أكد د. محمود الهواري، الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، أن إحساس العلماء بمشكلات الحياة، ومحاولة وضع حلول واقعية لمشكلات الناس دور لا يقل أهمية عن مدارَسة كتب العلم، ومحاضرة طلابه، مشدّدًا على أن قراءةَ التدابير الشرعية والعملية في مواجهة موجة الغلاء العالمية، واستخراج أنوار هذه التدابير الهادية للتغلّب على هذه الأزمة أو حسنِ إدارتها أمر في بالغ الأهمية.
أضاف، خلال كلمته، في المؤتمر العلمي الأول لكلية أصول الدين بالمنصورة، الذي عقد بعنوان «التدابير الشرعية والعملية في مواجهة موجة الغلاء العالمية»، بالتعاون مع مجمع البحوث الإسلامية، أن المؤتمر يأتي في وقت يشهد فيه العالم توترات غريبة؛ فما كاد العالم يتعافى من الأزمة الاقتصادية بسبب تفشي فيروس كورونا حتى بدأت حرب تأثرت بها دول لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ثم ها نحن نشهد موجة غلاء موجعة.
أوضح، أن الشرع الحكيم قد وضع للناس من التدابير ما يضبط حركة حياتهم، وجعل ذلك سلوكا شرعيا يثاب فاعله ويأثم تاركه، فأمر الناس في أزمنة البلاء بالصبر، والاقتصاد، والاستغناء بترك ما غلا سعره ما وجد الناس إلى ذلك سبيلًا، كما أن القرآن قصَّ علينا أحسن القصص فيما يتعلّق بإدارة الأزمات، وأن هذا السِّياقَ القرآنيَّ الموجزَ يكادُ ينطلقُ من الأفكارِ الإداريَّةِ الصِّحيَّحةِ بأن يتنبَّأَ المجتمعُ بمستقبلِه، في ضوءِ إمكانيَّاتِه، وأن يتبنَّى خطَّةً واضحةً ليتجاوزَ الأزمةَ، أو يقلِّلَ من خطورةِ آثارِها، كما أن هذا السياق يعلنُ أنَّ قوَّةَ الدُّولِ إنَّما تكونُ بقدرتِها على الإنتاجِ، وأنَّ امتلاكَ الدُّولِ قرارَها مرهونٌ باعتمادِها على أنفسِها، وحُسنِ إدارةِ مواردِها.