في إطار التواصل المستمر بين معالي أ.د محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والعاملين بالمديريات الإقليمية، وفي إطار مشاركة معاليه بالعيد القومي لمحافظة بني سويف، التقى وزير الأوقاف أمس الجمعة 1 مارس بقيادات الدعوة وأئمة محافظة بني سويف، وذلك بمسجد عبد الفتاح يوسف الكبير بصفط راشين بإدارة أوقاف ببا ببني سويف.
وفي كلمته هنأ وزير الأوقاف الحضور بقرب حلول شهر رمضان المبارك، كما هنأ الحضور باكتمال هذا الصرح العظيم (مسجد عبد الفتاح يوسف الكبير)، مؤكدًا أنه إذا أردت أن تعرف أصالة الرجل فانظر إلى حنينه لوطنه وارتباطه به وحبه له، سواء أكان وطنًا عامًا أم مكانه الذي نشأ فيه.
وأكد وزير الأوقاف على أهمية الاستعداد لشهر رمضان المبارك، قائلا: فجميل أن نستعد لرمضان، والأجمل منه أن نستعد للقاء الله (عز وجل)، فرمضان يعتبر وسيلة، فهو سبيلنا إلى الله وطريقنا إليه، فليس رمضان مقصودًا لذاته وإنما لما هو أبعد، فزيارة القبور شرعت لترقيق القلوب، وشتان بين زيارة القبور عامة، وزيارة قبور الأهل والخاصة ومن نشأت بينهم وتربيت على أيديهم، فالعظة هنا أشد وأبلغ.
وأضاف: ليس للإنسان إلا ما قدم بين يدي الله (عز وجل)، حيث يقول سبحانه: “يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ”، مشددًا على أن لا يغتر شاب بشبابه وحيويته، فكم من شاب قضى نحبه لم يحجز شبابه ملك الموت عنه، وإياك أن تغتر بمالك وأبنائك وإنما تذكر قول الله تعالى: “قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ”، فهذه ثمانية، والنجاة في ثمانية، حيث يقول سبحانه: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”.
وأكد وزير الأوقاف على ضرورة أن يكون الداعية خير مثال على تجسيد دعوته، مضيفاً: فعندما يخالف فعل الداعية قوله يكون صادًا عن سبيل الله، وقد قالوا حال رجل في ألف أو حال امرأة في ألف خير من كلام ألف لرجل أو امرأة، فالداعية يدعو الناس بأخلاقه وتصرفاته قبل أقواله ومواعظه، فيمكن للمنافق خداع بعض الناس كل الوقت، ويمكن أن يخدع كل الناس بعض الوقت، ولكن لا يمكن أن تخدع كل الناس كل الوقت.
وشدد على أن من قصر في عمله وقتًا أو إهمالًا، فهو يأكل سحتًا، يقول أحد الحكماء: يا ابن آدم أنت في حاجة إلى نصيبك من الدنيا، ولكنك إلى نصيبك من الباقية أحوج، فإن أنت بدأت بنصيبك من الآخرة وكانت عينك على طاعة الله مَرَّ بنصيبك من الدنيا فانتظمه انتظامًا فأصلح الله لك أمر الدنيا والآخرة، وإن أنت بدأت بنصيبك من الدنيا على حساب نصيبك من الآخرة ضيعت نصيبك من الآخرة وكنت في نصيبك من الدنيا على خطر، وليس لك منه إلا ما كتب لك.