بقلم الدكتورة:
عزة المصري
المنهج الإسلامي الراقي بتشريعاته وتوجيهاته، أهدانا منظومة أخلاقية لتستقيم بها الحياة الإنسانية لنكون في أحسن صورة وعلى أفضل حال، وجعل على رأس هذه المنظومة خلق الرحمة، وهو خلق قرآني وإنساني عظيم.
ومن العناية القرآنية بخلق الرحمة تعالوا بنا نرى روائع البيان من لغة القرآن فيقول تعالى بأسلوب القصر والحصر البلاغي لحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين”.َ
فعلى الرغم من كثرة مقاصد البعثة النبوية الشريفة؛ إلا وكأن النص القرآني يقول: إننا لم نرسلك إلا لمقصد وهدف واحد، وهو الرحمة، وذلك لعظم هذا الخلق الذي يشمل كل المعاني الجميلة والأخلاق الحميدة، ومنها التعامل الراقي الحنان والتعاطف والتعاون والرفق اللين والحب والمودة وجبر الخواطر.
فالرحمة هي عنوان الشريعة السمحة، شريعة الإسلام والسلام التي تشمل رحمة الله بعباده وجميع مخلوقاته، والتي تشمل رحمة النبي بأمته وبالعالمين، لذلك قال تعالى: “كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ “، فكتبها على نفسه تفضلا وتكرما منه على عباده ليكتسبها العباد فيتراحمون فيما بينهم.
بل وجعل الرحمة بالآخر شرطا لرحمة الله تعالى به لقوله صلى الله عليه وسلم: “الراحمون يرحمهم الرحمن”، فهيا بنا نتراحم في البيت والأسرة في السوق مع البيع والشراء ومع الأقارب والجيران، فيزداد الترابط والمحبة بين الجميع بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة.