الصحابي الجليل عاصم إبن ثابت من أبطال الصحابة فى القتال فعندما أسلم نذر نذرًا قال: اللهم لا يمسَّنى كافر ولا يمسّ جلدى كافر.
وقال عنه رسولنا الكريم: إنه دفين الملائكة. لما كان في غزوة أحد كان عاصم يحمل لواء المسلمين واستطاع أن يقتل اثنين من حملة لواء الكفّار وكانت “سلافة” رأت عاصم وهو يقتل اثنين من إخوتها فنادت وقالت: من يأتينى برأس عاصم أشرب فى جمجمته الخمر، وأعطى وزنها ذهبا لمن يأتينى به!
ثم كانت الهزيمة فى أُحد وفرَّ الناس عن النبى وما ثبت معه إلا القليل من الصحابة وانتهت غزوة أحد ونجا النبى ومعه بعض الصحابة ومن الذين نجوا عاصم بن ثابت رضى الله عنه .
جاءت بعدها فاجعة أخرى للمسلمين هى بئر معونة وماء الرجيع، وكان عاصم بن ثابت فى أحداث الفاجعة، وأحاط المشركون بالمسلمين، وكانوا ستة من القرّاء من حفظة كتاب الله، استسلم أحدهم وقاتل الآخر، فمن الذين قاتلوا عاصم ومعه اثنان من الصحابة فقُتل الاثنان وبقى عاصم وما استطاع أحد أن يقتله لقوّته فى القتال، فقال القوم: والله لن تستطيعوا أن تقتلوه إلا من بعيد. فبدأوا يرمونه بالسهام والحجارة، إلى أن قتلوه، فأرادوا أن يقطعوا رأسه حتى يأخذوا الجائزة التى أعلنت “سلافة” عنها، فسبحان الله! أرسل الله جندا من خلقه! أرسل الدبابير والنحل فأحاطت بجسم عاصم بن ثابت! فقال القوم: انتظروا المساء حتى تذهب. فانتظروا فأرادوا أن يفعلوا، فسبحان الله! أرسل الله مطرا! حتى سار سيلا! فأخذ جسم عاصم ودفنته! فسُمِّى دفين الملائكة .
قال عمر بن الخطاب- رضى الله عنه-: أوفى الله نذره فى حياته وبعد مماته.
فانظر هولاء الرجال ما كان همّهم الدنيا بل كان همّهم نشر دين الله والابتعاد عن معصيته وإطاعة أمر النبى فأكرمهم الله في حياتهم وبعد مماتهم.