجهة أمراض العصر ؟
الدين مكون مهم في الشخصية يحافظ على إتزانها ويعمق سوائها النفسي و هذا رأى كبار علماء النفس مثل وليام جيمس الأمريكى الذى ذكر أنه طوال عمره وخلال ثلاثين عاما قضاها في علاج المرضى النفسيين لم يأت إليه شخص مؤمن بالله ايمان حقيقي فهذا يؤكد أن الإيمان الحقيقي العاقل المتزن البعيد عن التطرف يقف محصن للإنسان أمام الإصابة بالإضطرابات النفسية المختلفة.
برأيك هل لدراما العنف والعشوائية دور في هذا العنف المجتمعي ؟
لاشك أن افلام العنف والبلطجة والتى انتشرت في العقد الأخير أسست لجيل كامل من المراهقين والشباب الذين استهواهم البطل الأوحد الخرافي بقدراته على أخذ الحق بالقوة ورد العدوان بشكل مضاعف واستخدام السلام والتلاعب به كل هذا دفع هؤلاء الصبية المساكين لتبني تلك السلوكيات في حياتهم يظهر ذلك في الافراح الشعبية والريفية فكما ذكرت الإنسان كائن اجتماعى بطبعه وهو ابن بيئته و حصيلتها في النهاية.
هل هناك بذور للعنف انتشرت في المجتمع بسبب موجات التطرف التي عانى منها العالم مؤخرا؟
العنف الناتج عن أفكار متطرفة له منطلق فكرة ونفسي آخر فهو يتسم بقدر من المنهجية يعتمد أساسا على التفسير الخاطيء لنصوص الدين بل واحيانا لى هذه النصوص لتطاوع فكر المتطرف في موقف ما فيجد بذلك مسوغ للقتل والذبح والحرق والتصرفات الشنيعة التى يقوم بها بعض المتطرفين امثال داعش .
وكيف نعالج أبناءنا من آثار ذلك برأيك؟
لقد تحدثنا في محورين للعنف المحور الظرفي الناتج عن التأثر بشخص أو موقف أو فيلم سينما والمحور الناتج عن التطرف في الأفكار والمعتقدات وكلاهما له طرق مختلفة في العلاج
ففي الحالة الأولى يجب علينا وبشكل عاجل وصارم التحكم قد المستطاع فيما يشاهده الأبناء على السوشيال وعلى برامج التلفزيون وقنوات الاطفال.
يجب عدم استخدام العنف المنزلى من قبل الأب او الأم تجاه الاطفال ثم نطلب منهم أن يبتعدوا عن العدوان في تعاملهم الأخر .
يجب الحرص على ممارسة الرياضة لتفريغ الطاقة الزائدة عند هؤلاء الأطفال والمراهقين.
أما بالنسبة للمتطرفين يجب التحكم تمام في صداقات أبنائنا منذ نعومة اظفارهم .
كذلك عدم اظهار التطرف من قبل الكبار المحيطين بهم
الحزم في منع أساليب العنف في التعبير عن االاراء والمعتقدات وتكريس اساليب التفاهم والحوار وللنقاش.