فصل آخر من فصول الإفلاس داخل جماعة الإخوان الإرهابية الممزقة داخليًا منذ حظرها فى مصر هو صناعة الكذب وقلب الحقائق ، فالجماعة المتخبطة وافرادها المتناثرون على مواقع التواصل الاجتماعى لا يكفون عن اختلاق الأزمات وقلب الحقائق فى محاولة للوقيعة بين الشعب المصرى وحكومته، على أمل العودة إلى مواسم الفوضى والرجوع بالمسيرة إلى الوراء .وذلك من خلال احتضان الدول الداعمة للإرهاب أبواق الجماعة وأذرعها الإعلامية، والانفاق على العاملين فى قنواتها بأموال شعوبها مقابل صناعة الكذب وإذكاء الصراعات؛ فتارة يلعبون على وتر الغلاء وارتفاع الأسعار، وأخرى يعرجون على الأوضاع الاقتصادية التى تمر بها البلاد من جراء أزمات عالمية كان لها اثرها على الاقتصاد المصرى فى محاولة للنيل منهم للوقيعة بين الشعب وحكومته.وأخر هذه الافتراءات تشكيكهم فى الصفقة الاستثمارية الكبرى التى تتم بشراكة مع الامارات العربية الشقيقة والتى توفر سيولة نقدية كبيرة من العملة الصعبة لاستقرار سوق النقد الاجنبى .
وصناعة الكذب أو الاعلام الأسود هو من أخطر الوسائل أو الحروب التى تستهدف عقول البشر؛ حيث تبدأ بالتشويش، ثم تصيبها فى قناعتها؛ لصرف الأنظار عن حدث ما، أو تسعى لتغيير وجهات النظر باتجاه واقع غير موجود أصلاً وليس إلا وهماً، ثم تجسيده والدفاع عنه.
ونظرا لما يؤديه الإعلام من دور خطير فى حياة الأمم، ليس فى نقل الأخبار والأحداث فقط، وإنما فى صياغة وتحديد توجهات الرأى العام. من هنا يصبح التضليل الإعلامى الذى يمارسه اعلام الجماعة الارهابية ومن يساندها حالياً على مواقع التواصل الاجتماعى بمثابة حرب نفسية تشنّ على المتلقى لإحداث أكبر قدر من التأثير السلبي.خاصة بعدما تم تطهير منابر المساجد التى كانت احدى ادواتهم الهامة فى بث سمومهم فى الماضى .
والتضليل الإعلامى الذى نراه الآن على وسائل التواصل له عدة صور منها قلب الحقائق، أو التضليل بالمعلومات التى ليس لها علاقة بالحدث، أو باستخدام مفردات معينة تنتقى بعض الكلمات والحقائق والمصادر وتهمل الأخرى.أو اختلاق القصص والخيالات التى ماأنزل الله بها من سلطان .
وجماعة الأخوان هم الجماعة التى تعتبر الطاعة العمياء وتنفيذ التعليمات بصورة جماعية مصدر قوة فى خوض المعارك على هذه الوسائل الاعلامية. فالأتباع المنتشرون فى كل قطر عربى يتحركون جميعاً بناءً على أوامر مركزية، ويحشدون كل طاقاتهم فى ترويج خبر أو نشر إشاعة أو اختلاق قصة أو الترويج لفكرة معينة، وفى اللحظة نفسها يكون مئات المستخدمين فى دولة ما يكررون ما يقوله أتباع آخرون فى دولة اخرى ويساندهم عشرات الآلاف فى مصر أو فى أى بلد آخر ويتجاوب معهم متعاطفون وأنصار فى الولايات المتحدة وفى بلدان أوروبا المختلفة، ليُغرقوا المستخدمين الآخرين بمئات المواد المعدَّة لتحقيق غرض معين، من القصص المختلقة إلى الصور والأشكال والتعليقات ومقاطع الفيديو والملفات الصوتية والمقالات المجهولة المصدر والأخبار المحرّفة أو الكاذبة التى تضرب كلها على وتر واحد، وتستخدم أشكالاً متنوعة للترويج لتحقيق أعلى درجات الانتشار.
أى كذبة يتاح لها مثل هذا التجييش ستكتسب قوة بالإلحاح عليها، وسيتعامل معها جمهور وسائل التواصل الاجتماعى الهائل على أنها حقيقة. وبهذه الطريقة يمكن بناء كذبة فوق أخرى فى شكل مخطط لتوجيه الرأى العام، لاسيما مع الاستثمار الخبيث للمشاعر الدينية , وبمرور الوقت يصبح الجمهور الذى تشبَّع بمثل هذه الأفكار وقوداً لأى اضطرابات مقبلة، وسيميل إلى استهلاك الأخبار المكذوبة التى توضع بين يديه وتصله حيث هو على صفحته الخاصة، وينزع إلى تصديقها أكثر من الأخبار الحقيقية التى تحتاج إلى من يتقصى ويقارن ويُحكِّم العقل والمنطق ويمتلك من الأصل حياداً ووعياً وقدرات شخصية وتأهيلاً تساعده فى ذلك.
ان الإغراق بالقصص العشوائية وتغييب العقول وإفقادها القدرة على الحُكم الصائب، هى التى تسمح بتمرير تناقضات «الإخوان» ومواقفهم المتضاربة التى لا تستقيم لدى صاحب أى منطق سليم. وتتم تغطية هذه التناقضات بكثير من الكذب والدجل والأخبار والقصص المختلفة التى يتم إغراق وسائل التواصل الاجتماعى بها.
وجماعة الإخوان الإرهابية وعناصرها الضالة وكتائبها الإلكترونية الخائنة العميلة تتعمد الافتراء والكذب وبث الشائعات والافتراءات والأكاذيب
فى محاولة يائسة بائسة لتشويه الإنجازات العظيمة التى تحققها الدولة المصرية فى مختلف المجالات ، تحاول الجماعة الإرهابية إعادتنا إلى نقطة الصفر ودائرة الفوضى ، لا تألو على دين ولا وطن ولا خلق ، أعمتهم الأموال القذرة عمالة وخيانة للدين والوطن كما هو دأبها عبر تاريخها الدموى الأسود المفعم بالعمالة والخيانة .
ومع إدراك استحالة الرقابة المطلقة من الحكومات على هذه المنصات، أصبح من الضرورى كشف عمالة وخيانة هذه الجماعة الإرهابية المارقة ، فالتستر على أى من عناصرها المجرمة أو كتائبها المجرمة خيانة للدين والوطن ، وكشفهم واجب دينى ووطنى ، وواجب المجتمع ومؤسساته المختلفة كالاسرة والمدرسة والمسجد والكنيسة أن تبذل جهودا كبيرة لخلق الوعى المحصن ضد الكذب من أجل تغطية هذه الثغرة ومنع الجماعة من المضى قدما فى تنفيذ مخططها لنشر الفوضى فى البلاد .
>>>
>> وختاما
قال تعالى (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِى الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) صدق الله العظيم ال عمران اية (26)