كتب- حسام وهب الله:
قبل أيام من حلول شهر رمضان المبارك، واصلت إسرائيل تنفيذ حملة “تسليح إسرائيل” التي قام بها وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، وأدت إلى حمل عشرات الآلاف من قطعان المستوطنين اليهود حاليًا، أسلحة بموجب ترخيص خاص، أو أسلحة بموجب عملهم في جهاز الأمن الداخلي، لاستخدامها في منع المصلّين المسلمين من الوصول للصلاة في الأقصى.
على الجانب الآخر دعا محللون إسرائيليون الحكومة الإسرائيلية إلى إعادة النظر في تقييد دخول المسلمين من عرب 48 وفلسطينييّ الضفة الغربية إلى المسجد الأقصى في شهر رمضان المقبل!
وقالوا: إنه من الضروري أن تضمن إسرائيل سلامة الجميع وخاصة الفلسطينيين.
أشارت ميريت شرعفي، باحثة في مركز الأمن القومي والديمقراطية في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، في مقال نشرته صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية، إلى أنه في الأشهر الأخيرة، قادت وزارة الأمن القومي، حملة “تسليح إسرائيل”، في محاولة لاستعادة الأمن والشعور بالأمن في أعقاب الهجوم الذي وقع يوم 7 تشرين الأول.
وقالت إنه “في ظل هذه التطورات، سيحتفل المواطنون المسلمون في إسرائيل بشهر رمضان بعد حوالي أسبوعين. وإلى جانب الحاجة إلى السماح بحرية العبادة في المسجد الاقصى، يتعّين على الشرطة التأكد، كجزء من الاستعدادات لهذا الشهر، من أن يشعر جميع الإسرائيليين بالأمان خلاله”. من خلال عدة طرق من أهمها، أن تأخذ الشرطة الإسرائيلية في الاعتبار أنه يوجد الآن في مختلف القطاعات آلاف المتطوعين المسلّحين الذين انضموا إلى صفوفها الاحتياطية الجديدة، وأن توضح لهم القيود التي تنطبق عليهم في النشاط العملياتي.
بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي نداف شرغاي، في مقال له نشرته صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية، أن المنع التام لدخول عرب 48 للصلاة في المسجد الأقصى في شهر رمضان، من شأنه أن يخرج الجنّي الديني من القمقم في القدس أيضا؛ جنّي نجحت إسرائيل حتى الآن على الأقل في حبسه.
وقال إن “التحويل الجارف لسكان شرقي القدس وعرب 48 إلى ممنوعين من الدخول إلى المسجد الأقصى في رمضان، من شأنه أن ينزلهم عن الجدار ويدفع الكثيرين منهم إلى شراكة فاعلة في تنفيذ العمليات ضد إسرائيل”.
أضاف: “ليس لإسرائيل أي مصلحة في المواجهة، فما بالك إذا كانت دينية مع عرب 48 وفلسطينييّ شرقي القدس. وبالتالي فمن الأفضل الإنصات إلى موقف شرطة القدس التي أبقت الأشهر الأربعة الأخيرة إلى جانب جهاز الأمن العام الداخلي (الشاباك)، شرقي القدس عامة والحرم القدسي خاصة باستثناء حالات خاصة، خارج أحداث الحرب”.
وتابع: “مع النجاح لا يمكن لأحد أن يجادل. ولو كان سكان شرقي القدس وعرب 48 الآن جزءا من عين العاصفة والعنف، لكان منطقياً منعهم الدخول إلى الحرم القدسي، ولما كان الواقع هناك، بشكل عام، معاكساً، فلا يوجد أي معنى لدفعهم إلى هناك بالقوة، من خلال إغلاق جارف للحرم القدسي في وجه الجميع”.
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي بن درور، في مقال نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إنه “مع اقتراب شهر رمضان، تطفو على السطح مرة أخرى قضية المسجد الأقصى هذا العام. ولابد من الحفاظ على حرية العبادة دون إراقة الدماء، وتهدئة النفوس. ولابد من ردع المتطرفين الإسرائيليين، لمنع فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل”.
أضاف: “هذه ليست أيام بسيطة. وفي هذه الأيام، بالإضافة إلى رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، هناك الرجل الذي يعتمد عليه الائتلاف بأكمله. الرجل الأكثر تطرفا في النظام السياسي. الرجل الذي يعتبر شخصية غير مرغوب فيها في جميع عواصم العالم تقريبًا. وهو إيتمار بن غفير الذي يريد الآن أن يملي سياسته على الحكومة”.