الابتلاء في الدين من أعظم الابتلاءات والفتن التي يواجهها المسلم، وذلك لأن الدين هو روح العبد، وفيه سعادته، وإذا فقده فقد الخير كله، ولأجل ذلك كان نبيّنا -صلى الله عليه وسلم- يكثر في دعائه من أن يسأل ربَّه عزَّ وجلَّ أن يحفظ له دينه، وأن يثبّته عليه حتى يلقاه.
لذلك كان من دعاء النبي “اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شرٍّ”.
فهذه كلمات يسيرات لكنها احتوت على خيري الدنيا والآخرة، وهذا ما يميّز أدعية النبي الذى كان يكثر من قول “يا مقلِّب القلوب ثبّت قلبي على دينك”، فأثر الفتن على الدين عظيم جدًا إذ قد يخرج الرجل من دينه بسبب الفتنة! فقال النبى: “إن بين يدي الساعة فتنًا كأنها قطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويبيع فيها أقوام خلاقهم بعرض من الدنيا” أي بشئ من مال الدنيا يتخلّى عن دينه وينكر ما كان يقرّ به سابقًا ويقرّ بما كان ينكره سابقًا!
قال الحسن البصري- وهو من التابعين الذين عاصروا الفتن وعاصر أصحابها- يقول “والله لقد رأيناهم صورًا ولا عقول، أجسامًا ولا أحلام، فراش نار وذبان طمع، يغدون بدرهمين ويروحون بدرهمين، يبيع أحدهم دينه بثمن العنز، بقيمة تافهة يبيع الرجل دينه!