ونحن نحتفل بالعيد الثاني والسبعين للشرطة المصرية في اليوم الموافق ٢٥ يناير من كل عام.. ذلك اليوم الذي يوافق ذكري غالية في سجل الوطنية المصرية، هي معركة الإسماعيلية المجيدة التي تجسدت فيها بطولات رجال الشرطة وقيم التضحية والفداء والاستبسال دفاعاً عن تراب الوطن.. وكانت وبحق ملحمة كفاح ونضال ستظل علي مدي العصور شاهدة علي نبل البطولة وشرف الصمود.
ونحن نحتفل بالعيد مع رجال الشرطة البواسل يجب أن نتذكر هؤلاء الأبطال الذين قدموا أرواحهم غالية في سبيل أن يحيا الوطن كريماً أبياً مرفوع الرأس، رجال رفضوا الاستسلام وآثروا المقاومة والاستشهاد بشرف وبسالة مؤكدين أن مصر تستحق كل التضحية والفداء.
في يوم البطولة والكرامة والشجاعة الحقيقية جسد فيها رجال الشرطة بطولة لم ولن ينساها التاريخ أبداً ويتحاكي بها جيل بعد جيل، بعد أن استشهد هذا اليوم نحو ٥٠ بطلاً من أبطال الشرطة وأصيب حوالي ٨٠ آخرين في سبيل أداء واجبهم المقدس في الحفاظ علي أمن وأمان المواطنين فكانوا مثالاً وقدوة لزملائهم علي مر الزمان في التضحية والفداء والتفاني في العمل.
لا يمكن أن ننسي أبداً في هذا اليوم من عام ١٩٥٢ حينما تصدي الأبطال بكل قوة ورفضوا الاستسلام وآثروا المقاومة والاستشهاد بشرف ضاربين المثل والقدوة لمن يأتي بعدهم من أجيال تاركين وراءهم تاريخاً حافلاً بالعديد من المحطات التي تؤكد وطنية الشرطة، وحرص أفرادها علي التضحية بأرواحهم لحفظ أمن وسلامة الوطن.
ونحن نحتفل مع جهاز الشرطة بعيده يجب أن نتذكر رجل الشرطة المصري في الشارع وهو يترقب مجرماً أو يطارده، وحياته دائماً علي كفه طوال اليوم، لا يهمه سوي القبض علي المجرم وتحقيق الأمن والأمان للمواطن، ومطلوب منه في نفس الوقت فض أي اشتباك ومنع الجريمة قبل وقوعها، وفض أي نزاع في أي مكان في الشارع أو المدرسة أو المصنع، وضبط المهرب أو المزور والنصاب، وترقب الجريمة قبل وقوعها. ورغم ذلك كثير منا يتهمه بالتقصير، ومنا من ينظر إليه من مسافات بعيدة، فمنا من ينظر إليه بعين حاقد علي منصبه، والقليل من ينظر إليه بعين الرحمة والشفقة، وهذه الفئة تعيش بجوارهم وتعرف أحوالهم وظروفهم وهم خارجون إلي عملهم يستودعون الله في بيوتهم وأسرهم كل صباح.
إن الناظر بعين العدل والإنصاف لجهاز الشرطة يجب أن ينظر إليه علي أنه يتحمل أعباء ومشاق كبيرة في سبيل الحفاظ علي أمن وسلامة الوطن.. كيف لا.. وهي مؤسسة وطنية عريقة من الشعب وللشعب وفي خدمة الشعب وأمنه واستقراره.. وكيف لا.. وهم أبناء الوطن ومن خيرة رجاله وقد قدموا ومازالوا يقدمون وهم يتصدون لقوي الإرهاب والشر والتطرف دفاعاً عن أمن واستقرار البلاد وحمايتها داخلياً. ومازالت وستظل شرطتنا المصرية تقدم التضحيات كل يوم وتضرب أروع الأمثلة في الدفاع عن الوطن بعزيمة قوية لا تلين ويبذل رجالها أرواحهم من أجل مصر وشعبها العظيم. وما نشاهده اليوم هو امتداد طبيعي لتاريخ طويل من التضحيات وحرص رجالها علي تقديم الغالي والنفيس لحفظ الوطن.
إن الناظر بعين العدل والإنصاف لجهاز الشرطة يجب أن ينظر إليه علي أنه يتحمل أعباء ومشاقاً كبيرة في سبيل الحفاظ علي الوطن وسلامته.. لذلك ونحن نحتفل معهم وبهم في عيدهم الثاني والسبعين.. وجب علينا تقديم التحية الواجبة والمستحقة من القلب لأبطال يؤدون واجبهم بكل أمانة وإخلاص، وتحقيق أمن وسلامة الوطن.. أبطال كانوا ومازالوا وسيظلون دائماً علي عهدهم بالتضحية بأرواحهم من أجل حفظ مقدرات أرض الكنانة.
وجب علينا تقديم التحية الواجبة أيضاً لما لمسناه ونلمسه كل يوم من دور فعال بقدرة وكفاءة واقتدار وتحمل المصاعب وتحد للمحن من أجل تحقيق الأمن والأمان والسلامة والسلام في ربوع الوطن.
وختاماً:
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
«عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله».
صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم