كرَّم الله تعالى مصر وشرّفها بقدوم العائلة المقدّسة ورحلتها المباركة إلى أرضها والتي استمرت أكثر من ٣ أعوام ونصف، باركت خلالها العائلة المقدّسة عدّة نقاط في ربوع مصر المختلفة، حيث تنقَّلت بين جنباتها من ساحل سيناء شرقا إلى دلتا النيل حتى وصلت إلى أقاصي صعيد مصر.
امتد مسار رحلة العائلة المقدّسة لمسافة ٣٥٠٠ كم ذهابا وعودة من سيناء حتى أسيوط حيث يحوي كل موقع حلَّت به العائلة مجموعة من الآثار في صورة كنائس أو أديرة أو آبار مياه ومجموعة من الأيقونات القبطية الدّالة على مرور العائلة المقدّسة بتلك المواقع وفقا لما أقرّته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر.
بدأت رحلة دخول العائلة المقدّسة من رفح بالشمال الشرقى للبلاد، مرورا بالفرما شرق بورسعيد وإقليم الدلتا عند سخا بكفر الشيخ وتل بسطا بالشرقية وسمنود بالغربية، ثم انتقلت إلى وادي النطرون في الصحراء الغربية حيث أديرة الأنبا بيشوى والسيدة العذراء “السريان” والبراموس والقدّيس أبو مقّار ثم اتّجهت بعد ذلك إلى منطقة مسطرد والمطرية حيث توجد شجرة مريم ثم كنيسة زويلة بالقاهرة الفاطمية، ثم مناطق مصر القديمة عند كنيسة أبو سرجة في وسط مجمع الأديان، ومنها إلى كنيسة المعادى وهى نقطة عبور العائلة المقدّسة لنهر النيل حيث ظهرت صفحة الكتاب المقدّس على سطح المياه مشيرة إلى المقولة الشهيرة “مبارك شعبى مصر”، وصولا إلى المنيا حيث جبل الطير، ثم أسيوط حيث يوجد دير المحرَّق، ثم انتقلت إلى مغارة دُرُنْكَة، ثم العودة مجدّدا إلى أرض الموطن عند بيت لحم.
أذكر خلال تواجد السيدة مريم العذراء مع ابنها عيسى- عليه السلام- في المنطقة التي تعرف بـ”المسلة” في المطرية ذهبت إلى منزل تطلب بعض الدقيق والماء ولكن لم يعطوها، ولذا هذا المنزل حتى الآن كلما قام بعجين الدقيق لا يختمر!