تطوير المناهج بما يتناسب والمستجدات العصرية
وكيل الأزهر : رسالة الأزهر تعزيز الوسطية ومحاربة الغلو
عبد الدايد الجندى : الأزهر هو الحصن الحصين ضد التطرف
متابعة : مروة غانم
أوصى العلماء المشاركون بالمؤتمر العلمى الثالث الذى عقدته كلية الدعوة بجامعة الأزهر بالقاهرة أمس الثلاثاء بقاعة الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر بضرورة التنسيق بين مؤسسات الدولة لحماية السلم المجتمعى وتعزيز التعاون بين قطاعات الأزهر لتكامل الجهود وتعظيم الافادة من موارد الأزهر المعرفية والعلمية والبشرية لصالح الأمة كما أوصوا بالتنسيق بين مؤسسات الدولة الوطنية دينية وغيرها لازالة صور التطرف والسلبية , كما طالبوا بمتابعة ما يثيره أصحاب المذاهب والأفكار الهدامة والجماعات المتطرفة والرد عليها والعمل الجاد على تفكيكها وأوصوا أيضا بتطوير المناهج الدراسية بصورة تواكب المستجدات المستمرة فى الواقع وتلبى حاجات الطلاب العلمية والنفسية والجمع بين مناهج الفهم والتفكير والحفظ والتلقين , وأوصوا كذلك بالعمل على بناء داعية على قدر كبير من الوعى والثقافة يمكنه من ادراك الواقع وفهم أحداثه المتسارعة .
جدير بالذكر أن كلية الدعوة الاسلامية بالقاهرة عقدت مؤتمرها العلمى الثالث تحت عنوان ” نحو شراكة أزهرية فى صناعة وعى فكرى آمن ” شارك فيه عدد كبير من علماء الأزهر الشريف بكافة التخصصات الشرعية والعلمية فضلا عن تواجد عدد كبير من العلماء بمختلف الجامعات المصرية والمراكز البحثية المختلفة بجانب مشاركة الكثير من العلماء من خارج مصر وقد حظى المؤتمر بدعم قيادات الأزهر وعلى رأسها شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب كما حظى بدعم ومساندة رئيس جامعة الأزهر الشريف الدكتور سلامة داوود .
الحصن الحصين
وفى بداية المؤتمر رحب الدكتور عبد الدايم الجندى عميد كلية الدعوة ورئيس المؤتمر بضيوفه مؤكدا أن الازهر الشريف هو الحصن الحصين ضد كل أشكال التطرف , فما أحوج الوعى البشرى الى المكون الأزهرى لضبط الخريطة الذهنية خصوصا فى ظل تخلق وعى تقنى مستباح للتغذية بثقافات منفلتة أحدثت اختراقا قويا لجدر الحماية الفطرية , تحتاج الى برامج الأزهر المضادة للأفكار المشبوهة التى تخطف الوعى الى ضلالات تهوى به فى مكان سحيق , تشكك فى العقيدة وتدعو الى الإلحاد وتنتهك الأخلاق .
وأشار الجندى الى أن هذا المؤتمر يهدف إلى شراكة أزهرية تصوغ جامعة مركزة تبرز دعوة الاسلام للوجود كله بمنهج الأمن الفكرى وتنقذه من عناء الصياغات الفكرية المنزلقة الى نظام حياة الغابة والعبث بالانفس واهلاك الحرث والنسل كما يسعى الى تكوين شراكة أزهرية تشكل وعيا أمنا يحمى من ويلات الغلو والتطرف والتكفير بكل صوره وألوانه ويحررالناس من الخوف والفزع مع التأكيد على عدم المساس بمنهج الله لانه لا اجتهاد مع النص .
محاربة الغلو
أما الدكتور محمد الضوينى وكيل الأزهر فشدد على أن رسالة الأزهر جامعا وجامعة هى تعزيز الوسطية والاعتدال ومحاربة الغلو والتطرف بكل صوره وأشكاله من أجل ترسيخ وحدة المسلمين مهما اختلفت مذاهبهم الفقهية والعقدية وتباينت توجهاتم السياسية ما داموا جميعا يسلمون بمرجعية القرآن الكريم والسنة النبوية ولا يخرجون عن أطرها العامة .
وأضاف وكيل الأزهر : من المهم أن تكون المؤسسات المعنية بتشكيل الوعى على دراية كافية بالتحديات التى تستهدف الدين وإلمام جيد بتيارات التغريب التى تثير الشهوات وتؤصل لانفلات سلوكى وتحلل خلقى وتشوش فكرى .
واستطرد : الوصول إلى وعى فكرى آمن فريضة دينية وضرورة مجتمعية ومسئولية تضامنية يجب أن يسعى الجميع لتحقيقها .
الأزهر نسيج واحد
أما الدكتور سلامة داوو رئيس جامعة الأزهر فقال : المؤتمر يحمل عنوانا مميزا لأن الأزهر نسيج واحد يسقى بماء واحد وهيئاته ومؤسساته كالجسد الواحد يشد بعضه بعضا , قامت مناهجه فى مجملها حول مائدة وزاحدة هى القرآن الكريم والسنة النبوية .
وأوضح داوود حرص الجامعة فى رؤيتها على ربط الأجيال بتراثها للقضاء على القطيعة المعرفية لأن تغييب الأجيال عن علوم أمتها وثقافتها أضر بها من كل جانب لافتا الى أن تراث أمتنا صالحا لأن يكتب ألاف المرات ويجد كل كاتب فيه شيئا جديدا .
وشدد على أن السلوك السوى هو أن نربى أبناءنا على علومنا ولا نغيبهم عنها ثم نجتهد فى تجديدها بما يناسب لغة كل زمان وفكره وثقافته ووعيه .
وأشار الدكتور عباس شومان الأمين العام لهيئة كبار العلماء الى أن الأزهر الشريف على مر تاريخه هو الحارس الأمين على الاسلام عقيدة وشريعة وأخلاقا .
وأضاف شومان : المتابع لما تموج به الساحة من رؤي فقهية جديدة بغض النظر عن مدى سلامتها أو فسادها لايجد أن هيئة كبار العلماء كانت على قدر كبير من المسئولية فى تلبية حاجة العالم الاسلامى بما يضمن قدرته على التجاوب مع معطيات العصر دون المساس أو التفريط فى ثوابت الدين وأصوله .