يشهد مسجد “شباب أهل الجنة”، بالتجمع الأول، حالة من الروحانية التى تضاعفت طوال شهر رمضان المبارك باستمرار الدروس المعتادة، وزادت عليها خاطرة التراويح التى وجّهت بها وزارة الأوقاف الداعية م. عبير أنور، لإلقائها طوال الشهر الفضيل، لرواد المسجد من السيدات الفضليات.
عن هذه الحالة الروحانية، تقول الداعية م. عبير أنور: استخرت الله أن تكون خاطرتي متعلقة بالعبادات التعاملية، فكانت كل خاطرة عبارة عن قيمة أخلاقية يجب أن نتحلى بها في معاملاتنا. وأجمل ما مَّن الله به علينا هذا العام هو تنفيذ فكرة دارت برأسي قبل رمضان وهي: تحفيظ مجموعة من السيدات “سورة النور” لما فيها من أحكام من شأنها حماية المجتمعات من الآفات “سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ”، على أن يكون التعلم عن بُعد من خلال لقاء فجر كل يوم عبر تطبيقات الإنترنت، يتضمن اللقاء قراءة بعض الآيات وتكرارها وتدبرها، وبالفعل رحبت بالفكرة اثنتا عشر سيدة من خيرة السيدات اللاتي استمتعت بصحبتهن على مدى أربعة وعشرين يوماً هي مدة الدورة، رأيت منهن خلالها كل خير فكُنَّ مثالاً للإلتزام والاهتمام والهمة وتضاعفت همتي لِما رأيته منهن من شغف وحرص وانتظام. وهن: نجوى طنطاوي، علا البلتاجي، نوال مسعد، مني مراد، اسماء دويدار، عبير عبدالمنعم، وفاء الجاويش، غادة مقداد، اماني يوسف، صافية حسين،اخلاص محمد، ليلى محمود، ناهد مصطفى.
تستطرد الداعية م. عبير أنور قائلة: توالت الحلقات بين الحفظ والمراجعة والتدبر وشكرت ربي حين رزقني أسماعهن، وأحمده الآن بعد أن أتم علينا فضله، فقد تمكَنت من الحفظ عشر سيدات من جملة ثلاثة عشر ونحن الآن بصدد الإختبار في السورة من خلال أسئلة الحفظ والتدبر، وشكرت الله أيضا على هذه الصحبة المباركة والتي أطلقت عليها في نفسي “كتيبة النور”.
وتعاهدنا جميعاً على الاستمرار في مثل هذه الدورات على التوازي مع دروس المسجد- أتم الله علينا فضله- لم تكن هذه أول المكاسب التي منحنا الله إياها من خلال تطبيقات الإنترنت بل أيضا لدينا عدة مقاريء لتلاوة القرآن تلاوة صحيحة على مدى أربع سنوات في أوقات مختلفة من اليوم لتناسب كل الظروف، ما نفرغ من ختم القرآن حتى نبدأه ثانية.
تضيف: والآن أود نقل صورة الأجواء الرمضانية داخل المسجد لتشاركونا، فمسجد “شباب أهل الجنة” من المساجد التي تقيم صلاة التراويح بجزء كامل من القرآن الكريم ويتميز المسجد بروح الألفة بين رواده فأغلبهم من أهل المنطقة تجمعهم الجيرة والصداقات، يعرف بعضهم بعضاً ويعرفهم شيخ المسجد أيضاً حتى إننا كنا في احدى المرات نصلي صلاة الجنازة، فوجدت الشيخ يتحدث عن المُتوفى حديث من يعرفه حق المعرفة، فالمسجد في أحد أحياء مصر الطيبة يقطنه جيران طيبون، ترى فيهم الأخلاق الحميدة والإلتزام والود ويكتظ بهم المسجد في مشهد مهيب. وفي مصلى النساء تجد الزوجات والبنات فهن عُمار المصلى النسائي في صلاة التراويح، وكذلك على مدار العام فمنهن تلميذاتي في حلقات القرآن ودروس العلم وكذلك أبناؤهم من الصبيان والبنات هم أبناء المسجد يأتون إليه طوال العام لحفظ القرآن وسماع القصص القرآني، ثم يلتفون حولي لتعلم صناعة صغيرة جديدة. تجد المصلى مكتظا بالسيدات ويفيض فيتجهن للصلاة بحديقة المسجد، وينظم صلاة التراويح فريق من بناتي في الله منهن من توجه المصليات إلى مصلى أمهات أحباب الله، ومنهن من تنظم الصفوف، وأخريات يوزعن التمر والماء بينما نستمع جميعاً إلى درس الإمام بين الركعات حيث يُمتعنا الشيخ إبراهيم باهي نور- وهو من شباب أئمة الأوقاف- بدرس قصير أو يلقي على الأسماع بعض الأسئلة والفوازير ليقوم بحلها والرد عليها المصلون، فيختبر الحاضرون معلوماتهم أو تضاف معلومة جديدة لحصيلة معارفهم.
المسابقة القرآنية
أوضحت م. عبير أنور، أنه كان من ضمن نشاطات المسجد هذا العام أن أطلق الشيخ مسابقة القرآن الكريم على عدة مستويات ومنح رواد المسجد فرصتهم للمراجعة واشترك بالمسابقة الكثير من أهالي المنطقة ومن ضمنهم أبنائي من تلاميذ يوم السبت، مما أسعدني وشرح صدري.
وفي يوم التكريم نادى الشيخ أسماء الفائزين من الأولاد والبنات، فكرم الأولاد بينما كانت البنات معي في مصلى النساء يتهللن، فقد كرم الشيخ آباءهن لفوز البنات، وألقى الشيخ يومها كلمة تُبين فضل القرآن الكريم وُتشيد بهؤلاء الآباء الذين دفعوا بأبنائهم إلى طريق الحفظ والتعلم، قال تعالى: “كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَاب”.
أما المكرمون فهم: ابراهيم عاطف، رحاب رواق، انصار الدين شاكر، عبدالرحمن عبدالجبار، رقية اسامة، ياسمين رواق، جنى رواق، مريم احمد علي، عمر مصطفى عبدالعاطي، سارة اسامة، ليلى احمد علي، اروى عاطف، عمر عبدالله، رانيا ابو الخير، مريم جمال، منار احمد علي، جودي شريف، معتز عاشور، احمد طارق.
وهكذا جاء رمضان ليحرس كل الزمان، أعاده الله علينا اعوامًا عديدة باليمن والبركة.