كتب مصطفى ياسين
أكد السفير قدرى عبدالمطلب، مساعد وزير الخارجية الأسبق، مستشار شيخ الأزهر، أن نظام المراسم قديم منذ الفراعنة فى مصر القديمة، حيث تعلم المصري القديم سلوك ومراسم التعامل مع الملك الإله وكبير الكهنة، والوفود القادمة إلى مصر الحضارة والتاريخ.
ونفس الشيء فى الحضارة اليونانية والبيزنطية.
وهى تعنى البروتوكول، ولكن الإتيكيت مختلف نوعاً ما، فالمراسم تعد سلوكيات رسمية وليست شخصية، وتعرف وتسود بتراكم الأعراف والتقاليد التى تحولت إلى قواعد وقوانين بالممارسة، حتى أنه تم تقنينها تدريجياً منذ ٢٠٠ عام حين عقد أول مؤتمر دولى ١٨١٥م، في العاصمة النمساوية فيينا، لجعل المراسم رسمية، وتطور مفهوم المراسم رغم كونها مرتبطة في بداياته بالنظم الملكية، ثم عقد عام ١٩٦١ فى فيينا مؤتمر دولي لتوسيع مفهوم المراسم و العلاقات الدبلوماسية، ليتواكب مع المتغيرات الدولية وتغير انظمة الحكم، حتى استقر الأمر على ما هو عليه الآن.
أشار السفير “قدرى”، إلى أن محمد على باشا، حين قام ببناء الدولة المصرية الحديثة، وضع أسس البروتوكول والتعامل مع العالم الخارجي والبعثات العلمية والخبراء والأطباء، فتم تعيين ترجمان عام ١٨١٨ حتى ١٨٢٦، حيث كانت توجد ١٤ قنصلية، والتى بلغت حالياً أكثر من ٢١٠ سفارة وقنصلية و تمثيل مقيم وغير مقيم و منظمات دولية .
ثم فى عصر الخديوي اسماعيل تطورت الدولة المصرية ووضعت اسسا جديدة ١٨٧٥م لنظام الخارجية وعين نوبار باشا ناظرا للخارجية، ثم جاء عبدالخالق ثروت كأول وزير تحت مسمى وزير الخارجية.
أوضح السفير “قدرى”، أن العاملين فى السلك الدبلوماسي لهم نوع من الحصانة، ومع ذلك قد يقع سوء تصرف شخصى من دبلوماسي ما، وهذا لا يعنى إساءة العلاقة مع دولته، بل يتم توجيهه أو تحذيره وإنذاره، ويكون حسابه من حكومة دولته. مستدركا: وإن كنت اعتقد أن القانون الحالى يحتاج لإعادة النظر.
وقال السفير “قدرى”- خلال لقائه مجموعة من الصحفيين المشاركين فى الدورة الصحفية المكثفة بمقر الهيئة الوطنية للصحافة، برئاسة م. عبدالصادق الشوربجى، وبإشراف الكاتب الصحفي سامح عبدالله رئيس لجنة التدريب، ورئيس تحرير موقع سبوت-: مصر لها تاريخ عريق من الدبلوماسية واتباع المراسم والبروتوكول، ومن خلال عملى اطلعت على طباع كثير من شعوب العالم، وتأكدت من مدى حبهم وعشقهم لمصر، فهناك الشعب المغربى- مثلا- صاحب حضارة وثقافة قديمة وأقرب وأسهل الشعوب فى التعامل مع المصريين واحترامهم، وأذكر أنهم عام ٢٠٠٧ احتفلوا- ضمن مهرجان مراكش السينمائي الدولي- بمئوية الفيلم المصرى، فهو شعب كريم ودود، شعب واضح جدا “لا لف ولا دوران”، وليس لديه ارتياب او شك مع الغريب، كما هو الحال في بعض الشعوب أخرى.
ارجع السفير “قدرى”، وجود حالة من التوتر فيما بين بعض الدول العربية والأفريقية نتيجة مؤامرات الاستعمار وسياساته التخريبية. مؤكداً أنه أيا كانت الأوضاع والظروف، فيجب على الدبلوماسي، وكذا الصحفى، احترام ثقافة وعادات الشعوب، والتأقلم معها لكن دون فقد هويته.