فى الوقت الذى تتظاهر فيه شعوب العالم ضد المجازر الصهيونية فى غزة الحرة، نجد العالم يحتفل باليوم العالمى لحقوق الانسان فى ذكراه الخامسة والسبعين، فعن أى حقوق انسان يتحدثون، وهل وصف انسان يشمل العرب والمسلمين أن حقوق الحيوانات والشواذ فى الغرب تفوق بعشرات المرات حقوقنا كعرب ومسلمين فى ميزان الغرب الاستعمارى العنصرى عبر تاريخه!
أطفال ونساء وشيوخ غزة يتم إبادتهم بأسلحة محرّمة دولية، وفى المقابل نجد الكثير من الأوضاع المستفزة التى لا تحترم آدمية البشر فى عصر يتشدقون فيه الحرية والديمقراطية، ولهذا نطالب أهالينا فى غزة بالصبر وعدم اليأس من رحمة الله لأن هناك حكمة إلهية من البلاء والمحن، بينها قول الله سبحانه وتعالى: “مَّا كَانَ اللَّـهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ”، وقوله تعالى: “وَلِيُمَحِّصَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ” فقد تعرّض الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام لأشد أنواع التعذيب وكتب الله لهم النصر فى النهاية.
أقول للأخوة فى فلسطين ومن يناصرونهم بحق وصدق وفى مقدمتهم مصر قيادة وحكومة وشعبا: كفاكم أنكم ممن يفوزون بالبشارة النبوية حيث قال صلى الله عليه وسلم: “لا تزال طائفة من أمّتى على الدين ظاهرين، لعدوّهم قاهرين، لا يضرّهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك”، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: “ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس”.
الويل ثم الويل والخزى لمن لم يهتم بأمر إخوانه من العرب والمسلمين وخذلهم وتآمر عليهم سواء بشكل علنى أو سرّي، والله مطّلع على السرائر وسيحاسبنا عليها لأنه سبحانه القائل: “وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُون”
فى ظل هذا الواقع المرير أجدنى استرجع الأبيات الخالدة للشاعر محمود غنيم:
إنى تـذكرت والذكرى مؤرقة
مجداً تليداً بأيدينا أضعناه
ويح العروبة كان الكون مسرحها
فأصبحت تتوارى فى زواياه
أنّى اتجهت إلى الإسلام فى بلد
تجده كالطير مقصوصاً جناحاه
أخيرا: صبرا أهل فلسطين، فإن موعدكم الجنة، أما من خذلوكم فإن مكانهم مزبلة التاريخ حتى وإن رفعوا شعارات راقة للإعلان العالمى لحقوق الإنسان، والذكرى السنوية الـ30 لإنشاء مفوضية الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان التى تشدق واضعو بنودها بالمساواة والحريات الأساسية والعدالة وغرسها فى المجتمعات، ومع هذا علينا أن نلوم أنفسنا قبل أن نلوم عدونا الذى حدد أهدافه ضد أمتنا، ولن تكون لنا كرامة أو حقوق قبل أن نكون أقوياء لأن الحق لابد من قوة تحميه.
كلمات باقية:
يقول الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”.