بعد أن طلبت محكمة العدل الدولية، التابعة للأمم المتحدة، من إسرائيل، في حكمها التاريخي، منع ومعاقبة التحريض على الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، وذلك ضمن حكمها الابتدائي بشأن الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب أفريقيا على إسرائيل وتتهمها فيها بارتكاب “إبادة جماعية” في قطاع غزة، دون أن تأمر بوقف إطلاق النار كما طلبت جنوب أفريقيا! ماذا يجب على العرب والمسلمين فعله بعد ان أحرجتهم جنوب أفريقيا التي عاني شعبها من مرارة الفصل العنصري قرون طويلة؟
يجب على العرب والمسلمين حكاما وشعوبا علاج مواطِن الضعف الحالية التي شجعت عليهم العالم وكأنهم يروننا “أمة ميتة” ولن تقوم لها قائمة، ولكن التاريخ والواقع يؤكد أننا أمة قد تحتضر ولكنها لا ولن تموت، لو رجعنا إلى وضع أمتنا العربية والإسلامية خلال فترة الحروب الصليبية والتتارية لوجدنا أن أوضاعها كانت أكثر سوءا من الآن بمراحل، حتى أن بعض حكام المسلمين والعرب يتحالفون مع التتار والصليبيين ضد إخوانهم العرب والمسلمين! وكانت المرأة التتارية تدخل القرية العربية والمسلمة فستُصَفَّ لها الرجال حتى تقطع رؤسهم! بسبب الضعف والرعب الذي غرسه التتار في النفوس بسبب القتل والحرق والتدمير! أو سياسة “الأرض المحروقة” كما يطلق عليها العسكريون!
لو رجع العرب والمسلمون إلى تعاليم دينهم لوجدوا فيها المخرج، ولأنجبت أمتنا نساخ جديدة من “صلاح الدين الأيوبي” الذي قاد معركة “حطين” ضد الصليبيين، وكذلك القائد سيف الدين قطز في معركة “عين جالوت” ضد التتار، ونحن والحمد لله، لم نصل من السوء والضعف مثلما كان الوضع فترة الحروب الصليبية والتتارية.
ألم يحذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن نكون “أمة كغثاء السيل” وشخّص لنا المرض والعلاج حين قال: “يُوشِك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوَهْن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت”.
ألم يقل ربنا سبحانه وتعالى:” وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا”. وقال:” وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”.
واجب حكام وحكماء الأمة وضع خريطة طريق لعلاج امراض الأمة حتى تدافع عن قضاياها بدلا من انتظار غيرها للدفاع عنها، وعليهم وضع استراتيجية للعلاج وهذا ليس مستحيلا إذا خلصت النوايا، وتم تقديم مصالح الشعوب على المصالح الشخصية.
كلمات باقية: يقول الله تعالى:” إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُغَیِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ یُغَیِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمۡ”.