بقلم: د. أحمد زعتر
في عام 2003 أطلقت مؤسسة ستارلايت البريطانية الاحتفال باليوم العالمي للأيتام في شهر أبريل، وفي عام 2004 احتفلت مؤسسة الأورمان لأول مرة في مصر بيوم اليتيم، وفي عام 2006 قرر مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب في دورته السادسة والعشرين أن يكون يوم الجمعة الأول من شهر أبريل هو اليوم الرسمي للاحتفال باليتيم وكانت وزارة التضامن الاجتماعي هي الوزارة الممثلة لمصر في هذا المجلس، وفي عام 2010 استطاعت مؤسسة الأورمان أن تدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية بعد أن جمعت 4550 يتيما، ورفع علم مصر عند سفح الأهرامات، مما لفت أنظار العالم ونال إعجابهم.
وحيث أننا في عيد الفطر المبارك، أقترح أن يكون لليتيم مشاركة مجتمعية في جميع المناسبات الرسمية والأعياد الدينية، وذلك للمتميزين منهم، وأن ترعى الدولة بنفسها هذا الأمر، فهؤلاء أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بهم وبين أهمية كفالتهم ورعايتهم وجزاء ذلك.
واليتيم شرعا هو من توفى والده وهو صغير، وتبقى هذه الصفة ملازمة له إلى أن يبلغ الحلم، حيث يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): “لَا يُتْمَ بَعْدَ احْتِلَامٍ”، ويتحتم علينا جميعا أن نحافظ على اليتامى ونعمل على إصلاح حالهم ونخالطهم، حيث يقول الحق سبحانه: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ}، وقد أوصانا النبي (صلى الله عليه وسلم) بكفالة اليتيم، وبيّن لنا جزاء الحفاظ عليهم، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): “أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا”، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى، كما حذرنا الله سبحانه وتعالى عند مخالطة اليتامى فمن يخالط اليتامى في المأكل والمشرب ويكون مسئولا عنهم يجب أن يحافظ على مالهم إحسانا ورفقا بهم وألا يكون فاسدا يختلس أموالهم أو يستغل حاجتهم، حيث يقول سبحانه: {وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ{.
ومن جهة أخرى يجب على كل أسرة أن تربي أبناءها على مخالطة اليتامى والإحسان إليهم دون إحراجهم، وذلك بزيارة أسرية لدور الأيتام كل فترة ومخالطة الأطفال وتقديم الهدايا لهم.